ألحان الحرية تتحدى رصاص الحرب في مهرجان الأغنية الوطنية بتعز
السابق
التالى
ألحان الحرية تتحدى رصاص الحرب في مهرجان الأغنية الوطنية بتعز
السياسية
-
منذ ساعتان و 55 دقيقة
مشاركة
تعز، نيوزيمن:
تواصل محافظة تعز عاصمة الثقافة والفن اليمني الدائمة، بثّ رسائلها المشرقة وسط أجواء احتفالية نابضة بروح الثورة، حيث تتعالى أصوات الطلبة بأغنيات وطنية تحاكي تاريخ النضال وتوق الأجيال إلى الحرية، في مشهد يؤكد أن الفن لا يقلّ أهمية عن ميادين المواجهة ضد مشروع التخلف والإمامة الذي تحاول ميليشيا الحوثي فرضه على الشعب اليمني.
ومع اقتراب الذكرى الـ63 لثورة الـ26 من سبتمبر، تحولت مدارس المحافظة إلى ساحات غناء وولاء، ضمن مهرجان الأغنية الوطنية الذي يُعقد هذا العام تحت شعار: "مدارس تغني للوطن".
في مدينةٍ أنهكتها الحرب والحصار، يختار طلاب تعز مواجهة أصوات المدافع بأصوات الغناء. فبين جدران مدارس بعضها لا يزال يحمل آثار القصف، يجتمع تلاميذ وفنانون صغار ليحملوا رسالة الثورة، مؤكدين أن الفن باقٍ مهما حاولت آلة الحرب طمس معالمه. إنهم يغنون للحياة والحرية والجمهورية، ويعيدون للمدينة روحها الثقافية التي قاومت كل محاولات الإمامة الجديدة لإخضاعها.
وانطلقت اليوم الاثنين في مدرسة الشهيدة نعمة رسام منافسات المهرجان، بمشاركة 15 مدرسة تتنافس على مدى ثلاثة أيام لتقديم 30 أغنية وطنية جديدة وتراثية. المسابقة، التي تنظمها مؤسسة المدينة للإنتاج الفني والإعلامي بإشراف مكتب التربية والتعليم في محافظة تعز ورعاية السلطة المحلية، تمثل تظاهرة فنية تعيد للأذهان دور الأغنية الوطنية في إشعال جذوة الثورة اليمنية، منذ سبتمبر 1962 وحتى اليوم.
ولأول مرة، يشهد المهرجان حضوراً واسعاً من الأسر والطلبة والمهتمين، حيث تحوّلت قاعات المدارس إلى منصات فنية تفيض بالحماس، فيما تتولى لجنة تحكيم متخصصة مهمة اختيار 9 أعمال فنية فقط ضمن القائمة القصيرة النهائية.
لطالما شكّلت الأغنية الوطنية في اليمن وقوداً للثورات ورافعة للوعي الشعبي، إذ كانت الكلمات والألحان سلاحاً موازياً للبندقية في مواجهة الاستعمار والإمامة. واليوم، تعيد تعز إنتاج هذا الدور لمقارعة المشروع الحوثي الذي يسعى – وفق القائمين على المهرجان – إلى طمس هوية اليمنيين وذاكرتهم الجمعية.
يؤكد المنظمون أن "الأغنية الوطنية أحد أهم الروافد التي تعزز الهوية الوطنية وتغرس القيم العظيمة للثورة في نفوس المواطنين، وتستنهض همم الأجيال لمواجهة المشاريع الكهنوتية التي تحاول العودة بالوطن إلى ما قبل سبتمبر".
ويقول رئيس المهرجان فكري قاسم أن المهرجان يعد لحظة سياسية فارقة، حيث يواصل اليمنيون وخاصة جيل المستقبل مواجهة حربٍ طويلة خلفت مآسي إنسانية، بينما تحاول المليشيا الحوثية إعادة الإمامة بثوب جديد. ومن هنا، يحمل المهرجان رسالة مزدوجة: الفن كأداة مقاومة، والهوية الوطنية كخط دفاع لا يقلّ صلابة عن ميادين القتال.
في حين يؤكد مدير مكتب التربية والتعليم في تعز عبدالواسع شداد أن المهرجان يمثل "صرخة فنية" في وجه كل من يحاول طمس إرث ثورة سبتمبر، مشدداً على أن مواجهة المشروع الحوثي يجب أن تتم في الميدانين: المواجهة العسكرية، والمواجهة الثقافية والفنية.
ويصدح صوت الطلاب والطالبات بأغانٍ تجسد حب الوطن والتطلع إلى الحرية، لتذكّر الجميع بأن اليمن– رغم الحرب– لا يزال قادراً على إنجاب مبدعين يحملون مشعل الثورة جيلاً بعد جيل. وكما قال أحد المشاركين: "قد تحاصرنا المليشيات، لكن لا أحد يستطيع محاصرة الأغنية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news