العربي نيوز:
كشف حزب التجمع اليمني للإصلاح عن النظام السياسي لليمن لمرحلة ما بعد انهاء انقلاب جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، مستثنيا الجماعة من الشراكة والمصالحة الوطنية الشاملة، وموجها صفعة جديدة للامارات وحملتها التحريضية ضد الحزب بنفي أي علاقة لحزب الاصلاح بتنظيم الإخوان المسلمين.
جاء هذا في
خطاب
ألقاه رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الاستاذ محمد عبدالله اليدومي، وبثته قناة "سهيل" مساء الجمعة (12 سبتمبر)، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب الاصلاح، التي اكد انها "تجسد ثلاثة عقود ونصف العقد من مسيرة العطاء الوطني المتواصل، لتحقيق تطلعات الشعب في ظل يمن موحد".
وقال محمد اليدومي: "إن حزب الإصلاح كان رافداً من روافد العمل الوطني، وشريكاً فاعلاً في بناء اليمن الحديث، مشاركاً في السلطة وفق نتائج الانتخابات، ومعارضاً راشداً حين اقتضت نتائج الانتخابات ذلك، تجذيراً لقواعد الديمقراطية ولمبدأ التداول السلمي للسلطة واحتراماً لرأي الناخبين أصحاب الحق الأول في اختيار من يحكمهم".
تصحيح المسار
وأكد رئيس حزب الاصلاح، محمد اليدومي "ترحيب الاصلاح بالنقد البناء مهما كان مصدره، من دون اعتباره استهدافا أو تهديداً بل فرصة للتصحيح وتقويم المسار"، وقال: "لا نرى في النقد خصومة مهما بلغت حدته، بل نعده نوعا من الشراكة في مسيرة البناء والتطوير". مرجعا الانتقادات للحزب إلى "حجم تأثيره السياسي، وسعة امتداده وانتشاره الوطني".
كاشفا في هذا السياق، عن حوار مستمر داخل حزب الاصلاح لتعزيز نهج تقييم الاداء وتقويم للمسار، وذلك بتأكيده "عزم الإصلاح على المضي في حوار داخلي صادق ومسؤول، يمهّد لإجراء تقويم شامل يرسخ دعائم التطوير ويؤهله لمواكبة المتغيرات المتسارعة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خدمة للوطن واستجابة لتطلعات الشعب".
وتصدى اليدومي للحملات التحريضية ضد حزب الاصلاح ومحاولات الربط بينه وتنظيم الاخوان المسلمين والتنظيمات المتطرفة والارهابية، فجدد التأكيد على أن "الإصلاحَ حزبٌ مدنيٌ يمني المنبت والجذور والانتماء، وليس له علاقة تنظيمية من قريب أو بعيد بأي حزب أو جماعة خارج حدود اليمن". مشيرا لاعلانات سابقة للحزب بهذا الخصوص.
مضيفا: "هذا الموقف ليس جديدا، فقد أكده امين عام الإصلاح في لقائه مع قناة الجزيرة في التسعينيات، ووثيقة اعلان الاصلاح بذكرى تأسيسه الـ 26، أكدت بمنتهى الوضوح، وقطعا لأي تأويلات أو إشاعات، عدم وجود أية علاقات تنظيمية أو سياسية تربط بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأن اولويات الإصلاح كحزب سياسي هي اولويات وطنية".
وأكد أن "نهج حزب الإصلاح يقوم على الحوار ورفض التطرف والعنف والإرهاب، ورفض أدواته في فرض الأفكار أو الإرادات أو المشاريع". وذكَّر المحرضين أن "الإصلاح يُعدّ أبرز المتضررين من آفة الإرهاب والمشاريع المتطرفة بمختلف أشكالها، حيث دفع ثمن وسطيته وتمسكه بنهجه السلمي ومواقفه الوطنية من أرواح ودماء قياداته وكوادره وأعضائه".
المصالحة والشراكة
بالمقابل، أكد رئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي "انفتاح الإصلاح على الحوار والتواصل في إطار الدستور والقانون مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، سعياً لبناء وتحقيق الرؤى والتصورات الوطنية الشاملة التي تخرج اليمن من محنته، وتحقق الأهداف الوطنية، وتضمن المصالح المشتركة، وترسم ملامح المستقبل المنشود، في ظل دولة مدنية عادلة".
وأعلن اليدومي عن "تقدم الاصلاح بمبادرة موجهة إلى كافة القوى السياسية الوطنية، لتبنّي ميثاق شرف سياسي، يقضي بألا تُحكم البلاد بعد إسقاط انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة، إلى أن يستعيد البلد عافيته، والترتيب والتهيئة لإجراء الانتخابات العامة في إطار توافقٍ وطني سياسي شامل".
مجددا رفض حزب الاصلاح القاطع دعوات الانفصال التي يتبناها ويعمل عليها "المجلس الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، ومؤكدا في المقابل "ضرورة معالجة القضية الجنوبية، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية، تلبي تطلعات أبناء جميع المحافظات وتحافظ على سيادة الجمهورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
واستثنى اليدومي جماعة الحوثي من "مصالحة وطنية شاملة" دعا اليها "تقوم على تجاوز كافة تداعيات وآثار الصراعات الماضية، والتفرغ الحصري لمواجهة انقلاب مليشيا الحوثي وإسقاطه، على أن تخضع تلك القضايا بعد ذلك لمسار العدالة الانتقالية التصالحية، بما يكفل معالجة المظالم وجبر الضرر وبناء الثقة واستعادة النسيج الوطني".
فلسطين والحوثي
ورغم تأكيد رئيس حزب الاصلاح دعم الحزب لفلسطين وحقوقها ومبادرة "حل الدولتين" وادانته "جرائم الحرب الصهيونية والابادة الجماعية في غزة وسياسة التجويع والتهجير للشعب الفلسطيني"؛ إلا أنه اعلن رفض الحزب استمرار جماعة الحوثي في "تهديد أمن الملاحة الدولية" بزعم "حظر الملاحة الاسرائيلية اسنادا لغزة ومقاومتها".
وقال محمد اليدومي: إن "مليشيا الحوثي تستمر في رهن اليمن وموقعه الإستراتيجي لصالح المشروع الإيراني التوسعي وتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حتى أصبحت هذه الجماعة الإرهابية مهدداً شاملاً لمصالح اليمن أرضاً وإنساناً، وللمصالح الإقليمية والدولية، جاعلة من القضية الفلسطينية مدخلاً تخدع به المتحمسين والبسطاء".
مضيفا: إنه "لا فرق بينها وبين ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين". وأردف مبشرا: إن "الإرادة الصامدة للشعب اليمني هي وقود الأمل وصرخة الحق، التي تؤكد بأنه لا يقهر مهما امتد الاستبداد والكهنوت، ونحن على ثقة ويقين بأن نهاية هذا الكابوس أصبحت قريبة، وأن نضالات الشعب وتطلعات أبنائه تقف على أعتاب فجر قريب".
معركة الفساد
وجدد رئيس حزب الاصلاح تأكيد "الوقوف المستمر لحزب الاصلاح بجانب أبناء الشعب في ظل المحنة والمعاناة والظلم والطغيان" الذي أنتجته انقلاب مليشيا الحوثي وعلي عفاش. وقال: إن "رفع المعاناة لا يكون إلا بإنهاء أسبابها، وإن المعركة الوطنية الشاملة لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة تتطلب المضي في عدة مسارات متوازية".
معلنا "مساندة حزب الاصلاح بقوة لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبنك المركزي، في مسار الإصلاحات الاقتصادية، والخطوات والإجراءات الأولية التي أدت إلى تحسن قيمة العملة الوطنية، وما رافقها من إجراءات". لكنه في الوقت نفسه "حث الحكومة على مواصلة هذا النهج لتحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد".
وشدد على ضرورة "تهيئة الظروف اللازمة لإعادة تصدير النفط باعتباره المورد الرئيسي لرفد الموازنة العامة للدولة وفق أسس وضوابط قانونية ورقابية صارمة تكفل الشفافية والنزاهة والحد من تدخلات لوبيات الفساد والمصالح الضيقة". وأعلن "تأييد الإصلاح، رفع رواتب موظفي الخدمة العامة ومنتسبي الجيش والأمن، وضرورة انتظام صرفها شهرياً".
داعيا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى "بذل الجهود المخلصة من أجل توفير سبل العيش الكريم للمواطنين وتحسين الخدمات العامة في كافة أرجاء الوطن، وبشكل خاص ضرورة معالجة مشكلة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن وإيلائها مزيداً من الاهتمام، وحل مشكلة المياه والكهرباء في محافظة تعز الصامدة، التي تعاني الحرمان والخذلان".
ونوه محمد اليدومي الى مسؤوليات تحالف "دعم الشرعية في اليمن"، وفي حين تقدم بـ "الشكر والعرفان لأشقاء اليمن وأصدقائه وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية الشقيقة على دعمهم لخطوات التعافي الاقتصادي"؛ دعا إلى "الاستمرار في تقديم الدعم والإسناد للحكومة لاستدامة الاستقرار المالي والاقتصادي وتحسين الوضع الخدمي والمعيشي".
معركة الحسم
في المقابل شدد رئيس حزب الإصلاح، محمد اليدومي، على مطالبة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بـ "العمل الجاد لتوفير متطلبات واحتياجات المؤسستين العسكرية والأمنية، لبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتأمين خطوط الملاحة الإقليمية والدولية". معبرا عن "العرفان والامتنان للدور البطولي لأبناء المؤسستين العسكرية والأمنية".
وأكد أن "مصلحة الوطن والدولة تتطلب توحيد التشكيلات العسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية وتوحيد رواتب منتسبيها". ودعا إلى "تغليب المصلحة الوطنية، والتعاون مع قيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي لتوحيد الصف والهدف والقوة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الجامعة، يتصدرها انهاء انقلاب الحوثي واستعادة الدولة".
كما طالب اليدومي مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بـ "تسوية أوضاع الشهداء الأبطال والجرحى، ومنحهم التكريم اللائق بهم، ورعاية أسرهم، وأسر المختطفين، رعاية كاملة. كما دعا الحكومة إلى استكمال علاج الجرحى وسرعة إنشاء هيئة رعاية الجرحى وأسر الشهداء، لتكون مرجعاً إدارياً لرعايتهم بما يليق بتضحياتهم في المعركة الوطنية".
ووجه "التحية والعرفان لقيادات وأبطال المقاومة، وقبائل اليمن الحرة المساندة للقوات المسلحة، وفي مقدمها قبائل مأرب الأصيلة التي ما زالت بمواقفها الوطنية تصل الحاضر بأمجاد الماضي التليد، وكافة الأبطال المرابطين في ثغور ومواقع الشرف والبطولة، وكافة المناضلين في مسارات العمل السياسي والإعلامي والحقوقي المساند للمعركة الوطنية".
مختتما خطابه، الذي خلا من اي اشارة الى مفاوضات السلام مع جماعة الحوثي، بمطالبة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ "استشعار المسؤولية القانونية والإنسانية الملقاة على عواتقهم، واتخاذ تدابير جادة لسرعة الإفراج عن كافة المختطفين لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد قحطان".
النص الكامل لخطاب رئيس حزب الاصلاح
يشار إلى أن تعز ومارب وعدد من المدن اليمنية، شهدت احتفالات شعبية وسياسية كبيرة، بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، اثارت حفيظة خصومه وبصورة اكبر اسرة الرئيس الاسبق علي عفاش واتباعه، و"المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على نحو اكد ان حزب الاصلاح ما يزال حجر عثرة امام اجنداتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news