تعز تستعيد أنفاسها.. إشادة رئاسية وحكومية بضبط قتلة “افتهان المشهري” وتوجيهات بسرعة محاكمة المتهمين

بعد أيام من غليان الشارع في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، على إثر مقتل مدير صندوق النظافة والتحسين "افتهان المشهري" على يد مسلحين الخميس الماضي، بدأت المحافظة تستعيد أنفاسها، عقب ضبط المتورطين في عملية الاغتيال، ومقتل المنفذ الرئيسي للعملية "محمد صادق المخلافي".

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت شرطة تعز، منفذ عملية قتل "المشهري"، أثناء مقاومته للحملة الأمنية، وذلك بعد ساعات من بيان سابق للحملة أفادت فيه بتمكنها من ضبط عدد من المطلوبين والمتهمين في جريمة الإغتيال، لتشهد المدينة أجواء فرائحية وإطلاق للألعاب النارية، فرحاً بما حققته الأجهزة الأمنية من إنجاز في القضية.

على الصعيد الرسمي، اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ما حققته السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في تعز من إنجازات في ضبط وملاحقة المتهمين بقتل "افتهان المشهري"، يمثل "رسالة واضحة بأن الدولة وأجهزتها لن تتهاون مع أي جريمة تمس حياة المواطنين أو قياداتهم".

وأشاد "العليمي"، خلال اتصال هاتفي بمحافظ تعز نبيل شمسان، بالجهود التي بُذلت في ملاحقة الجناة وحماية السكينة العامة وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، مؤكداً أن هذه الجهود تستحق التكريم والاعتراف بتضحيات رجال الأمن ودورهم في ترسيخ الأمن وحماية السلم الاجتماعي، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية). 

وشدّد رئيس مجلس القيادة على أهمية تكريم القيادات الأمنية التي قادت الحملة بكل شجاعة ومسؤولية، عرفاناً بتضحياتهم ودورهم في تعزيز الأمن والاستقرار، موجهاً باستمرار الحملة الأمنية لتطهير كافة المناطق المشتبه بإيوائها للعناصر الإجرامية والخلايا الإرهابية المتعاونة مع جماعة الحوثي المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب.

وشدد على "اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الجرائم ومحاسبة كل من يثبت تورطه في التستر على تلك العصابات"، مؤكداً أن الدولة "ستظل وفية لذكرى افتهان المشهري، التي كانت مثالاً للتفاني والإخلاص ورمزاً لمشاركة المرأة اليمنية في خدمة مجتمعها والقيام بمهامها القيادية رغم التحديات".

وفي السياق ذاته، وجّه "العليمي" بترتيب الفعاليات المناسبة لتخليد سيرتها وتكريم دورها الملهم ضمن الجهود الوطنية لتمكين المرأة وإنصافها، بما في ذلك العمل على تسليم موقع مشروع مصنع تدوير النفايات للجهة المنفذة، وهو المشروع الذي كان لها بصمتها الأولى في متابعته وتبنيه.

محاكمة المتهمين

من جانبه، وجّه وزير الداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً، اللواء الركن إبراهيم حيدان، بسرعة استكمال ملف جمع الاستدلالات القانونية بحق المضبوطين في القضية وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لينالوا جزاءهم العادل على جريمتهم النكراء.

وخلال الحملة الأمنية المشتركة التي انطلقت عقب مقتل افتهان المشهري الخميس الماضي، تمكنت القوات الأمنية من ضبط 10 متهمين في الجريمة، بينهم سائق الدراجة النارية التي استخدمها الجناة في تنفيذ العملية وراصد العملية، فيما تواصل حملتها لملاحقة بقية المتهمين وضبطهم وتقديمهم للعدالة.

وكانت الشرطة قد أوضحت في بيان سابق أن الحملة الأمنية المشتركة تمكنت أيضاً من ضبط المطلوبين أمنياً، همام مرعي وعرفات علي منصور، وأنها تشتبك حالياً مع مطلوبين في تبة “الوكيل” المشتبه بتواجد المتهم محمد صادق المخلافي فيها.

وأشاد "حيدان"، في اتصال هاتفي أجراه مع مدير عام شرطة محافظة تعز العميد منصور الأكحلي، بجهود الحملة الأمنية المشتركة في ملاحقة المتهم الرئيس باغتيال "افتهان المشهري"، مثمناً التضحيات التي قدّمها رجال الأمن في سبيل استعادة الأمن وفرض النظام في المحافظة.

وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز قد أفادت بإصابة خمسة أفراد من قوات الحملة الأمنية المشتركة، بينهم إصابات خطيرة، أثناء اشتباكات خاضتها القوات مع صادق المخلافي المتهم باغتيال المشهري أثناء مقاومته للحملة التي حاولت اعتقاله صباح اليوم في تبة “الوكيل”.

آخر الدماء

في السياق، أشاد رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، بجهود قيادة وأفراد الحملة الأمنية المشتركة في تعز عقب تمكنهم من ملاحقة وضبط المتهم بقتل "افتهان المشهري"، وهي الجريمة التي أثارت موجة غضب وتنديد واسعين في الأوساط الشعبية والرسمية.

وقال "البركاني"، في منشور له على “فيسبوك” رصده “بران برس”، إن "هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب"، مؤكداً أن دماء الدكتورة المشهري "ستكون آخر الدماء، وأن مدينة تعز ستستعيد اعتبارها وأمنها واستقرارها وتتجاوز وصمة العار التي خلفها المجرمون".

وأضاف رئيس البرلمان: "المشهري كانت نموذجاً في الإخلاص والطهارة والشجاعة، واعرفها منذ صغرها، وكانت بمثابة ابنة عزيزة له حتى طالتها يد الغدر"، موجهًا الشكر إلى العميد منصور الأكحلي، مدير شرطة تعز، وقيادة وأفراد الحملة الأمنية على شجاعتهم في ملاحقة "المجرم محمد صادق".

ولفت إلى أن الجهد الأمني الذي بذلته شرطة تعز "يبشّر بعودة الأمن والاستقرار إلى المدينة والريف"، داعيًا اللجنة الأمنية في المحافظة إلى مواصلة عملياتها وعدم التوقف حتى تعود تعز إلى سابق عهدها كـ"مدينة للأحرار والأفكار، لا للمجرمين الأشرار".

والخميس الماضي، قُتلت مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، افتهان المشهري، على يد مسلحين سبق أن هددوها بالقتل، وذلك بإطلاق وابل من الرصاص عليها أثناء قيادتها سيارتها في أحد شوارع المدينة.

وأفادت مصادر محلية حينها لـ”بران برس” بأن المشهري تعرضت لإطلاق نار مباشر في جولة سنان وسط المدينة، ما أدى إلى وفاتها على الفور، في عملية وُصفت بأنها “جريمة اغتيال مكتملة الأركان” تعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة.