أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

     
نيوز يمن             عدد المشاهدات : 65 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

دماء تهامة تلاحق الحوثي

السابق

التالى

أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

السياسية

مشاركة

الحديدة، نيوزيمن، خاص:

في صبيحة 18 سبتمبر 2021، استيقظ اليمنيون على واحدٍ من أبشع فصول الإعدام الجماعي في تاريخ البلاد الحديث. يومها، أقدمت ميليشيا الحوثي على إعدام تسعة من أبناء تهامة العُزّل رمياً بالرصاص في ساحة عامة بصنعاء، بعد محاكمات صورية تفتقر لأبسط معايير العدالة، فيما كان العاشر قد استُشهد تحت التعذيب قبل أسابيع من تنفيذ الجريمة. 

واليوم، مع حلول ذكراها الرابعة، تعود المأساة لتذكّر اليمنيين جميعاً بأن العدالة المؤجلة لا تعني النسيان، وبأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

جرحٌ مفتوح 

كان الضحايا –وهم صيادون وعمال بسطاء– قد اعتقلوا من مدينة الحديدة على خلفية تهمٍ ملفقة بالتآمر و"التجسس"، تعرضوا خلالها لتعذيبٍ قاسٍ وحرمان من أبسط حقوقهم القانونية. وبرغم مناشدات محلية ودولية، أصرت المليشيا على تنفيذ الإعدام، في مشهد صادمٍ هزّ الضمير اليمني والعالمي، وحوّل ساحة الإعدام إلى رمزٍ لـتغوّل العنف وتسييس القضاء.

أسر الضحايا، التي ما تزال حتى اليوم تعيش فاجعة الفقد، تحكي قصصاً عن أطفال يتامى ونساء مكلومات، وعن بيوتٍ خيم عليها الحزن، بعدما فقدت معيلها بلا ذنب سوى أنهم ينتمون إلى تهامة، المنطقة التي طالها القمع الحوثي منذ اجتياحها.

ويقول الناشط هيثم حسن عمر عبّر عن استيائه العميق قائلاً: "في الذكرى الرابعة لمجزرة إعدام أبناء تهامة تعود صورة ذلك الطفل لتلخص كل بشاعة جماعة لا تعرف من الرحمة شيئاً؛ صرخة ألم ونظرة رعب ويد مكبلة لا تزال تطارد ضمير الإنسانية. 

وأضاف: "هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق الأبرياء من أبناء تهامة ليست مجرد ذكرى، بل وصمة عار في جبين الصمت الدولي ونداء صارخ للعدالة من أرض الشهداء. تهامة لن تنسى، ودماء أطفالها ستبقى لعنة تلاحق القتلة حتى يقتص الشعب لضحاياه، ويُحاسَب كل من شارك أو تستر على هذه الفاجعة التي تهز الضمير البشري."

تذكير بجرائم ممنهجة

في بيانٍ بمناسبة الذكرى الرابعة، أطلق مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة  سلسلة من الحملات الإعلامية والفعاليات الحقوقية، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، لتسليط الضوء على المأساة وتوثيقها. وأكد المكتب أن إحياء هذه الذكرى "واجب وطني وأخلاقي"، ليس فقط لرد الاعتبار لأرواح الضحايا، بل أيضاً لـ“فضح سجل المليشيا الأسود القائم على البطش والإرهاب واستهداف أبناء تهامة واليمنيين كافة".

تشمل معارض صور وشهادات حية وندوات قانونية وحملات مناصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى تذكير الرأي العام المحلي والدولي بأن ما جرى "جريمة ضد الإنسانية"، وتأكيد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.

حقوقيون يمنيون وصفوا إعدامات 2021 بأنها "جريمة إبادة باردة"، واعتبروا أن صمت المجتمع الدولي شجّع المليشيا على مواصلة سياسة القمع الممنهج ضد خصومها السياسيين والمجتمعيين. ويؤكد الناشط الحقوقي أحمد اليافعي أن “أسر الضحايا لا تطالب بالثأر، بل بالعدالة. العدالة وحدها هي التي يمكن أن تداوي هذا الجرح المفتوح وتمنع تكرار الجرائم ذاتها".

كما لفتت منظمات حقوقية إلى أن ما جرى في صنعاء يعكس "نهجاً متأصلاً لدى الحوثيين في تحويل القضاء إلى أداة سياسية لتصفية الخصوم، بدءاً من الإخفاء القسري، مروراً بالتعذيب، وصولاً إلى الإعدامات العلنية التي تهدف إلى بث الرعب في المجتمع".

عدم النسيان

وقال الكاتب التهامي عبدالمجيد زبح أن إعدام تسعة من أبناء تهامة، بينهم قاصر، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها اليمن، الدماء لم تكن مجرد سقوط حياة، بل كانت رسالة، جرحاً عميقاً لكل تهامي وكل يمني يؤمن بالعدالة والحرية.

وأضاف في منشور على صفحته في منصة إكس: المنفذ معروف مليشيات الحوثي الإرهابية، لكن المشهد كان أكثر رعباً من مجرد الإعدام، فالراقصون على دماء الضحايا، كانت الزيدية، احتفلوا بالجريمة وكأنها مناسبة، في مشهد لم يشبهه أي مكان آخر على وجه الأرض، وهذه الاحتفالات كانت رسالة صريحة، إعادة تكرار مذبحة الإمام بحق تهامة، إعلان حقد دفين ضد أهلها، وسخرية من دماء الأبرياء.

وقال الكاتب التهامي: وقف الشهداء الأبطال مرفوعي الرأس أمام رصاص الغدر، بينما وقف القتلة يحتفلون بالموت، بلا رحمة، بلا ضمير، بلا إنسانية. دماء التهاميين لم تذهب هباءً، بل ستظل شاهداً على وحشية المليشيات، وعلى قبح من احتفلوا بها، وعلى غياب العدالة في زمن اختفت فيه الإنسانية.

وأشار إلى أن إحياء ذكرى هؤلاء الشهداء وهو تأكيد بعدم نسيان دمائهم، الظلم الذي وقع عليهم، وتأكيد مننا بأننا لن نسمح بأن تمحى هذه الحقيقة من ذكراة تهامة، وستظل هذه الجريمة وصمة عار على جبين الانسانية وستظل شاهداً على صمود تهامة وأهلها أمام الغدر والوحشية الزيدية.

تهامة عنوان الصمود 

بالنسبة لأبناء تهامة، لا تمثل الذكرى الرابعة مجرد وقفة حداد، بل تجديداً للعهد على مواصلة المطالبة بالقصاص، وحفظ ذاكرة المأساة في مواجهة أي محاولات لطمسها أو تبييض صفحة مرتكبيها. ويرى مراقبون أن إحياء المناسبة في الحديدة وفي مدن يمنية عدة، هو رسالة واضحة بأن "الجرائم الكبرى لا يمكن أن تُدفن تحت ركام الحرب، وأن اليمنيين لن ينسوا تضحيات أبنائهم مهما طال الزمن".

وبينما تتواصل التحضيرات لإقامة فعاليات توثيقية وحقوقية في الداخل والخارج، يؤكد ذوو الضحايا وناشطون حقوقيون أن العدالة ستبقى الهدف الأسمى: "مهما طال الليل، سيأتي فجر العدالة، وستُفتح ملفات الجرائم أمام قضاء عادل، يقتص لأرواح الأبرياء ويعيد الاعتبار لأبناء تهامة ولكل اليمنيين".

بهذه الرسائل، تتحول ذكرى الإعدام الجماعي إلى يوم وطني للذاكرة والمطالبة بالإنصاف، يوحّد اليمنيين حول حق لا يسقط بالتقادم، ويؤكد أن دماء الأبرياء أمانة في عنق كل حرّ حتى يتحقق القصاص العادل.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ثلاث دول غربية تحاصر الزبيدي برسائل صارمة: لا مكان للقرار الفردي داخل المجلس الرئاسي وعيدروس يتلقى تحذيرات من واشنطن ولندن وباريس .. عاجل

مأرب برس | 922 قراءة 

رسالة دولية حاسمة للرئيس العليمي بشأن قرارات ”عيدروس الزبيدي”

المشهد اليمني | 797 قراءة 

تسجيل صوتي لمديرة نظافة تعز قبل اغتيالها يكشف اسم المجرم والجهة التي تقف خلفه

الأمناء نت | 601 قراءة 

تقرير | صراع محتدم يهدد مجلس الرئاسة.. قراءة فيما وراء تصريحات عضوي المجلس “المحرمي والبحسني” عقب أزمة قرارات “الزبيدي”

بران برس | 435 قراءة 

عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يصدر بيانا بخصوص موقفه من قرارات اللواء عيدروس الزبيدي الأخيرة

الحدث اليوم | 427 قراءة 

ورد الآن.. مجلس القيادة الرئاسي يقرر مراجعة قراراته منذ ۲۰۲۲ والبدء فوراً بمراجعة تعيينات “عيدروس الزبيدي”

بران برس | 414 قراءة 

البنك المركزي بعدن يكشف موعد صرف رواتب شهري يوليو واغسطس 2025

الحدث اليوم | 395 قراءة 

الحوثي يدفن قيادات عسكرية قتلت بضربة إسرائيلية في صنعاء (أسماء)

نيوز يمن | 383 قراءة 

خالد بن سلمان يكشف عن من يكون المدعو جسار الذي حملته الشهيدة إفتهان المشهري كل شيء ؟؟

كريتر سكاي | 371 قراءة 

العليمي و"لواء الحماية العائلي".. عرض خاص لحماية قصر معاشيق

العين الثالثة | 318 قراءة