الجريمة وثقافة السلاح.. من يحمي شباب اليمن؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 49 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 الجريمة وثقافة السلاح.. من يحمي شباب اليمن؟

الجريمة وثقافة السلاح.. من يحمي شباب اليمن؟

قبل 1 دقيقة

لا يتفق أحد مع القتلة والمجرمين ومن يقف وراءهم، ولا يعذرهم أو يمنحهم الشرعية لما يحدث في تعز أو في غيرها. المشكلة تكمن في أن اليمن تسقط فريسة لثقافة العنف والقتل واستخدام الشباب والنشء، وتحويلهم إلى قتلة وأداة للقتل. الحوثي ارتكب هذه الجريمة منذ أن كان في صعدة وفي حروبه الستة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واستمر في استخدام الشباب والنشء لتصفية الخصوم ودعم الجبهات وقتال اليمنيين وتدمير اليمن

.

وكان المفترض أن يتوجه هؤلاء الشباب إلى التعليم وأن يكونوا في المدارس والجامعات، لكنه حوّلهم إلى ألغام موقوتة وقتلة، واستنسخت الظاهرة لتنتشر في مناطق أخرى من اليمن بنسب وظروف مختلفة. وقد ضاعفت هذه الظاهرة استخدام بعض الأطراف الأخرى للشباب في صراعاتها وإقحام الشباب والنشء في معارك الكبار، وهي المشكلة الأعظم.

ما ارتكبه القاتل محمد صادق جريمة بكل المقاييس، وقد أحزننا جميعًا وأحزن الشعب اليمني. ودماء الشهيدة أفتهان المشهري دعوة لتطهير تعز من كل الخبائث والأدران، ودعوة لرص الصفوف وإعطاء القدوة لبقية المحافظات المحررة. ولكن الخطأ الأكبر حدث بعد الجريمة؛ كان المفترض محاولة القبض عليه وتقديمه للعدالة لفهم تفاصيل الجريمة، لكن قتله أدى إلى إغلاق الملف. والآن سيتناول الجميع القضية من زواياهم الخاصة، حيث هناك استغلال ومحاولات لتوجيه القضية باتجاهات أخرى.

الخطأ في التأديب مستمر منذ سنوات. منذ سنوات مبكرة، يهرب القتلة إلى مناطق التماس، والبعض ينتقل إلى الحوثيين. الحوثيون فرحوا بهروب غزوان واستقبلوه وتصوّروا معه، ولا ننسى تلك الصور مع سلطان السامعي والمتوكل وغيرهم من القيادات الحوثية. فهذا الأمر جعلنا نرى أن قتل محمد صادق كان محاولة لدرء الفتنة التي كانت قد انتشرت والخوف من احتراب الإخوة بدعاوى عصبوية أو مناطقية، والتي تستغلها الميليشيات الحوثية الإرهابية المتربصة بتعز وبالجميع، كما حدث في عمران وصنعاء، واستخدامها في سياسة فرق تسد، والغاية تبرر الوسيلة التي تتبعها.

هناك أخطاء يرتكبها الجيش الوطني في التأديب ومن يقف وراءه. نحن نقدر دور المقاومة والشرعية ودور كل من وقف ضد الحوثي وحرر المدينة وأجزاء من البلاد، لكن أن تتحول هذه الانتصارات إلى مغانم، وأن تُوزّع المناصب على أساسها، هو الخطأ بعينه.

يجب أن يُوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بما يستحقه. هناك وكلاء في المحافظة لا يستحقون مواقعهم، ومحافظ لا يستحق هذه المحافظة المناضلة الشريفة التي قدمت تضحيات جسامًا. هناك مدراء عموم في مواقع مثل الأحوال المدنية وغيرها لا يستحقون مناصبهم وبعض الأجهزة الهامة، ويجب أن نُقدّر التضحيات من خلال احترام القانون والنظام ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

ما حدث في قصة القاتل كان خطأً، وخاصة التمثيل بجثته بعد قتله؛ فلا يجب أن نتحول إلى غوغاء أو نحول القضية إلى مساحة لانتهاك حياة الناس. هذا الشاب القاتل هو ضحية للتحريض الذي مارسه آخرون. ثقافة البندقية والسيطرة والاستقواء بالسلاح استغلها الحوثي ويستخدمها ضد أبناء اليمن، ولا يجب أن نستخدمها في المقاومة الوطنية أو في الأحزمة الأمنية أو في أي فصيل عسكري يقاتل الحوثي. إذا أردنا قتال الحوثي، فيجب أن نقاتله بشجاعة الفرسان وأخلاق الأبطال، وأن نسدّ الفراغات الأمنية ونرص صفوف الجمهوريين في معركة خلاص وطني.

هذه الاستفزازات الموجودة في تعز تحدثنا عنها منذ معارك غزوان وغدر على القنوات الفضائية، وقد تحدثت في بعض الإذاعات المحلية أيضًا. ونصحني البعض بعدم الخوض في هذا الموضوع لخطورته على سلامتي الشخصية، حيث إنني أسكن في نفس الأحياء المتهمة بالانفلات وتواجد القتلة والمنفلتين فيها. وهناك تسجيلات أيضًا لتلك الأحاديث على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أردت أن أقول إن هذه العناصر المنفلتة ستهشم وحدة الصف وتمنح المجرمين فرصة استخدام هذه الأعمال لتصفية بعض الرموز، وسوف يستخدمهم الحوثي. وهذا ما حدث بالفعل؛ فقد تم تصفية ضياء الأهدل وعدنان الحمادي وغيرهم من قيادات عسكرية وأمنية وناشطين لهم مكانتهم وتأثيرهم في معركتنا الأساسية ضد ميليشيات الحوثي في تعز وفي غيرها من المحافظات المحررة، ويهرب البعض منهم إلى مناطق سيطرة الحوثيين ويستقبلون من قبل قيادات الحوثي مثل سلطان السامعي والمتوكل وغيرهم. ولذا أقول إن التوازن مطلوب، وأن نفهم أن معركتنا مع ميليشيات الحوثي تتطلب الشجاعة وأخلاق الفرسان وروح التسامح ورص الصفوف وتناسي خلافات الماضي وجراحاته.

هذه المهاترات التي تتم الآن بين المكونات الداعمة لعودة الشرعية لا تخدم إلا الحوثي، ولا تخدم أحدًا غيره. ويجب أن نعترف أننا وقعنا في مشكلة كبرى، ويجب ضبط هذه التصرفات المنفلتة وملاحقة القتلة ومن يقف وراءهم بعدالة وإنصاف، وتحكيم القانون والعدالة، حتى لا نتحول إلى مليشيات منفلتة كما حدث مع مليشيات الحوثي الإجرامية.

أكتب هذه الكلمات نداءً للضمير الوطني والعدل المجتمعي ولعدالة قضية تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي ومن كل الميليشيات التي أنشأتها هذه العشرية السوداء، منذ انقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية وحصر البندقية في مؤسسات الدولة، ولإنقاذ شبابنا من الانزلاق إلى ثقافة السلاح. وإن أذنتم لي، سأقولها بطريقة أقل حدة: لا نصنع من الشاب قنبلة موقوتة ثم نتعجب عندما تنفجر في وجوهنا، لكن في كل الأحوال، يجب أن يكون العمل قانونيًا ومدنيًا ومؤسسيًا. فبدون عدالة، لا تتحقق مقاومة صحيحة ولا تقوم  دولة عادلة.

أكاديمي ومحلل سياسي يمني


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شقيق حمود المخلافي يفاجئ الجميع بكلماته بعد تسليم نفسه للسلطات

نيوز لاين | 1031 قراءة 

مصرع قيادي حوثي كبير خلال الغارات الإسرائيلية على صنعاء (الاسم)

المشهد اليمني | 550 قراءة 

الاعلان عن تنفيذ عملية اغتيال في صنعاء والكشف عن المستهدفين

جهينة يمن | 502 قراءة 

الحو ثيين يطلقون صاروخ باتجاه هذه الدولة وسقوطه بهذه المنطقة يخلف اضرار

كريتر سكاي | 343 قراءة 

أسماء الأماكن التي مسحتها الغارات على صنعاء

نيوز لاين | 312 قراءة 

لأول مرة وبالصورة.. علي محسن الأحمر ينشر صورة للحظة خروجه من صنعاء عام 2014

موقع الأول | 307 قراءة 

نجل صالح يحرض ضد الجنوب (فيديو)

اليوم السابع اليمني | 291 قراءة 

غارات اسرائيلية جديدة على صنعاء

العربي نيوز | 275 قراءة 

"متعة بدون تمييز".. ضبط 12 فتاة خلال حملة أمنية في مصر

صوت العاصمة | 227 قراءة 

دعم سعودي جديد لليمن

نيوز لاين | 213 قراءة