المطارح التي أعادت للجمهورية اعتبارها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 101 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المطارح التي أعادت للجمهورية اعتبارها

كتاب الرأي

كتب - عبدالرزاق قاسم

كانت اليمن تتهاوى قرية قرية؛ مديرية مديرية؛ والمدن الكبرى تفتح أبوابها للجان الحوثية المسلحة؛ ومن تطوع إلى جانبهم في خطيئة هدم الدولة، دون أي مقاومة تذكر.

تبدلت المفاهيم وأصبح المقاوم والمتمسك بستار الدولة على خطأ، والمليشيات التي تعربد في أرض قحطان قوة فتية صاعدة؛ يتسابق الجميع للحصول امتياز للعمل مع أحد مشرفيها.

كانت الصرخة الخمينية تدوي في كل مكان؛ والقماشات المطبوعة عليها اللعنة الإيرانية ترفع على ساريات العلم الجمهوري في الساحات والميادين، وعلى حنبات الطرق وأعمدة الإنارة التي انطفأت لحظة السقوط المدوي للدولة ومؤسساتها.

كان النشيد الوطني قد استبدل بشعار الولاء لعبدالملك الحوثي، وكانت المعسكرات " فاغرة فاهها " بعد أن سلمت عتادها وشرفها للجحافل الخارجة من الكهوف التي أختبأت فيها السلالة سنينا طويلة.

أما المؤسسات فكأنها كانت في ماراثون " عُراة " لنيل شرف استضافة المشرف الحوثي أولاً.

وكان الناس في ذهول مما يحدث، أو قُل أصابهم التبلد؛ ولم يعودوا قادرين على فهم الأحداث أمامهم، فضلاً عن التحرك لمواجهتها.

من بين ذلك المشهد البائس كله، وحدها مأرب انبرت وكان لها رأي مختلف؛ أتبعته بالفعل على الأرض، وبدأ رجالها بحشد المقاتلين إلى المطارح القبلية، التي نصبت على حدودها وفي مناطق التماس مع الكهنوت الذي سرى كسرطان خبيث في الجسد اليمني.

تداعت القبائل المأربية العريقة إلى المطارح، وتنظمت فيها الحشود، وتوزعت إلى تشكيلات عسكرية في مهمة تاريخية للدفاع عن المحافظة التي بقيت وحدها واقفة أمام الحشود الحوثية المحاصرة لها من أكثر من اتجاه.

بهذا الفعل منحت مأرب فرصة ثمينة لكل الأبطال في بقية المحافظات، وقدرة على استعادة التوازن، لتتحول إلى مطرح واحد توافد عليه الرجال من كل بيت وقرية ومحافظة يمنية حتى أصبحت مأرب هي اليمن الكبير، الذي كان الناس قد انصدموا من تلاشيه بتلك السهولة أمام الجائحة الحوثية.

موقف مأرب هذا وإن بدا في أول الأمر بأنه لحماية المحافظة؛ إلا أن ما تلاه أثبت أنه كان من أجل حماية اليمن من شرقها إلى غربها، بل تعدت أهميته إلى ماهو أبعد من الحدود اليمنية، ولولا ذلك الموقف لكانت المنطقة برمتها تشهد وضعاً مختلفاً عما نحن عليه اليوم، وهي الحقيقة المشهودة التي لا يمتلك أحداً جرأة القفز عليها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انهيار ميداني وفرار جماعي لمليشيات ‘‘الانتقالي’’ عقب ضربات جوية في حضرموت.. والكشف عن حصيلتها (فيديو)

المشهد اليمني | 1005 قراءة 

تصاعد الجدل الإقليمي: تصريحات إماراتية تثير ردًا سعوديًا حادًا حول مستقبل المجلس الرئاسي اليمني

نيوز لاين | 799 قراءة 

سلاح الجو السعودي يقصف مواقع للنخبة الحضرمية

المشهد العربي | 705 قراءة 

وزير في الحكومة الشرعية يثير الجدل بعد ظهوره نائمًا خلال اجتماع الزبيدي في عدن

نيوز لاين | 646 قراءة 

عــــاجل: هجمات جوية عنيفة للطيران السعودي على مليشيا الانتقالي في حضرموت (فيديو)

المشهد اليمني | 640 قراءة 

عاجل:اول تعليق لقيادي بالانتقالي على شن الطيران السعودي غارات على قواتهم في حضرموت

كريتر سكاي | 635 قراءة 

تحركات عسكرية غامضة في صنعاء.. إخراج دبابات وعتاد ثقيل من مخازن قرب دار الرئاسة

نيوز لاين | 552 قراءة 

تحركات مريبة تستهدف منازل قيادات عسكرية في حضرموت

نيوز لاين | 440 قراءة 

عاجل:اول فيديو لشن الطيران السعودي غارات على قوات الانتقالي في حضرموت

كريتر سكاي | 421 قراءة 

تصعيد عسكري في حضرموت: كمين قبلي، اشتباكات عنيفة، وتدخل جوي سعودي - [فيديوهات]

بوابتي | 413 قراءة