دم افتهان المشهري بين تراشقات الأمن والجيش ومهاترات القادة في تعز
قبل 11 دقيقة
في مشهدٍ مأساوي يعكس حجم الانحدار المؤسسي والقيمي، تفرّق دم القتيلة د. افتهان المشهري بين بنادق متقابلة للأمن والجيش، ومهاترات بين القيادات لحماية المصالح وفرض النفوذ
.
امرأة قُتلت معها هيبة الدولة، وقيم الرجولة، ونخوة القبيلة، وشهامة المدينة التي تتغنّى بمدنيتها، وهي عاجزة عن تقديم قاتلٍ إلى العدالة.
والفضيحة ليست في الجريمة فقط، بل في ما تلاها من إعاقة للحملة الأمنية، وحماية المطلوبين بالسلاح الرسمي، وقيادات تتراشق بالبيانات والتصريحات، وشكاوى سابقة بالتهديد أُهملت، والقانون يُرمى به خلف ظهر بندقية الانتماء والولاء.
فلتسقط كل الشعارات، فمدينة تُغتال فيها امرأة ليست مدينة، بل خرابٌ مدهون بلون مدني، ومسرح يُدار بالولاء لا بالقانون.
إن دم افتِهان المشهري هو الامتحان الأخلاقي الحقيقي لمدينة تعز، وما لم يتحقق فيه القصاص العادل، فالكل شريك في الجريمة؛ من في السلطة، ومن قتل، ومن تآمر، ومن تستّر، ومن حرّض، ومن ضلّل، ومن ساوم.
فلا كرامة لمدينةٍ تُغتال فيها النساء، ثم تُدفن معها الحقيقة وتُضلّل فيها العدالة.
منذ لحظة اغتيالها، لم تتوقف المدينة عن الكلام، لكنه ضجيج بلا عدالة. تعدّدت البيانات، وتضاربت الروايات، وتوالت التصريحات المتناقضة من الجهات المسؤولة، لا لكشف الحقيقة، بل لتمييعها.
حرب البيانات تهدف لتحريك الرأي العام ليتوه بين من صدق، ومن كذب، ومن لعب على جراح الناس.
وهذا يعني توفير الوقت لتهريب القاتلين، وتمكينهم من الفرار، مع تحذيرهم مسبقًا،
أما مسرحيات القبض فمجرد كوميديا سوداء تنتهي كل مرة بهروب القتلة، رغم أن مكانهم معلوم، ونفوذهم واضح.
من جانب آخر، تُمارس ضغوط على أسرة القتيلة لإجبارهم على المصالحة والتنازل، لقبول أبسط الحلول، تحت وعود هزيلة، وتهديدات مبطّنة.
ما لم يُحاسَب القاتل ويُفضَح المتواطئ وتُكسر بنادق الحماية الزائفة، لن تكون هذه الجريمة الأخيرة في تعز، بل ستكون سابقة تشرعن الجرائم التي ستليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news