كشف مركز القدس للشؤون العامة والأمن في تقرير حديث أن اليمن أصبح محورًا رئيسيًا في الصراع الإسرائيلي الإيراني، حيث تحولت صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين إلى “ساحة حرب جديدة” تتقاطع فيها الضربات الجوية الإسرائيلية مع نفوذ المحور الإيراني.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين يمثلون اليوم الذراع الأكثر فاعلية لإيران في المنطقة، موضحًا أن الاستخبارات الإسرائيلية تكثّف عملياتها داخل اليمن لجمع معلومات دقيقة تمكّنها من تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات بارزة، بما في ذلك استهداف عبد الملك الحوثي.
وأكد المركز أن استراتيجية إسرائيل لم تعد تقتصر على ضرب المنشآت الاقتصادية أو البنية التحتية في مناطق الحوثيين، بل انتقلت إلى “التحييد المباشر” عبر استهداف الصف الأول من قيادات الجماعة. وقد تجلى ذلك في الغارة الإسرائيلية على صنعاء التي أسفرت عن مقتل رئيس الوزراء الحوثي أحمد غالب الرهوي وتسعة وزراء آخرين، وهو ما اعتبرته الدراسة “تغييرًا نوعيًا في معادلة الردع”.
وأضاف التقرير أن التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي – الأمريكي لعب دورًا مهمًا في هذا التحول، حيث امتنعت الولايات المتحدة عن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الحوثيين واكتفت بالعقوبات الاقتصادية، فيما تولت تل أبيب الجانب العسكري، خصوصًا في البحر الأحمر حيث كثّف الحوثيون هجماتهم على السفن الإسرائيلية وناقلات النفط باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
ولفت إلى أن هذا التصعيد العسكري انعكس على الأمن الإقليمي، إذ وسّع الحوثيون نطاق أسلحتهم لتشمل صواريخ برؤوس عنقودية وذخائر متطورة، في إطار استراتيجية واضحة للتصعيد المستمر ضد إسرائيل.
كما اعتبر التقرير أن الغارات الإسرائيلية في اليمن كشفت هشاشة المنظومة الأمنية للحوثيين وأثارت انقسامات داخلية، خصوصًا مع غياب مظاهر رسمية لتشييع قياداتهم الذين قُتلوا في الغارة، وهو ما وصفه التقرير بـ”الصدمة السياسية” التي عمّقت عزلة الحوثيين على المستويين المحلي والدولي.
وختم المركز تحليله بالتأكيد على أن استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل سيدفع تل أبيب إلى توسيع نطاق عملياتها في اليمن، مما يزيد من تعقيد المواجهة العسكرية في البحر الأحمر ويفرض على الحوثيين مراجعة حساباتهم الاستراتيجية في ظل كلفة بشرية وسياسية متنامية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news