شهدت ولاية بنسلفانيا، شرقي الولايات المتحدة، هجوما مسلحا على 5 شرطيين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة، قبل أن تقتل الشرطة المهاجم.
ووقع إطلاق النار في منطقة زراعية تبعد نحو 185 كيلومتراً غرب فيلادلفيا، عندما كان الضباط يباشرون متابعة قضية عائلية بدأت أحداثها في اليوم السابق.
وأفاد مستشفى يورك أنه استقبل الشرطيين المصابين، مشيراً إلى أنهما في حالة حرجة.
وقال كريستوفر باريس، مفوض شرطة الولاية، في مؤتمر صحفي فجر الأربعاء: «بوسعي أن أؤكد أن خمسة شرطيين تعرضوا لإطلاق نار اليوم، ثلاثة منهم كانت إصاباتهم قاتلة».
وأضاف أنّ الشرطيين المصابين في حالة حرجة بعد نقلهم إلى المستشفى.
وأفادت تقارير محلية أنّ قوة من الشرطة كانت تستجيب لبلاغ طارئ عندما واجهت المسلح الذي بادر بإطلاق النار بشكل كثيف، ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في صفوفها.
ولم تكشف السلطات بعد عن هوية المهاجم أو دوافعه، وسط ترجيحات بوجود دوافع شخصية أو نفسية.
فيما أغلق الطريق المؤدي إلى موقع الحادث بالكامل، حيث انتشرت عشرات مركبات الشرطة وأجهزة الطوارئ لعزل المنطقة وتأمينها.
وأكدت السلطات التعليمية المحلية أن المدارس لم تتأثر بالحادث، رغم فرض إجراءات احترازية مؤقتة.
ردود الفعل الرسمية
وصف حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو الحادث بأنه «يوم مدمر بكل المقاييس»، مضيفاً: «إننا نرثي فقدان ثلاثة أرواح ثمينة خدموا المقاطعة والولاية والوطن».
وشدد على أن «هذا النوع من العنف غير مقبول» داعياً إلى مواجهة جذور الأزمة، بما في ذلك قضايا الصحة النفسية.
من جانبه، قال مفوض شرطة الولاية كريستوفر باريس: «الحزن سيكون لا يُحتمل، لكننا سنحتمله. وسنجري تحقيقاً كاملاً ونزيهاً».
أما المدعية العامة باميلا بوندي، فوصفت العنف ضد الشرطة بأنه «آفة اجتماعية خطيرة»، مشيرة إلى مشاركة عملاء فيدراليين لدعم التحقيقات.
ويُعتبر هذا الحادث من أكثر الأيام دموية بالنسبة لشرطة بنسلفانيا منذ عام 2009، حين قُتل 3 ضباط في بيتسبرغ أثناء تعاملهم مع بلاغ عن عنف منزلي.
ويأتي الهجوم بعد أشهر من حادث آخر في فبراير/شباط الماضي، حين اقتحم مسلح وحدة عناية مركزة في مستشفى واحتجز العاملين رهائن، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة آخر.
وأكد شابيرو أن مواجهة مثل هذه المآسي تتطلب معالجة أعمق للمشكلات المجتمعية، قائلاً: «علينا أن نساعد من يظنون أن رفع السلاح هو الحل، وأن نولي اهتماماً أكبر للصحة النفسية والمحتاجين، حتى لا نكرر هذا المشهد»
أزمة متكررة
وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على الجدل المتصاعد في الولايات المتحدة بشأن انتشار السلاح وارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف المدنيين ورجال الشرطة على حد سواء.
وبحسب بيانات حديثة لمنظمة «أرشيف العنف المسلح» الأمريكية، تجاوز عدد حوادث إطلاق النار الجماعي هذا العام 450 حادثة، فيما يتزايد الضغط على الإدارة الأمريكية والكونغرس لإقرار تشريعات أشد صرامة بشأن بيع الأسلحة النارية وحيازتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news