إرادة اليمنيين تُرغم الحوثيين على الانحناء أمام ثورة 26 سبتمبر
بعد سنوات من القمع والمطاردة ومحاولات الطمس، أجبرت إرادة اليمنيين الصلبة ميليشيات الحوثي الكهنوتية على الانحناء أمام ثورة 26 سبتمبر المجيدة، حين أعلنت وزارة الخدمة المدنية التابعة للجماعة في صنعاء، أن السبت 27 سبتمبر إجازة رسمية لموظفي الدولة بمناسبة العيد الـ63 لثورة سبتمبر، عوضًا عن الجمعة.
سقوط القناع
هذه الخطوة، التي بدت أشبه بالتراجع المهين، تكشف أن الميليشيات التي طالما وصفت الثورة بالعدوان على "الولاية"، لم تجد بدًّا من الاعتراف بها بعد أن عجزت عن إلغائها من وجدان اليمنيين. فمنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، أظهرت المليشيا وجهها الحقيقي بملاحقة كل من يرفع شعار الجمهورية، وشنت حملات قمع واعتقال في صنعاء وإب وتعز والحديدة، لمجرد احتفال مواطنين بذكرى سبتمبر أو كتابة منشورات على مواقع التواصل.
رعب من الجماهير
مصادر محلية كشفت أن المليشيا فرضت حالة استنفار أمني مشدد في شوارع صنعاء والمدن الواقعة تحت قبضتها، خشية خروج مظاهرات شعبية بمناسبة الثورة. عربات مسلحة انتشرت، ومنافذ أحياء أغلقت، في مشهد يفضح هشاشة سلطتهم أمام وهج سبتمبر الذي يزداد توهجًا في قلوب اليمنيين.
ذاكرة لا تُمحى
لم تفلح سنوات القمع ولا المناهج المسمومة التي حاول الحوثيون تمريرها في طمس معاني الثورة. فاليمنيون لم ينسوا أن سبتمبر أنهى حكم الكهنوت الإمامي الذي صادر حرياتهم لعقود، ولن يسمحوا اليوم بعودة نسخة جديدة منه بوجه فارسي وبعمامة طائفية.
الناشطون يرون أن إعلان الإجازة الرسمية لا يعدو كونه محاولة يائسة من الحوثيين لامتصاص الغضب الشعبي، لكنه في الحقيقة انتصار رمزي للشعب الذي انتزع منهم هذا الاعتراف القسري بذكرى الثورة.
هزيمة سياسية
يرى مراقبون أن تراجع الحوثيين بهذا الشكل يمثل هزيمة سياسية ومعنوية للجماعة التي حاولت منذ اليوم الأول إعادة اليمن إلى زمن الإمامة. فالثورة بالنسبة لليمنيين ليست مجرد تاريخ، بل هي هوية وكرامة، وكلما حاولت الميليشيات دفنها ازدادت جذوتها اشتعالًا.
الجمهورية باقية
في النهاية، أثبت اليمنيون أن الجمهورية قدرهم ومصيرهم، وأن ثورة 26 سبتمبر ستبقى عصية على التشويه أو الاندثار. وما حدث اليوم ليس سوى رسالة واضحة: مهما طال ليل الميليشيات، فإن اليمنيين متمسكون بثورتهم، وسيظلون يرفعون رايات سبتمبر في وجه كل مشروع كهنوتي يحاول سرقة حاضرهم ومستقبلهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news