أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

     
نيوز يمن             عدد المشاهدات : 135 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

دماء تهامة تلاحق الحوثي

السابق

التالى

أربع سنوات على جريمة إعدام أبناء تهامة.. ذاكرة وجعٍ لا تمحى ونداء للعدالة

السياسية

مشاركة

الحديدة، نيوزيمن، خاص:

في صبيحة 18 سبتمبر 2021، استيقظ اليمنيون على واحدٍ من أبشع فصول الإعدام الجماعي في تاريخ البلاد الحديث. يومها، أقدمت ميليشيا الحوثي على إعدام تسعة من أبناء تهامة العُزّل رمياً بالرصاص في ساحة عامة بصنعاء، بعد محاكمات صورية تفتقر لأبسط معايير العدالة، فيما كان العاشر قد استُشهد تحت التعذيب قبل أسابيع من تنفيذ الجريمة. 

واليوم، مع حلول ذكراها الرابعة، تعود المأساة لتذكّر اليمنيين جميعاً بأن العدالة المؤجلة لا تعني النسيان، وبأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

جرحٌ مفتوح 

كان الضحايا –وهم صيادون وعمال بسطاء– قد اعتقلوا من مدينة الحديدة على خلفية تهمٍ ملفقة بالتآمر و"التجسس"، تعرضوا خلالها لتعذيبٍ قاسٍ وحرمان من أبسط حقوقهم القانونية. وبرغم مناشدات محلية ودولية، أصرت المليشيا على تنفيذ الإعدام، في مشهد صادمٍ هزّ الضمير اليمني والعالمي، وحوّل ساحة الإعدام إلى رمزٍ لـتغوّل العنف وتسييس القضاء.

أسر الضحايا، التي ما تزال حتى اليوم تعيش فاجعة الفقد، تحكي قصصاً عن أطفال يتامى ونساء مكلومات، وعن بيوتٍ خيم عليها الحزن، بعدما فقدت معيلها بلا ذنب سوى أنهم ينتمون إلى تهامة، المنطقة التي طالها القمع الحوثي منذ اجتياحها.

ويقول الناشط هيثم حسن عمر عبّر عن استيائه العميق قائلاً: "في الذكرى الرابعة لمجزرة إعدام أبناء تهامة تعود صورة ذلك الطفل لتلخص كل بشاعة جماعة لا تعرف من الرحمة شيئاً؛ صرخة ألم ونظرة رعب ويد مكبلة لا تزال تطارد ضمير الإنسانية. 

وأضاف: "هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق الأبرياء من أبناء تهامة ليست مجرد ذكرى، بل وصمة عار في جبين الصمت الدولي ونداء صارخ للعدالة من أرض الشهداء. تهامة لن تنسى، ودماء أطفالها ستبقى لعنة تلاحق القتلة حتى يقتص الشعب لضحاياه، ويُحاسَب كل من شارك أو تستر على هذه الفاجعة التي تهز الضمير البشري."

تذكير بجرائم ممنهجة

في بيانٍ بمناسبة الذكرى الرابعة، أطلق مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة  سلسلة من الحملات الإعلامية والفعاليات الحقوقية، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، لتسليط الضوء على المأساة وتوثيقها. وأكد المكتب أن إحياء هذه الذكرى "واجب وطني وأخلاقي"، ليس فقط لرد الاعتبار لأرواح الضحايا، بل أيضاً لـ“فضح سجل المليشيا الأسود القائم على البطش والإرهاب واستهداف أبناء تهامة واليمنيين كافة".

تشمل معارض صور وشهادات حية وندوات قانونية وحملات مناصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى تذكير الرأي العام المحلي والدولي بأن ما جرى "جريمة ضد الإنسانية"، وتأكيد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.

حقوقيون يمنيون وصفوا إعدامات 2021 بأنها "جريمة إبادة باردة"، واعتبروا أن صمت المجتمع الدولي شجّع المليشيا على مواصلة سياسة القمع الممنهج ضد خصومها السياسيين والمجتمعيين. ويؤكد الناشط الحقوقي أحمد اليافعي أن “أسر الضحايا لا تطالب بالثأر، بل بالعدالة. العدالة وحدها هي التي يمكن أن تداوي هذا الجرح المفتوح وتمنع تكرار الجرائم ذاتها".

كما لفتت منظمات حقوقية إلى أن ما جرى في صنعاء يعكس "نهجاً متأصلاً لدى الحوثيين في تحويل القضاء إلى أداة سياسية لتصفية الخصوم، بدءاً من الإخفاء القسري، مروراً بالتعذيب، وصولاً إلى الإعدامات العلنية التي تهدف إلى بث الرعب في المجتمع".

عدم النسيان

وقال الكاتب التهامي عبدالمجيد زبح أن إعدام تسعة من أبناء تهامة، بينهم قاصر، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها اليمن، الدماء لم تكن مجرد سقوط حياة، بل كانت رسالة، جرحاً عميقاً لكل تهامي وكل يمني يؤمن بالعدالة والحرية.

وأضاف في منشور على صفحته في منصة إكس: المنفذ معروف مليشيات الحوثي الإرهابية، لكن المشهد كان أكثر رعباً من مجرد الإعدام، فالراقصون على دماء الضحايا، كانت الزيدية، احتفلوا بالجريمة وكأنها مناسبة، في مشهد لم يشبهه أي مكان آخر على وجه الأرض، وهذه الاحتفالات كانت رسالة صريحة، إعادة تكرار مذبحة الإمام بحق تهامة، إعلان حقد دفين ضد أهلها، وسخرية من دماء الأبرياء.

وقال الكاتب التهامي: وقف الشهداء الأبطال مرفوعي الرأس أمام رصاص الغدر، بينما وقف القتلة يحتفلون بالموت، بلا رحمة، بلا ضمير، بلا إنسانية. دماء التهاميين لم تذهب هباءً، بل ستظل شاهداً على وحشية المليشيات، وعلى قبح من احتفلوا بها، وعلى غياب العدالة في زمن اختفت فيه الإنسانية.

وأشار إلى أن إحياء ذكرى هؤلاء الشهداء وهو تأكيد بعدم نسيان دمائهم، الظلم الذي وقع عليهم، وتأكيد مننا بأننا لن نسمح بأن تمحى هذه الحقيقة من ذكراة تهامة، وستظل هذه الجريمة وصمة عار على جبين الانسانية وستظل شاهداً على صمود تهامة وأهلها أمام الغدر والوحشية الزيدية.

تهامة عنوان الصمود 

بالنسبة لأبناء تهامة، لا تمثل الذكرى الرابعة مجرد وقفة حداد، بل تجديداً للعهد على مواصلة المطالبة بالقصاص، وحفظ ذاكرة المأساة في مواجهة أي محاولات لطمسها أو تبييض صفحة مرتكبيها. ويرى مراقبون أن إحياء المناسبة في الحديدة وفي مدن يمنية عدة، هو رسالة واضحة بأن "الجرائم الكبرى لا يمكن أن تُدفن تحت ركام الحرب، وأن اليمنيين لن ينسوا تضحيات أبنائهم مهما طال الزمن".

وبينما تتواصل التحضيرات لإقامة فعاليات توثيقية وحقوقية في الداخل والخارج، يؤكد ذوو الضحايا وناشطون حقوقيون أن العدالة ستبقى الهدف الأسمى: "مهما طال الليل، سيأتي فجر العدالة، وستُفتح ملفات الجرائم أمام قضاء عادل، يقتص لأرواح الأبرياء ويعيد الاعتبار لأبناء تهامة ولكل اليمنيين".

بهذه الرسائل، تتحول ذكرى الإعدام الجماعي إلى يوم وطني للذاكرة والمطالبة بالإنصاف، يوحّد اليمنيين حول حق لا يسقط بالتقادم، ويؤكد أن دماء الأبرياء أمانة في عنق كل حرّ حتى يتحقق القصاص العادل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هاني بن بريك يحسم الجدل ويكشف مصير (الشماليين) في (الجنوب)!

موقع الأول | 814 قراءة 

انقلاب سعودي محتمل في اليمن

قناة المهرية | 750 قراءة 

هاني بن بريك يرد على البيان السعودي بهذا التصريح .. شاهد ما قاله

المشهد الدولي | 667 قراءة 

تفاصيل اللحظات الأخيرة.. وفاة شاب أثناء أداء الصلاة في مسجد معاذ بعدن

موقع الأول | 577 قراءة 

عاجل : ترقب واسع لحدث مرتقب في حضرموت خلال الساعات القادمة

الناقد برس | 573 قراءة 

عاجل:رسميا السعودية تعلن موقفها الحاسم بشان تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة

كريتر سكاي | 528 قراءة 

اتصال روسي مفاجئ باالحوثيين!

العربي نيوز | 493 قراءة 

مستشار طارق صالح الإعلامي يبرر لمشروع الإنفصال

يمن فويس | 484 قراءة 

قوات عسكرية تعتدي بالضرب المبرح على قائد امني في حضرموت

كريتر سكاي | 484 قراءة 

عاجل : السعودية تصدر البيان رقم ( 1 ) بشأن الأحداث الجارية جنوب اليمن

يمن فويس | 481 قراءة