➖هل تستطيع أوكرانيا إنتاج 50 صاروخًا من طراز فلامينغو، وما هي أسراره؟
أعلنت شركة "فاير بوينت" الأوكرانية أنها تنتج حاليًا حوالي 50 صاروخًا من طراز "فلامينغو" شهريًا. ووفقًا للشركة، من المتوقع أن يرتفع معدل الإنتاج إلى سبعة صواريخ يوميًا بحلول نهاية العام.لكن، إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الإعلان واقعيًا؟ تشير تقارير استخباراتية روسية إلى أن دولًا مثل ألمانيا وبريطانيا وغيرهما تدعم أوكرانيا بمكونات صاروخية دون الإفصاح عن مصادرها. ورغم هذا الدعم الغربي، يبدو إنتاج هذا العدد الكبير من الصواريخ أمرًا غير معقول. ومع ذلك، يتميز صاروخ "فلامينغو" عن غيره من المشاريع الصاروخية الأوكرانية، حيث تتوفر مكوناته الرئيسية، مثل المحركات والرأس الحربي، داخل أوكرانيا.لم يُستخدم صاروخ "فلامينغو" بعدُ في العمليات القتالية منذ الإعلان عنه، لكن ظهرت مقاطع فيديو وصور تُظهر تجاربه. تُشير هذه المواد إلى أن أوكرانيا تستخدم محرك التوربوفان "إيفتشينكو AI-25TL"، الذي أُعيد توظيفه من طائرة التدريب النفاثة "Aero L-39". تمتلك أوكرانيا مخزونًا من هذه المحركات، وقد تكون قادرة على توفير حوالي مئة محرك بطرق مختلفة. ومع ذلك، يبدو أن المدى والسرعة المعلنين للصاروخ مبالغ فيهما. تُنتج هذه المحركات شركة "Motor Sich"، التي أسستها روسيا في أوكرانيا خلال الحقبة السوفيتية، والتي كانت تتمتع ببنية تحتية صناعية ممتازة. لكن روسيا دمرت معظم منشآت الشركة، بما في ذلك مقراتها، مستودعاتها، وحتى ورش إصلاح محركات "AI-25TL"، حيث كان آخر هجوم روسي على هذه الورش، حسبما أتذكر، في يناير من العام الجاري في أوديسا.تدعي أوكرانيا أن وزن الرأس الحربي للصاروخ يبلغ طنًا واحدًا، لكن الصور تشير إلى أن الرأس الحربي يعتمد على قنبلة جوية حرة السقوط من طراز "FAB-500M-62"، وهي قنبلة روسية الصنع كانت متوفرة في مخزونات سلاح الجو الأوكراني.
من الصعب على أوكرانيا إنتاج هذه الكمية من الصواريخ، خاصة أن روسيا تستهدف البنية التحتية الصناعية واللوجستيات الأوكرانية بشكل مستمر. حتى المستودعات التي ظهرت فيها صور للصاروخ تم اكتشافها وتدميرها من قبل روسيا. وحتى لو افترضنا أن أوكرانيا تنتج معظم مكونات الصاروخ في الخارج، فإن تحقيق هذا المستوى من الإنتاج يظل صعبًا بالنظر إلى الكميات المعلنة.
علاوة على ذلك، استخدام محركات "AI-25TL" ينتج عنه بصمة حرارية كبيرة، مما يجعل الصاروخ عرضة لاكتشافه من مسافات بعيدة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية، بضعف مسافة اكتشاف البصمة الحرارية لصواريخ "سكالب" الفرنسية، مما يجعل التصدي له أمرًا سهلًا نسبيًا.
ولفهم الصورة بشكل أوضح، نجد أن بريطانيا وفرنسا، اللتين تمتلكان صناعات دفاعية متطورة، أنتجتا ما بين 2700 إلى 3000 صاروخ من طرازي "ستورم شادو" و"سكالب-إي جي" على مدار 10 إلى 12 عامًا، أي بمعدل 250-300 صاروخ سنويًا. هذا المعدل يمثل حوالي نصف ما أعلنت أوكرانيا عن نيتها إنتاجه. وبالتالي، تبدو الرواية الأوكرانية غير واقعية، حتى في ظروف السلم، فكيف في ظل الاستهداف الروسي المستمر للأهداف في عمق أوكرانيا.
اخبار التغيير برس
©️حسام الخرباش
©️حسام الخرباش
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news