الحوثي ومنع نشر التصوير .. خدمة مكشوفة لأجندة إسرائيل
قبل 11 دقيقة
في الوقت الذي يتعرض فيه اليمن للقصف الإسرائيلي المباشر، يواصل الحوثيون ارتكاب جريمة جديدة بحق الشعب والوطن من خلال منع نشر أي صور أو فيديوهات توثق تلك الاعتداءات. هذه الخطوة لم تعد مجرد قمع إعلامي داخلي، بل أصبحت خيانة وطنية صريحة وتواطؤاً فاضحاً مع العدو الصهيوني، الذي يسعى دائماً إلى التهرب من المساءلة الدولية وتبرير جرائمه
.
المجتمع الدولي لا يتحرك إلا أمام الأدلة المرئية والمستندات الميدانية التي توثق حجم الدمار وعدد الضحايا، لكن الحوثيين ــ بقرار متعمد ــ يمنعون خروج هذه الحقائق إلى العالم، ليقدّموا بذلك خدمة مجانية لإسرائيل، وليحولوا دون إدانتها في مجلس الأمن أو أمام المنظمات الحقوقية. فالصورة اليوم أقوى من الخطاب، والفيديو أقوى من أي بيان، وغياب هذه المواد الإعلامية يعني تغييب الحقيقة ودفنها مع الشهداء.
الأدهى من ذلك أن الحوثيين لا يكتفون بمنع التصوير، بل يتعمدون طمس أسماء الشهداء والجرحى، وكأن دماء اليمنيين رخيصة، لا تستحق حتى التوثيق أو الذكر. إن حرمان الشهداء من حقهم في الإعلان والاعتراف بشهادتهم جريمة أخلاقية بامتياز، تضاف إلى سجل طويل من الجرائم والانتهاكات. لقد استخسر الحوثيون حتى شرف الكلمة وكرامة الذكرى على من ارتقوا في سبيل الوطن، ليجعلوهم مجرد أرقام مطموسة بلا هوية.
هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وخروجاً على الأعراف والمواثيق الدولية التي تؤكد على حق الشعوب في توثيق الجرائم والانتهاكات وعرضها على الرأي العام العالمي. فالتوثيق ليس خياراً، بل هو واجب قانوني وأخلاقي، ومنعه يعني التستر على الجريمة والمشاركة فيها. وبذلك يصبح الحوثي شريكاً مباشراً لإسرائيل في جرائمها بحق اليمنيين.
ما يفعله الحوثيون لا يمكن وصفه إلا بالحقارة والغباء السياسي. فمنذ أن سيطروا على صنعاء، جلبوا الموت والفقر والجوع إلى كل بيت يمني، واليوم يضيفون وصمة عار جديدة بتواطئهم الإعلامي مع العدو. لقد عزلوا اليمن عن العالم، وأرادوا تحويل المأساة إلى صمت، والجرح إلى سر مظلم، بينما الحقيقة تصرخ بأنهم مجرد أداة بيد مشاريع خارجية لا علاقة لها بمصلحة الشعب أو الوطن.
إن منع التصوير ليس حماية للجبهة الداخلية كما يدّعون، بل هو حماية لوجه إسرائيل القبيح من الانكشاف أمام العالم. إنها خيانة مزدوجة: خيانة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، وخيانة لليمنيين الذين يحق لهم معرفة من استشهد ومن قُصف ومن دُمر بيته.
ختاماً، سيظل الشعب اليمني يرى في الحوثي عدواً داخلياً لا يقل خطورة عن إسرائيل نفسها. ومنعهم نشر التصوير هو وصمة عار تضاف إلى جرائمهم، وسيسجلها التاريخ دليلاً على أنهم لم يكونوا يوماً مقاومين، بل موظفين صغاراً في خدمة أجندة إسرائيلية–إيرانية مشتركة جلبت الدمار لليمن وأفقدته سيادته ومكانته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news