كنت أصرخ في طابور الصباح في المدرسة (الله، الوطن، الثورة) ولا أدري حقيقتها وعمقها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 55 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كنت أصرخ في طابور الصباح في المدرسة  (الله، الوطن، الثورة) ولا أدري حقيقتها وعمقها

كتاب الرأي

كتب بكيل الخالدي

كانت ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر في طفولتنا مجرد يوم آخر ننتظره بفارغ الصبر، عيد صغير نتنفس فيه الحرية من المدرسة، بينما يتنفس آباؤنا الراحة بعيدًا عن أعباء العمل. يوم جميل، بسيط، نحتفل فيه دون أن ندرك معانيه الحقيقية. في كتب الوطنية، قرأنا عن الثورة وعن أسبابها، درسنا كيف خرج الثوار ضد الظلم، وحفظنا الدروس كي ننجح في الامتحانات لا غير.

لكن الزمن مر… وكبرنا.

لم تعد ذكرى سبتمبر مجرد يوم عطلة. تغيرت نظرتنا مع كل مشهد رأيناه، مع كل قصة سمعناها عن سلالة الإمام وعن بطشهم. أدركنا حينها ما لم نفهمه في طفولتنا. عرفنا اليقين التام بأن تلك الثورة لم تكن مجرد حدث تاريخي عابر، بل كانت انتفاضة ضد الفقر، والجهل، والمرض، وضد قيد القهر الذي التف حول أعناق اليمنيين.

الثورة الجمهورية جاءت لتفتح آفاق الحرية والمساواة، ولتعلن أن اليمن لكل أبنائه بلا تمييز. أتاح النظام الجمهوري الفرصة للجميع للمشاركة في بناء الدولة، وقضى على مفاهيم الإقطاع الديني والتمييز الطبقي الذي كان يُمارس تحت غطاء الدين.

ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن لم تكن مجرد انتفاضة على النظام الإمامي الذي حكم البلاد لقرون، بل كانت ثورة تحررية شاملة قلبت المفاهيم السياسية والاجتماعية رأسًا على عقب. ألغت الثورة حصرية الحكم لفئة معينة تحت مسمى "البطنين"، وهو النظام الذي كان يحصر السلطة في سلالة معينة من آل البيت بحجة "الحق الإلهي". كانت هذه الحصرية تميز النظام الإمامي وتقصي معظم أبناء اليمن عن المشاركة في الحكم، مما رسخ تمييزًا طبقيًا خطيرًا وخلق فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم.

حُمم سبتمبر، ثورة ودماء وأحلام مُغتالة.

لا ذنب لثورة سبتمبر فيما آل إليه الوطن،

ولا جريمة لرجالها الأوائل الذين رحلوا قبل أوانهم…

الجريمة الحقيقية أن يتحوّل الوطن بعد نصف قرن

إلى وليمة مفتوحة للنهب والعبث،

إلى غابة تُسمع فيها فقط قرقعة الأسنان وضجيج الأنياب،

تمضغ لحم الأرض والإنسان بلا رحمة ولا هوادة.

لم يكن هذا ما حلم به عبدالمغني،

حين كتب بدمه البيان الأول للحرية،

ولا ما تصوّره القردعي،

وهو يقتفي أثر الرصاص في جبال خولان،

ولا ما أراده النعمان،

وهو يذرع المنافي باحثًا عن وطن محمول في حقيبة أوراقه الصفراء.

لكن الأحلام الكبيرة تُغتال دائمًا على أيدي الصغار…

هكذا تقول لنا كل ثورات التاريخ.

والتاريخ لا يُطوى ولا يُطفأ…

قد يتباطأ مجراه، قد يكتسي بالطحلب والوحل،

لكنه يستمر في التدفق، ويظل حاضرًا نابضًا…

وثورة 26 سبتمبر،

حلم ولحظة ميلاد وصرخة الوجود الأولى في العصر الحديث،

ستبقى فوهة تقذف حممها بعد ثلاثة وستين عامًا.

كل كرة نار تتدحرج اليوم،

وكل صرخة تنطلق،

ليست إلا من تلك الشرارة الأولى.

26 سبتمبر، بكل ضوءها وصرختها،

شهادة حية على الثورات،

وعلى الشوارع التي ارتجفت بخطوات الأبطال،

وعلى الأعلام التي رفرفت في وجه الظلم.

إنها لحظة المجد التي تثبت

أن التاريخ لا يموت،

وأن كل دم أريق، وكل صرخة أطلقت،

ما زالت تحركنا اليوم…

تذكرنا دومًا أن الثورة نبض مستمر

في وجدان الأرض، وفي قلب كل إنسان..!

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

سطو مسلح خطير بزي عسكري على شركة صرافة و نهب 4 ملايين ريال سعودي

كريتر سكاي | 668 قراءة 

تحذير عُماني هام لليمن (اعلان)

نيوز لاين | 546 قراءة 

الاعلان عن ارتداد قائد عسكري بارز وهدر دمه واستباحة عرضه وماله في صنعاء

كريتر سكاي | 486 قراءة 

الفريق طارق صالح يفتتح المرحلة الأولى من طريق الشيخ محمد بن زايد الاستراتيجي في تعز

حشد نت | 482 قراءة 

مليشيا الحوثي تشن حملة مداهمات في ريف تعز وتستهدف منازل المدنيين

حشد نت | 368 قراءة 

إعلان هام من السفارة اليمنية في الرياض لكل يمني على الأراضي السعودية

الأمناء نت | 327 قراءة 

هذا هو أول عمل يقوم به يوسف المداني بعد تعيينه قائداً لجيش صنعاء ، وصراع أجنحة في صفوف الجماعة

كريتر سكاي | 323 قراءة 

الكشف عن حقيقة صورة العثور على الطفلة ثريا الصبري مقتولة

كريتر سكاي | 285 قراءة 

رئيس الحو..ثيين يهدد السعودية مجدداً

كريتر سكاي | 283 قراءة 

المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد كما كان..!

عدن حرة | 224 قراءة