بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 77 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

في مسار كل ثورة، تمرّ لحظة فارقة يفرض فيها الواقع إيقاعه القاسي، وتغدو الشعارات مهما علت عاجزة عن تهدئة صراخ البطون الخاوية أو مواساة أسرة تبحث عن لقمة العيش اليوم، نحن أمام تلك اللحظة بكل وضوح وصراحة.

فالمواطن الجنوبي، الموظف البسيط، العامل الذي يكدّ بعرق جبينه، صار يرى راتبه أشبه بوعد مؤجل، لا يأتي إلا بعد أشهر من الانتظار، فيما الغلاء يزاحمه على موائده الفارغة، والأزمات تحاصر يومياته حتى في أبسط احتياجاته.

لقد أدّت الثورة دوراً سياسياً لا يمكن إنكاره، وفتحت للجنوب نافذة على العالم من خلال ملف القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية. غير أن معركة الخبز، معركة الكرامة المعيشية، هي اليوم التحدي الأكثر إلحاحاً وصدقاً. فالشعارات السياسية، مهما كانت عادلة، لا يمكن أن تبقى صامدة أمام واقع الجوع القاهر، ولا يمكن أن تزدهر قضية عادلة فوق أرض جائعة.

هنا يبرز السؤال الجوهري: كيف يمكن تحويل هذا الزخم النضالي من مجرد إدارة ملفات سياسية إلى مشروع حياة يحمي المواطن من غائلة الجوع ويعيد له كرامته الإنسانية؟

إن واجب القيادات الجنوبية اليوم – قيادة المجلس، الحكومة، وكل القوى الوطنية – أن تتجاوز مربع التفرج والانتظار، وأن تبحث عن العقول الاقتصادية القادرة على صياغة استراتيجيات واقعية للخروج من النفق المظلم للاقتصاد المنهك. لا يكفي أن نترقب دعماً من الإقليم أو نراهن على الخارج وحده، بل يجب أن نعتمد على طاقاتنا الذاتية، وأن نبتكر حلولاً اقتصادية تحصّن المواطن وتخفف عنه وجعه اليومي.

إن الجوع لا يعرف سياسة، ولا يؤمن بالشعارات. الجوع يطرق الأبواب بفظاظة، ويمزّق صمت الليالي بصراخ الأطفال، ويجعل من كل أسرة ميداناً حقيقياً للمعاناة. ولذلك فإن اللحظة الراهنة تفرض على كل الشرفاء أن يتشابكوا، أن يمدّوا أيديهم لبعضهم، وأن يتوحّدوا من أجل إنقاذ المواطن قبل أن ينهار كل شيء.

الثورات العظيمة لم تُخلّد في التاريخ لأنها رفعت شعارات سياسية فقط، بل لأنها أعادت للإنسان كرامته في لقمة عيشه وأمنه وحقه في حياة كريمة. واليوم، أمام قياداتنا فرصة أن تُسجّل للتاريخ صفحة جديدة عنوانها: "ثورة الإنسان"، ثورة تُشبع جوع المواطن قبل أن تُشبع طموح السياسيين، وتعيد للمجتمع الجنوبي معناه قبل أن تُعيد للمشهد صورته.

لقد آن الأوان أن نصغي لوجع الناس بضمير صادق، وأن نكسر صمت الجوع بخطط واقعية لا بوعود مؤجلة. فالمعركة اليوم لم تعد فقط معركة هوية أو قضية سياسية، بل معركة حياة يومية لا تحتمل الانتظار.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

واشنطن تغدر بحماس شاهد المؤامرة التي قد تعصف بالشرق الأوسط كله

عدن تايم | 839 قراءة 

70 تعييناً جديداً في السلك الدبلوماسي.. تعز وصنعاء يستأثرن بالنصيب الأكبر ومأرب خارج القائمة (أسماء)

بران برس | 533 قراءة 

تراجع طفيف في أسعار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن اليوم السبت

يني يمن | 466 قراءة 

كان قادمًا من سلطنة عمان.. صيد حوثي ثمين في قبضة قوات الشرعية

المشهد اليمني | 465 قراءة 

صورة أولية تكشف ما حدث في جولة مذبح بصنعاء.. والشارع يطالب بالتحرك السريع

نيوز لاين | 464 قراءة 

صور مأساوية تكشف حجم الكارثة صباح اليوم بعدن

كريتر سكاي | 424 قراءة 

ضبط شحنة ضخمة من كتب السحر والشعوذة كانت في طريقها إلى ‘‘السيد حمود’’ في صنعاء

المشهد اليمني | 390 قراءة 

سقوط مهني جديد لصحيفة "عدن الغد" بعد نشر خبرٍ مسيء يفتقر لأدنى معايير النزاهة الصحفية

العين الثالثة | 375 قراءة 

ساعة الصفر تُدَق: إسرائيل تفتح صناديق "الأسرار" وتُجهز "قائمة الـ 2000" للفصل والمصير.. مفاجأة الأرقام تُشعل الترقب

مساحة نت | 327 قراءة 

الحديث عن صرف راتب شهر واحد خلال اليومين القادمين

كريتر سكاي | 325 قراءة