حين تُغتال النظافة في مدينة الثقافة: افتهان المشهري شهيدة الواجب والكرامة

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 65 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين تُغتال النظافة في مدينة الثقافة: افتهان المشهري شهيدة الواجب والكرامة

في مدينةٍ كانت تُلقّب يومًا بـ”عاصمة الثقافة”، اغتيلت امرأةٌ كانت تحاول أن تُبقي وجه المدينة نظيفا، رغم كل ما تراكم عليه من غبار السياسة وأوساخ الفوضى.

أكثر من عشرين رصاصة اخترقت جسد الأستاذة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، من مسافة صفر. لم يكن القتل مجرد فعلٍ إجرامي، بل كان إعلانا صريحا بأن القذارة انتصرت، ولو مؤقتا، على من يحاولون تنظيفها.

افتهان لم تكن مجرد موظفة حكومية تؤدي مهامها اليومية، بل كانت امرأةً تحمل مشروعا، وتحلم بمدينةٍ تستحق أن تُحترم.

أنهت مناقشة رسالة الماجستير في يونيو الماضي، وكانت تستعد لإطلاق مبادرات تطويرية في قطاع النظافة، واضعة نصب عينيها هدفا نبيلا: أن تكون تعز جديرة باسمها، مدينة نظيفة في الشكل والمضمون.

لكن يبدو أن هذا الحلم كان أكبر من أن يُحتمل. فالذين أطلقوا النار لم يقتلوا جسدا فقط، بل اغتالوا فكرة، ورسالة، وضميرا.

هل اعتقدوا أن افتهان كانت تمثل حاجزًا أمام انتشار قاذوراتهم؟

هل أرادوا بإزاحتها أن يفتحوا الطريق أمام مشاريعهم القذرة، حرفيا ومعنويا؟

إن الطريقة التي قُتلت بها، من مسافة صفر، وبعددٍ مهول من الطلقات، لا تعكس فقط رغبة في الإلغاء، بل تعطشا للدم، وكراهية لكل ما هو نظيف.

الأكثر فداحة أن الجريمة لم تكن مفاجئة. سبقتها تهديدات، واقتحام لمبنى إدارة الصندوق، في سابقة خطيرة تنذر بانهيار ما تبقى من هيبة المؤسسات المدنية.

كيف يمكن لمدينةٍ تُعرف بأنها منارة للوعي أن تسمح بمرور هذه الجريمة دون مساءلة؟

كيف يمكن أن تُغتال امرأة في وضح النهار، دون أن ترتجف المدينة كلها؟

الجريمة مدانة بكل الأوجه: قانونيا، دينيا، قبليا، وأخلاقيا.

لا مبرر لرفع اليد على موظف عام، فكيف بالقتل؟

لا مبرر لاستهداف امرأة تحمل مشروعا تنمويا، فكيف بإطلاق عشرين رصاصة على جسدها من مسافة صفر؟

إنها جريمة لا تستهدف افتهان وحدها، بل تستهدف كل امرأة تؤمن بدورها، وكل موظف يحاول أن يكون نزيها، وكل مدينة تحلم أن تكون نظيفة.

افتهان كانت تمثل شيئا أكبر من منصبها. كانت تمثل صوتا نسائيا قويا في بيئةٍ لا ترحم النساء، وكانت تقف بشجاعة في وجه الفوضى، وتحاول أن تُعيد للمدينة شيئًا من كرامتها.

اغتيالها هو اغتيال للمرأة، للمدنية، للسلام، ولتعز نفسها.

تعز اليوم ليست بخير. المدينة التي أنجبت المثقفين والمبدعين، باتت تُغتال فيها النساء في وضح النهار.

لكننا نؤمن أن صوت افتهان لن يُدفن، وأن رسالتها ستبقى، وأن كل طلقة أُطلقت على جسدها ستتحول إلى سؤالٍ صارخ في وجه الجميع: من قتل افتهان؟ ولماذا؟

إن العدالة اليوم ليست ترفا، بل ضرورة. والسكوت ليس حيادا، بل خيانة.

يجب أن يُفتح تحقيق شفاف، وأن يُحاسب الجناة، وأن تُحمى المؤسسات، وأن يُعاد الاعتبار للمرأة اليمنية التي تقف في الصفوف الأمامية رغم كل التهديدات.

افتهان المشهري لم تكن ضحية عابرة، بل شهيدة الواجب والكرامة. ودمها سيظل يصرخ في وجه كل من ظن أن القذارة يمكن أن تنتصر على النظافة، وأن الرصاص يمكن أن يُسكت الحلم.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قوات العمالقة تقبض على متورط باغتيال افتهان المشهري أثناء محاولته الهروب الى هذه الدولة

نافذة اليمن | 840 قراءة 

تعميم جديد بشأن رفع الأعلام الوطنية

كريتر سكاي | 526 قراءة 

دعوة للزحف صوب مدينة تعز على خلفية اغتيال فتهان المشهري

كريتر سكاي | 479 قراءة 

شوقي هائل يفاجئ الجميع ويكشف تفاصيل صادمة حول مقتل ابنت رجل الأعمال محمد المشهري "شاهد"

جهينة يمن | 373 قراءة 

الكشف عن مكان قاتل افتهان (تفاصيل)

الحدث اليوم | 358 قراءة 

تطورات جديدة.. وزير الداخلية يؤكد الإمساك بقاتل افتهان المشهري (تفاصيل)

موقع الأول | 335 قراءة 

الكشف عن ورع اخر الذي اغتال افتهان المشهري بتعز ليس المخلافي

كريتر سكاي | 319 قراءة 

القبض على المخلافي الذي حاول الفرار الى هذه الدولة بعد اغتيال افتهان المشهري

جهينة يمن | 311 قراءة 

 مدينة يمنية تسجل رقمًا قياسيًا  في (النصب والاحتيال) بـ(9) آلاف متهم في (3) سنوات وإدارة أمنها تفصل!!

موقع الأول | 268 قراءة 

شركة عملاقة ترفع الراية البيضاء في صنعاء انهيار متسارع في صنعاء يفضح عمق الكارثة الاقتصادية

يني يمن | 267 قراءة