بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 104 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين الثورة والجوع: آن أوان الإنصات لوجع المواطن

في مسار كل ثورة، تمرّ لحظة فارقة يفرض فيها الواقع إيقاعه القاسي، وتغدو الشعارات مهما علت عاجزة عن تهدئة صراخ البطون الخاوية أو مواساة أسرة تبحث عن لقمة العيش اليوم، نحن أمام تلك اللحظة بكل وضوح وصراحة.

فالمواطن الجنوبي، الموظف البسيط، العامل الذي يكدّ بعرق جبينه، صار يرى راتبه أشبه بوعد مؤجل، لا يأتي إلا بعد أشهر من الانتظار، فيما الغلاء يزاحمه على موائده الفارغة، والأزمات تحاصر يومياته حتى في أبسط احتياجاته.

لقد أدّت الثورة دوراً سياسياً لا يمكن إنكاره، وفتحت للجنوب نافذة على العالم من خلال ملف القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية. غير أن معركة الخبز، معركة الكرامة المعيشية، هي اليوم التحدي الأكثر إلحاحاً وصدقاً. فالشعارات السياسية، مهما كانت عادلة، لا يمكن أن تبقى صامدة أمام واقع الجوع القاهر، ولا يمكن أن تزدهر قضية عادلة فوق أرض جائعة.

هنا يبرز السؤال الجوهري: كيف يمكن تحويل هذا الزخم النضالي من مجرد إدارة ملفات سياسية إلى مشروع حياة يحمي المواطن من غائلة الجوع ويعيد له كرامته الإنسانية؟

إن واجب القيادات الجنوبية اليوم – قيادة المجلس، الحكومة، وكل القوى الوطنية – أن تتجاوز مربع التفرج والانتظار، وأن تبحث عن العقول الاقتصادية القادرة على صياغة استراتيجيات واقعية للخروج من النفق المظلم للاقتصاد المنهك. لا يكفي أن نترقب دعماً من الإقليم أو نراهن على الخارج وحده، بل يجب أن نعتمد على طاقاتنا الذاتية، وأن نبتكر حلولاً اقتصادية تحصّن المواطن وتخفف عنه وجعه اليومي.

إن الجوع لا يعرف سياسة، ولا يؤمن بالشعارات. الجوع يطرق الأبواب بفظاظة، ويمزّق صمت الليالي بصراخ الأطفال، ويجعل من كل أسرة ميداناً حقيقياً للمعاناة. ولذلك فإن اللحظة الراهنة تفرض على كل الشرفاء أن يتشابكوا، أن يمدّوا أيديهم لبعضهم، وأن يتوحّدوا من أجل إنقاذ المواطن قبل أن ينهار كل شيء.

الثورات العظيمة لم تُخلّد في التاريخ لأنها رفعت شعارات سياسية فقط، بل لأنها أعادت للإنسان كرامته في لقمة عيشه وأمنه وحقه في حياة كريمة. واليوم، أمام قياداتنا فرصة أن تُسجّل للتاريخ صفحة جديدة عنوانها: "ثورة الإنسان"، ثورة تُشبع جوع المواطن قبل أن تُشبع طموح السياسيين، وتعيد للمجتمع الجنوبي معناه قبل أن تُعيد للمشهد صورته.

لقد آن الأوان أن نصغي لوجع الناس بضمير صادق، وأن نكسر صمت الجوع بخطط واقعية لا بوعود مؤجلة. فالمعركة اليوم لم تعد فقط معركة هوية أو قضية سياسية، بل معركة حياة يومية لا تحتمل الانتظار.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 849 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 813 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 795 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 759 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 579 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 532 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 487 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 412 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 397 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 346 قراءة