انطلقت، مساء الاثنين 22 سبتمبر/أيلول 2025م، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعمال المؤتمر الوزاري الدولي لتنفيذ حل الدولتين برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية، وبمشاركة واسعة من وزراء خارجية ومسؤولين دوليين، بهدف الدفع قدمًا نحو تسوية سلمية شاملة للقضية الفلسطينية، وتعزيز الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة.
وبثت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية فعاليات المؤتمر، الذي يُعد من أبرز التحركات الدولية الأخيرة لدعم الشعب الفلسطيني وتفعيل مسار حل الدولتين على المستوى الوزاري.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يبدأ بإنصاف الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة، مشددًا على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة "على وجه السرعة".
وفي كلمة له، أعلن الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، الإعتراف بدولة فلسطين. وقال: “وفاء لالتزام بلادي التاريخي في الشرق الأوسط أعلن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين”.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “اعترافنا بالدولة الفلسطينية هو تأكيد بأن الشعب الفلسطيني ليس زائدا عن الحاجة”، مؤكدا أن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو استهداف إسرائيل للفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة بأنه "أمر غير مقبول"، مؤكّدًا ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة ضد ممارسات إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية "قادرة على البقاء".
وأضاف أن المؤتمر يعكس "إجماعًا دوليًا قويًا لإنهاء الحرب في غزة"، داعيًا إلى أن يكون "نقطة تحول" في سبيل تنفيذ حل الدولتين. كما شدد على أهمية مواجهة سياسة الاستيطان غير القانونية وإطلاق زخم جديد نحو حل سياسي في الشرق الأوسط، يشمل الاعتراف بدولة فلسطين، وإصلاح السلطة الفلسطينية، ونزع سلاح حركة حماس.
وفي السياق ذاته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن ما يجري في غزة "لا يمكن تبريره بأي حال"، مؤكّدًا أن العالم يشهد "تجويعًا وإبادةً بحق الفلسطينيين".
وزير خارجية المكسيك خوان رامون دي لا فوينتي اعتبر أن بلاده تتحمل مسؤولية الإسهام في إنهاء "واحدة من أكبر مآسي التاريخ"، في إشارة إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة.
فيما أعرب وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا عن دعم بلاده للاعتراف بدولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة، مطالبًا بحماية العاملين الإنسانيين وفرض عقوبات على المستوطنين ووقف سياسة الضم والتوسع الاستيطاني.
أما وزيرة الدولة الإيرلندية إيمير هيغينز، فأكدت أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مراحل غير مسبوقة من المجاعة واليأس، واصفة ما يجري بأنه "صفعة على جبين الإنسانية". ودعت إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى.
بدورها، عبّرت ماري روبنسون، رئيسة وزراء أيرلندا السابقة ورئيسة مجموعة "الحكماء"، عن شعورها بالعجز واليأس إزاء الفظائع الجارية في غزة، مؤكّدة أن "المعايير الدولية تُنتهك علنًا" وأن ما يحدث يشكل "عقابًا جماعيًا وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين".
وكان من المقرر عقد المؤتمر في يونيو الماضي، غير أن الهجمات الإسرائيلية على إيران – التي بدأت بدعم أمريكي في 13 يونيو واستمرت 12 يومًا – دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن تأجيله إلى سبتمبر.
وبهذا المؤتمر، تسعى السعودية وفرنسا ومعهما المجتمع الدولي لإعادة الزخم إلى مسار السلام، ووضع حد للحرب في غزة، وإحياء أفق قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن واستقرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news