في رسالة ردع قوية ضد الهجمات الإرهابية المتصاعدة التي تنفذها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالطائرات المسيّرة والصواريخ، قادت القوات السعودية والأميركية أكبر تمرين حي بالذخيرة الحية في الشرق الأوسط لمواجهة الأنظمة الجوية غير المأهولة، في ميدان “شمال–2” شمال شرق المملكة.
التمرين، الذي استمر عدة أيام وانطلق في 7 سبتمبر الجاري، شهد مشاركة أكثر من 300 عنصر وتشغيل 20 نظاماً متطوراً مضاداً للمسيّرات، ركّز على رفع القدرات المشتركة في كشف وتتبع والقضاء على التهديدات الجوية الحديثة التي باتت تمثل خطراً مباشراً على الملاحة الدولية واستقرار المنطقة.
وزار الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية، والفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة السعودية، مركز “الرمال الحمراء” للتجارب المتكاملة، حيث جرت سلسلة من التجارب الميدانية ضمن النسخة الرابعة من تمرين “ريد ساندز”.
وقال كوبر: “التهديدات الناجمة عن انتشار الطائرات المسيّرة المتطورة تشكّل تحدياً ملحاً، والعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الإقليميين من أجل الابتكار والتكيّف أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
أنظمة متقدمة لمواجهة التهديدات
وشملت التدريبات اختبار ربط أنظمة رادار ومستشعرات متطورة مثل جهاز “سيغنال هنتر” المحمول لكشف الترددات اللاسلكية، ونظام (BPADS) لاكتشاف الأصوات، من أجل سرعة تحديد مواقع المسيّرات. كما جرى دمج أنظمة قيادة وسيطرة ميدانية، واستخدام أنظمة إطلاق متطورة أبرزها “فانغارد” القابل للتوسع لمواجهة أسراب الطائرات غير المأهولة، إضافة إلى منظومات “سكايغارد” و”شيكرا” و”MLIDS” لمواجهة المسيّرات البطيئة والمنخفضة، إلى جانب وسائل الحرب الإلكترونية.
مشاركة جوية واسعة
التجارب الميدانية شملت أيضاً طلعات جوية أميركية وسعودية بمشاركة طائرات “إيه سي-130″ و”أباتشي” الأميركية، إلى جانب مقاتلات “إف-15″ و”تايفون” وأباتشي سعودية، لمحاكاة سيناريوهات مواجهة تهديدات جوية معقدة تشبه هجمات الحوثيين الأخيرة ضد الملاحة في البحر الأحمر والمنشآت النفطية داخل المملكة.
ذخائر متطورة ضد المسيّرات
واختبرت القوات ذخائر مضادة للطائرات المسيّرة (DDRs) أُطلقت من رشاش عيار 12، احتوت كل طلقة منها على 720 كرة من معدن التنجستن ذي الكثافة العالية، لتوليد طاقة حركية أكبر قادرة على تحييد المسيّرات في المرحلة الدفاعية النهائية.
رسالة ردع للحوثيين وإيران
ويُنظر إلى تمرين “الرمال الحمراء” باعتباره ثمرة تطوير سريع للنماذج الأولية والتكتيكات الدفاعية التي بدأ العمل عليها منذ أول تجربة أميركية–سعودية عام 2023. كما يُعد بمثابة رسالة واضحة إلى إيران وأذرعها في المنطقة، وعلى رأسها مليشيا الحوثي، التي كثفت خلال السنوات الأخيرة هجماتها بالطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ على المدنيين والملاحة الدولية، مسببة خسائر بشرية ومادية وزعزعة لاستقرار المنطقة.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن هذه المبادرة تعزز فرص التعاون وتبادل الخبرات بين الشركاء الإقليميين، بما يضمن تطوير تقنيات جديدة وزيادة قابلية التشغيل المشترك لمواجهة التهديدات الناشئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news