بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 87 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

في مسار كل ثورة، تمرّ لحظة فارقة يفرض فيها الواقع إيقاعه القاسي، وتغدو الشعارات مهما علت عاجزة عن تهدئة صراخ البطون الخاوية أو مواساة أسرة تبحث عن لقمة العيش اليوم، نحن أمام تلك اللحظة بكل وضوح وصراحة.

فالمواطن الجنوبي، الموظف البسيط، العامل الذي يكدّ بعرق جبينه، صار يرى راتبه أشبه بوعد مؤجل، لا يأتي إلا بعد أشهر من الانتظار، فيما الغلاء يزاحمه على موائده الفارغة، والأزمات تحاصر يومياته حتى في أبسط احتياجاته.

لقد أدّت الثورة دوراً سياسياً لا يمكن إنكاره، وفتحت للجنوب نافذة على العالم من خلال ملف القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية. غير أن معركة الخبز، معركة الكرامة المعيشية، هي اليوم التحدي الأكثر إلحاحاً وصدقاً. فالشعارات السياسية، مهما كانت عادلة، لا يمكن أن تبقى صامدة أمام واقع الجوع القاهر، ولا يمكن أن تزدهر قضية عادلة فوق أرض جائعة.

هنا يبرز السؤال الجوهري: كيف يمكن تحويل هذا الزخم النضالي من مجرد إدارة ملفات سياسية إلى مشروع حياة يحمي المواطن من غائلة الجوع ويعيد له كرامته الإنسانية؟

إن واجب القيادات الجنوبية اليوم – قيادة المجلس، الحكومة، وكل القوى الوطنية – أن تتجاوز مربع التفرج والانتظار، وأن تبحث عن العقول الاقتصادية القادرة على صياغة استراتيجيات واقعية للخروج من النفق المظلم للاقتصاد المنهك. لا يكفي أن نترقب دعماً من الإقليم أو نراهن على الخارج وحده، بل يجب أن نعتمد على طاقاتنا الذاتية، وأن نبتكر حلولاً اقتصادية تحصّن المواطن وتخفف عنه وجعه اليومي.

إن الجوع لا يعرف سياسة، ولا يؤمن بالشعارات. الجوع يطرق الأبواب بفظاظة، ويمزّق صمت الليالي بصراخ الأطفال، ويجعل من كل أسرة ميداناً حقيقياً للمعاناة. ولذلك فإن اللحظة الراهنة تفرض على كل الشرفاء أن يتشابكوا، أن يمدّوا أيديهم لبعضهم، وأن يتوحّدوا من أجل إنقاذ المواطن قبل أن ينهار كل شيء.

الثورات العظيمة لم تُخلّد في التاريخ لأنها رفعت شعارات سياسية فقط، بل لأنها أعادت للإنسان كرامته في لقمة عيشه وأمنه وحقه في حياة كريمة. واليوم، أمام قياداتنا فرصة أن تُسجّل للتاريخ صفحة جديدة عنوانها: "ثورة الإنسان"، ثورة تُشبع جوع المواطن قبل أن تُشبع طموح السياسيين، وتعيد للمجتمع الجنوبي معناه قبل أن تُعيد للمشهد صورته.

لقد آن الأوان أن نصغي لوجع الناس بضمير صادق، وأن نكسر صمت الجوع بخطط واقعية لا بوعود مؤجلة. فالمعركة اليوم لم تعد فقط معركة هوية أو قضية سياسية، بل معركة حياة يومية لا تحتمل الانتظار.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اندلاع اشتباكات بين مواطنين والافارقة عقب سيطرتهم على قريتهم وحملة عسكرية تهجر اليمنيين

كريتر سكاي | 416 قراءة 

بحيرة يسكنها الجن في شبوة تثير الدهشه

كريتر سكاي | 357 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 328 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 321 قراءة 

اشتباكات وقصف متبادل بين مليشيا الحوثي و‘‘دفاع شبوة’’ والطيران يتدخل

المشهد اليمني | 308 قراءة 

تقرير خبراء مجلس الأمن يسرد تفاصيل “صادمة” عن فرقة “الزينبيات” التابعة للحوثيين ودورها الإستخباراتي “الخطير”

بران برس | 289 قراءة 

اشتباكات وقصف مدفعي.. الحوثيون يسيطرون على مخيم للمهاجرين الأفارقة في صعدة بسبب خلافات حول تهريب المخدرات (فيديو)

المشهد اليمني | 277 قراءة 

استنفار مفاجئ للأطباء الجراحين في صنعاء

نيوز لاين | 271 قراءة 

تصويت جديد لمجلس الأمن على تجديد العقوبات

نافذة اليمن | 246 قراءة 

قصة نجاة مذهلة على الحدود: مغترب يمني يروي كيف نجا من الموت بفضل عمال إرتيريين

المشهد اليمني | 242 قراءة