إقرار غير مسبوق من نتنياهو: إسرائيل تعيش عزلة وعليها التكيف اقتصادياً

يمن إيكو|تقرير:

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن إسرائيل تواجه عزلة دولية، اقتصادية وسياسية، زاعماً أن السبب الرئيسي هو ما أسماه بالأقليات المسلمة التي هاجرت إلى أوروبا والتي تؤثر على موقف الحكومات الغربية، لكن تصريحات نتيناهو قوبلت بانتقادات داخل إسرائيل، حملته هو وحكومته مسؤولية هذه “العزلة” بسبب طريقة إدارة الحرب.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر المحاسبين في القدس المحتلة، أمس الإثنين، قال نتنياهو: “سنواجه بعض العوائق في التجارة العالمية، فنحن في عالم مليء بالتحديات، لقد أصبح المسلمون الذين هاجروا إلى أوروبا أقلية مؤثرة وذات صوت عالٍ. وهذا يُثني الحكومات هناك عن موقفها بشأن قضية غزة، ويجعلها تنكر الصهيونية”.

وأضاف: “هذه الأقليات تؤثر على الحكومات بشكل كبير، وتؤثر على القادة، وهم لا ينكرون ذلك، بل يعترفون به في أحاديثهم الخاصة. وهذا يُنتج الكثير من العقوبات والقيود على إسرائيل، ويحد من قدرتنا على استيراد قطع غيار الأسلحة، ويهددنا بانتكاسات اقتصادية. إنه أمرٌ مُسلّم به، ومن الصعب جداً التأثير عليه”.

وقالت صحيفة “كالكاليست” العبرية إن “نتنياهو دأب دائماً على نفي الادعاءات بأن الوضع السياسي الإسرائيلي مقلق، لكنه هذه المرة أقر صراحةً بأن إسرائيل تواجه وضعاً سياسياً جديداً وصعباً، مع ذلك، يرفض نتنياهو الاعتراف بالعلاقة بين حكومته وأسلوب إدارتها للحرب والتحديات السياسية، مُلقياً باللوم في ذلك على هجرة المسلمين إلى أوروبا”.

وقال نتنياهو: “خصومنا يستغلون الثورة الرقمية، حيث تستثمر الصين وقطر مبالغ طائلة في الذكاء الاصطناعي، ولديهما نفوذ كبير يفوق نفوذ وسائل الإعلام التقليدية. كما أن وسائل الإعلام التقليدية تنضم إلى الأقليات الدولية. هذا الأمر يعزلنا، وعلينا محاربته”.

وتابع: “سيتعين علينا بشكل متزايد التكيف مع اقتصاد ذي خصائص الاكتفاء الذاتي. إنها كلمة أكرهها. أنا من أنصار السوق الحرة، وقد عملت على قيادة إسرائيل إلى ثورة سوق حرة، لكننا قد نجد أنفسنا في وضع تُعرقل فيه صناعاتنا العسكرية. سيتعين علينا تطوير صناعات الأسلحة هنا. ليس لدينا خيار. على الأقل في السنوات القادمة، سيتعين علينا التعامل مع محاولات العزل هذه، وما نجح حتى الآن لن ينجح من الآن فصاعداً”.

وأضاف: “لقد فرض الإيرانيون علينا حصاراً، وقد كسرناه. نعلم أن هناك محاولةً لفرض حصار على إسرائيل من قِبل دولٍ مختلفة، بقيادة قطر، وحصاراً إعلامياً تُموّله قطر والصين. وهم يعملون أيضاً في الغرب، ولا سيما في الولايات المتحدة”.

وهبطت مؤشرات البورصة الإسرائيلية بشكل كبير بعد تصريحات نتنياهو.

وأثارت التصريحات جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وانتقادات أكدت أن نتنياهو هو المسؤول المباشر عن العزلة التي يتحدث عنها من خلال طريقة إدارته للحرب.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن زعيم المعارضة يائير لابيد قوله: “إن تصريح نتنياهو بأن إسرائيل تدخل في عزلة وتحتاج إلى التكيف مع اقتصاد العزلة تصريحٌ جنوني، فالعزلة ليست قراراً مصيرياً، بل هي نتاج سياسة خاطئة وفاشلة لنتنياهو وحكومته. إنهم يحولون إسرائيل إلى دولة من العالم الثالث، ولا يحاولون حتى تغيير الوضع. الأمر ممكن بخلاف ذلك. يمكن لإسرائيل أن تعود إلى النجاح والشعبية، وأن تتمتع باقتصاد مزدهر من دول العالم الأول”.

وقال رئيس الحزب الديمقراطي يائير غولان: “نتنياهو يُحيي مواطني إسرائيل بمناسبة رأس السنة العبرية قائلاً: للحفاظ على مقعدي، أحتاج إلى حرب وعزلة أبديتين. وستُضحّون بالبلاد والاقتصاد ومستقبل أبنائكم وعلاقتكم بالعالم”.

وأضاف: “ردّنا على هذا الرجل الحقير: هذا العام سنُغيّركم ونُنقذ إسرائيل”.

وقال الوزير الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت: “إن الشلل الذي أصاب نتنياهو وحكومة 7 أكتوبر في إدارة حرب غزة لأكثر من عام يُدخل إسرائيل في عزلة واسعة. لا يمكن لإسرائيل أن تتحمل العزلة عن جميع الدول وأن تدير اقتصاداً مكتفياً ذاتياً، إذا لم يعرف رئيس الوزراء كيف يحل الوضع، فليُسلّم مفاتيح الحل إلى الشعب فوراً. لن تكون هناك فرصة أخرى لإصلاح الضرر الذي ألحقه هو وشركاؤه في الحرب وعزل إسرائيل عن العالم”.

وقال منتدى التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل، الذي يضمّ عشرات الرؤساء التنفيذيين من قطاع التكنولوجيا المتقدمة: “إنّ التكنولوجيا المتقدمة، المحرّك الرئيسي لنموّ الاقتصاد، تعتمد على الوصول إلى الأسواق العالمية، والتقنيات المتقدمة، وثقة المستثمرين الأجانب. أيّ ضرر يلحق بهذه العلاقات يُقوّض الصمود الوطنيّ ويُهدّد تفوقنا التكنولوجيّ والعسكريّ. وبدلاً من ضمان الاستقرار والتعاون مع العالم، تجد إسرائيل نفسها تنزلق نحو واقع خطير من العزلة وفقدان القدرة التنافسيّة. والسؤال البديهيّ بسيط: هل هذه هي رؤية رئيس الوزراء؛ أن نعود إلى بيع البرتقال؟”.