تقرير سياسي واستراتيجي من رئيس المركز الروسي الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ: عن جنوب اليمن وصيغة الحل الواقعي

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 265 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تقرير سياسي واستراتيجي من رئيس المركز الروسي الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ: عن جنوب اليمن وصيغة الحل الواقعي

أولاً: مقدمة

منذ العام 2015، واليمن يرزح تحت أزمات متداخلة، فشلت معها كل المحاولات السياسية والعسكرية لإعادة بناء الدولة أو تحقيق السلام. وفي قلب هذا الفشل، برزت التحديات الكبرى بين الجنوب والشمال، والتي أثبتت السنوات الماضية استحالة تجاوزها بصيغ الشراكة القسرية.

ثانياً: فشل الحلول المفروضة

1. فشل اتفاق الرياض (2019):

الاتفاق وُقّع بضغوط خارجية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة "الشرعية"، لكنه لم يُطبق إلا جزئياً، وانتهى عملياً بتوسع النفوذ العسكري الجنوبي وانهيار الالتزام بالشراكة السياسية.

2. فشل نقل السلطة (2022):

قرار نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي لم يحقق أي من أهدافه. فالمجلس ظل عاجزاً ومشلولاً بفعل التباين العميق في الرؤى بين أعضائه وغياب الشرعية الشعبية أو القانونية لبعضهم.

3. فشل الحكومات المتتالية منذ 2015:

لم تحقق الحكومات المتعاقبة أي تحسين في الوضع الأمني أو الاقتصادي، وباتت تعيش في عزلة تامة عن الشعب، وتتحرك وفق حسابات فئوية أو مناطقية، لا وطنية.

4. فشل مجلس القيادة الرئاسي:

المجلس الذي شُكّل كـ"حل توافقي" أثبت عدم قدرته على الفعل، وتحول إلى مظلة صراع لا إدارة. تهميش الجنوبيين، واحتكار القرار من بعض الأطراف، وانعدام الإجماع، جعله غير قادر على الاستمرار.

ثالثاً: الواقع السياسي الحالي

- الحوثيون يسيطرون على الشمال عسكرياً وسياسياً.

- الشرعية الشمالية مشتتة بين فنادق الخارج وعدن ومأرب دون مشروع حقيقي.

- الجنوب محرر ويشهد سيطرة شبه كاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي سياسياً وعسكرياً.

- لا توجد أي صيغة ناجحة للتعايش السياسي بين الشمال والجنوب، حتى مرحلياً.

- الوضع الاقتصادي والأمني ينهار، والفقر والجوع ينتشران، بينما النخب السياسية في غياب تام.

رابعاً: المطلوب استراتيجياً من التحالف العربي

على دول التحالف، وتحديداً السعودية والإمارات، أن تعترف بحقيقة فشل الصيغ السابقة، وأن الوقت حان للانتقال إلى حل واقعي:

1. الاعتراف الكامل بحق الجنوبيين في إدارة أرضهم ومصيرهم.

2. دعم حوار جنوبي شامل وصادق تقوده قوى الجنوب، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، لتشكيل حكومة

جنوبية مستقرة.*

3. تشكيل حكومة "شمال" للحرب أو السلام، تتخذ من مأرب مقراً، تجمع فيها جميع القوى الشمالية المناهضة للحوثي.

4. القبول بأن هناك مشروعين سياسيين مختلفين لا يمكن

دمجهما:

- مشروع جنوبي يسعى لاستعادة الدولة.

- مشروع شمالي غير واضح وممزق بين صراعات

حزبية وأمراء حرب.

5. الإقلاع عن تكرار الفشل بتجريب صيغ شراكة مشوهة ومفروضة، فقد أثبتت التجربة من 2015 حتى 2025 أنها غير قابلة للنجاح.

خامساً الخاتمة

لقد أثبت الواقع أن الجنوب اليوم هو الكيان السياسي والعسكري الأكثر تنظيماً واستقراراً.

بينما الشمال لا يزال في قبضة الحوثيين أو في حالة شتات. الاستمرار في خلط المشروعين سيؤدي إلى مزيد من الانهيار والتمزق، والحل يبدأ من الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على بناء واقع جديد قائم على الوضوح، لا الوهم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أربعة محافظين يرفضون الإقالة .. ورئيس الحكومة يعطي مهلة 72 ساعة لبدء إجراءات إقالتهم

العاصفة نيوز | 828 قراءة 

بالاسماء والمحافظات .. 30 شاباً مغتربا قضوا نحبهم في حادث السير خلال عودتهم من السعوديه..!

عناوين بوست | 639 قراءة 

في إطار مكافحة الفساد.. إغلاق الحسابات الحكومية خارج البنك المركزي خلال مهلة محددة

حشد نت | 629 قراءة 

ضـ.ـربة أمـ.ـريكية دقيقة تستهدف هذه المنطقة وانباء عن مصـ.ـرع قيادي كبير

صوت العاصمة | 604 قراءة 

رد رسمي من صقر الحجاز بشأن حادث احتراق الحافلة في أبين

نيوز لاين | 449 قراءة 

الفريق طارق صالح يصل إلى البرازيل على رأس وفد اليمن للمشاركة في القمة المناخية

حشد نت | 382 قراءة 

فيديو | القيادي في الحراك الجنوبي “شفيع العبد” لـ“بران برس”: الانتقالي صمم خارج الحدود لابتزاز الشرعية والسعودية ولا يمثل الجنوبيين

بران برس | 336 قراءة 

  هاني بن بريك يدافع عن وزير الخارجية شايع الزنداني ويثير انقساماً داخل صفوف أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي

مأرب برس | 324 قراءة 

احد الناجين من احتراق باص نقل جماعي في ابين يفجرها ويكشف اسباب الكارثة

كريتر سكاي | 321 قراءة 

شركة ‘‘صقر الحجاز’’ تخرج عن صمتها وتكشف سبب احتراق إحدى حافلاتها في طريق العرقوب

المشهد اليمني | 319 قراءة