السفيرة البريطانية تحذر من عواقب قرارات الزبيدي (برّان برس)
بران برس ـ خاص:
حذرت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، الإثنين 15 سبتمبر/أيلول 2025م، من أن أي انقسام في قيادة الشرعية اليمنية "لا يخدم سوى الحوثيين" الذين قالت إنهم "لا يضعون مصلحة اليمن أولاً"، وذلك في أول تعليق دولي على التوتر في مجلس القيادة الرئاسي الذي أثارته القرارات التي أصدرها عضو المجلس "عيدروس الزبيدي".
والأربعاء الماضي، أصدر عضو مجلس القيادة، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي" 11 قراراً، لعدد من أتباع المجلس الانتقالي، في الوزارات الحكومية والسلطات المحلية، في تجاوز معلن لصلاحياته، وهي القرارات الأولى التي يتخذها الانتقالي بهذا النحو، على الرغم من خوضه جولات خلاف سابقة مع مجلس القيادة والحكومة.
وجاءت القرارات التي أثارت توترًا سياسيًا غير مسبوق، وردود فعل غاضبة كونها وفق مراقبين "تعدٍ على صلاحيات رئيس مجلس القيادة "رشاد العليمي"، عقب ساعات من عودة "العليمي"، ومعه عضوا المجلس اللواء سلطان العرادة، والدكتور عبدالله العليمي، إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، قادماً من العاصمة السعودية الرياض.
السفيرة عبدة شريف، أكدت في حوار صحفي مع جريدة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة من لندن، أن الوحدة السياسة والانسجام يظلان عنصرين حاسمين في أداء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، و"ضرورة لا غنى عنها"، محذِّرة من أن أي انقسام "لا يخدم سوى الحوثيين".
وقالت "شريف": "ندرك تماماً حجم التحديات الخطيرة التي تواجه اليمن، فالوحدة والتماسك السياسي، إلى جانب تعزيز الحوكمة والمؤسسات وتقديم الخدمات، كلها عناصر أساسية. نحن واضحون: أي انقسامات في القيادة تخدم فقط أولئك الذين لا يضعون مصلحة اليمن أولاً"، في إشارة إلى جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب.
وفي تعليقها على القرارات الأخيرة التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، قالت "عبدة شريف": "أعتقد أن الأمر يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية استجابة المجلس الرئاسي كله. ومن وجهة نظرنا، أي خطوة تضعف وحدة القيادة أو تفتتها تصبُّ في مصلحة من يعمل ضد استقرار اليمن ووحدته".
شاهد | تقرير خاص | انقلاب ناعم داخل الشرعية.. الزبيدي يطلق رصاصته في جسد الشرعية
وأمس الأحد 14 سبتمبر/ أيلول، قالت مصادر محلية في مدينة عدن إن المجلس الانتقالي الجنوبي شرّع باستخدام القوة لتطبيق قرارات رئيسه "عيدروس الزبيدي"، التي أصدرها مؤخرًا، مشيرة إلى أن قوة أمنية تابعة للانتقالي اقتحمت مكتب نائب وزير الإعلام "حسين باسليم"، وسلمته للقيادي في المجلس المعين من قبل رئيس "الزبيدي" كنائب لوزير الإعلام "صلاح العاقل".
وذكرت المصادر لـ"بران برس"، أن أن القوة جاءت للمكان مصحوبة بعربات عسكرية لتقوم بتطويق المبنى الذي فيه مكتب نائب وزير الإعلام، ثم اقتحامه بالقوة، وتسليمه لـ"العاقل"، مبينة أن "باسليم" لم يحضر إلى المكتب، بينما رافقت القوة الأمنية قيادات في المجلس الانتقالي، بحجة الاشراف على دور الاستلام والتسليم للمكتب.
وعليقًا على ذلك، اعتبرت منظمة "سام" للحقوق والحريات، حادثة اقتحام مكتب نائب وزير الإعلام في عدن وتسليمه بالقوة "مساسًا خطيرًا بمبدأ سيادة القانون ويؤثر سلبًا على عمل المؤسسات الرسمية"، مؤكدة أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى "تعميق الفوضى المؤسسية، ويقوض أي جهود ترمي إلى بناء دولة قائمة على سيادة القانون والعدالة"
وأضافت المنظمة في بيان لها، اطلع عليه "برّان برس"، أن هذه التطورات "تعكس توجهًا مقلقًا لفرض الأمر الواقع عبر قرارات وتعيينات خارج الأطر الدستورية والقانونية، الأمر الذي يضعف من مكانة المؤسسات الشرعية"، داعية الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم لحماية مؤسسات الدولة من محاولات التجاوز أو السيطرة غير القانونية.
وأمس الأول السبت، أفادت مصادر حكومية في مدينة عدن، لـ"بران برس"، مشترطة عدم الإفصاح عن هويتها كونها غير مخولة بالحديث للإعلام، بمغادرة "عيدروس الزبيدي" ومعه رئيس اللجنة العسكرية والأمنية العليا، "هيثم قاسم طاهر"، وهي اللجنة المعنية بدمج التشكيلات الأمنية والعسكرية، بشكل مفاجئ متوجهاً إلى دولة الإمارات.
وجاءت مغادرة "عيدروس الزبيدي"، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في ظل توتر سياسي، في أوساط مجلس القيادة الرئاسي، تفاقم بعد إصدار "الزبيدي" حزمة قرارات بتعيينات في الحكومة، وهي صلاحيات تُعد من اختصاص رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي".
السفيرة البريطانية
عبدة شريف
عيدروس الزبيدي
قرارات عيدروس
المجلس الانتقالي الجنوبي
مجلس القيادة الرئاسي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news