يمن إيكو|متابعات:
قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن إسرائيل تعيش عزلة شاملة لا تقتصر فقط على المجال السياسي والاقتصادي الذي أقر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن استمرار الحرب يضع الكثير من المصالح الدولية والإقليمية على المحك.
ونشرت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الدخول في عزلة سياسية أصبح واقعاً ملموساً، لكن العزلة التي يتحدث عنها نتنياهو لا تقتصر على المجال السياسي فحسب، بل تنتشر كالنار في الهشيم في مجالات أخرى عديدة: الاقتصاد، والثقافة، والعلوم، والمجال الأكاديمي، والرياضة، والسياحة، وغيرها الكثير”.
وقالت الصحيفة إنه “في السنوات القادمة، وحتى بعد انتهاء الحرب في غزة، سيحاول الكثيرون في العالم محو أو إلغاء اسم إسرائيل: سيفعلون ذلك لمعارضة الكثيرين لأفعال إسرائيل في غزة، ولخوف الكثيرين من الظهور بمظهر الداعم لإسرائيل التي أصبحت علامة تجارية سامة في الأشهر الأخيرة”.
وبحسب الصحيفة فإن “الإسرائيليين يتمتعون حالياً بإعفاء من التأشيرة في العديد من دول العالم، وقد يؤدي تدهور العلاقات مع الدول الأخرى إلى إلغاء اتفاقيات الإعفاء من التأشيرة المبرمة، وقد تبرر الدول ذلك بالتأكد من عدم تورط طالبي التأشيرة في إبادة جماعية أو أي جرائم أخرى”.
وأضافت أن “دول أمريكا الجنوبية، وهي وجهة شائعة للمسرحين من الخدمة العسكرية، قد تفرض قيوداً على دخول الإسرائيليين عموماً والجنود الذين خدموا في الجيش خصوصاً، وقد انتشرت أسماء مقاتلين وسجلاتهم العسكرية على مواقع التواصل الاجتماعي- أحياناً من قِبل منظمة هند رجب المؤيدة للفلسطينيين، والتي تعمل على مطاردة الجنود- مما دفع بهم إلى مغادرة البلدان التي زاروها سراً خشية اعتقالهم”.
وأوضحت أنه “من الأمثلة الأخرى على الأهمية المحتملة لتفاقم العزلة هو تقليص منح البحث التي كانت تُخصص سابقاً للباحثين والمؤسسات في إسرائيل، وقد بدأ العلماء الإسرائيليون يُلاحظون بالفعل الصعوبة التي يواجهونها في التعاون مع المؤسسات الأكاديمية حول العالم. وقد تتفاقم المقاطعة الصامتة، التي لا يُستجاب فيها للباحثين الإسرائيليين أو يُدعون إلى المؤسسات الأكاديمية”.
وفي مجال الثقافة، أشارت الصحيفة إلى أن “إسرائيل غارقة بالفعل في المقاطعة الثقافية، فقد وقع 4000 صانع أفلام على عريضة ضد أي تعاون مع إسرائيل، كما لا تتم دعوة الفرق الإسرائيلية إلى المهرجانات الدولية، وهذه ليست سوى أمور جزئية”.
وأضافت أن العزلة السياحية واضحة، مشيرة إلى أن “إسرائيل، التي كانت قبل الحرب وجهة سياحية جذابة للأوروبيين وغيرهم، تراجعت عن خريطة السياحة العالمية، وكلما طالت الحرب، ازدادت إسرائيل تهميشاً من أذهان السياح المحتملين”.
واعتبرت الصحيفة أن من بين مجالات العزلة الأكثر إيلاماً لإسرائيل، هو المجال الاقتصادي، مشيرة إلى أنه “من المتوقع أن تتأثر الصادرات الإسرائيلية، وليس فقط صادرات الدفاع، وستُسحب المنتجات الإسرائيلية من رفوف سلاسل البيع بالتجزئة العالمية خوفاً من مقاطعة المستهلكين”.
وعلى سبيل المثال، لفتت الصحيفة إلى أنه “تم سحب منتجات المانجو الإسرائيلية من رفوف بعض الدول الأوروبية، مما أثر بشدة على منتجي المانجو في إسرائيل، وقد تتوقف الدول أيضاً عن تصدير المواد الخام إلى إسرائيل، وكل هذا سيؤثر سلباً على جيوب الإسرائيليين”.
وفي المجال الرياضي قالت الصحيفة إن “هناك جهوداً تبذل بالفعل لمنع الفرق الإسرائيلية من المشاركة في البطولات الدولية، وقد تكون الاحتجاجات غير المسبوقة في إسبانيا ضد مشاركة فريق (إسرائيل بريميير تيك) للدراجات، وهو فريق خاص، مجرد بداية، وقد تصل هذه المحاولات إلى حد استبعاد إسرائيل من الألعاب الأولمبية، كما حدث مع روسيا”.
وذكرت الصحيفة أن “هولندا وأيرلندا أعلنتا مقاطعة مسابقة (يوروفيجن) الفنية في حال مشاركة إسرائيل، ومن غير المتوقع أن يتخلى اتحاد البث الأوروبي سريعاً عن مثل هذه الدول”.
وقالت الصحيفة إن “تصريحات نتنياهو حول عزلة إسرائيل تفتقر إلى أي محاولة لشرح مسؤولية حكومته في الوصول إلى هذا الوضع المزري، بل فضّل إلقاء اللوم على المسلمين في أوروبا”.
ونقلت الصحيفة عن إيمانويل نحشون، الرئيس السابق لقسم الدبلوماسية العامة، والذي استقال من وزارة الخارجية قوله: “نتنياهو يُسوّق لنا فشله على أنه نوع من القدر، ويطلب منا مرافقته في رحلته إلى الجحيم التي يُخططها لإسرائيل وسكانها”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news