استياء شعبي من الحوثيين.. ضحايا تحت أنقاض دمار الغارات الإسرائيلية بصنعاء
واصل أهالي وأقارب، بمساندة سكان محليين، عمليات انتشال الضحايا من تحت أنقاض الدمار الذي خلفته الضربات الإسرائيلية التي طالت 15 موقعًا في صنعاء والجوف يوم الأربعاء
.
وأكدت مصادر محلية تمكن مواطنين في صنعاء من انتشال طفل على قيد الحياة، بعد أكثر من 15 ساعة على بقائه عالقًا تحت الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن عمليات البحث تجري بجهود ذاتية من أهالي الضحايا، في ظل عدم مبالاة عصابة الحوثي الإيرانية.
وأشارت المصادر إلى عدم مشاركة الدفاع المدني وفرق الإنقاذ الأخرى الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي في جهود انتشال الضحايا، الأمر الذي ولد حالة استياء وغضب شعبي ضدها في صنعاء.
وبحسب المصادر المحلية، فإن جهود الأهالي ما زالت متواصلة لانتشال الضحايا نتيجة الإمكانيات المتواضعة في عملية البحث، مشيرة إلى معلومات عن وجود 15 عالقًا بينهم نساء وأطفال ما زالوا تحت الأنقاض.
وحسب معلومات الأهالي، فإن 5 أسر مكونة من 18 فردًا كانوا في المنازل التي تهدمت جراء الغارات الإسرائيلية في التحرير، عُثر على امرأتين وطفل فقط، والبقية تحت الأنقاض.
اهتمامات حوثية
إلى ذلك، اقتصرت اهتمامات عصابة الحوثي فيما يتعلق بتبعات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على ملاحقة من يقومون بتصوير ونشر أضرار الضربات، وإطلاق التهديدات الجوفاء بالرد على تلك الضربات، فيما لم تحرك ساكنًا في إنقاذ وانتشال الضحايا وتقديم الدعم للأسر المتضررة.
وعكست تصرفات الحوثيين تجاه الضحايا حقيقتها الدموية وتكوينها المليشياوي العقائدي المبني على اعتبار غير الذين لا ينتمون للسلالة بالعبيد والرعاع غير مهمين لها، وأنها تتخذهم وأشلاءهم التي تسببت بتناثرها وقودًا ودعايةً لخدمة مشروعها الإيراني.
وخلقت هذه اللامبالاة بالضحايا وأسرهم حالة استياء وسخط شعبي كبير في أوساط سكان مناطق سيطرتها، الذين اتهموها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها اهتمت بملاحقة الكاميرات بدل إنقاذ الضحايا، وهي خدمة لإسرائيل.
ولم يكن مفاجئًا أن يكون أول رد للعصابة الإيرانية توجيه "بمنع التصوير وملاحقة من يقوم بفضح جريمة إسرائيل على منصات التواصل"، الأمر الذي يؤكد وجود تخادم بين الجانبين لتحويل صنعاء إلى "غزة أخرى" هذه المرة لخدمة إيران كما قدمت حماس المدعومة إيرانيًا في غزة خدمة لإسرائيل.
وقد بررت عصابة الحوثي هذه الخطوة بأنها "حرص على سلامة المواطنين"، لكنها في الحقيقة محاولة لطمس حجم الكارثة وحجب مشاهد الركام والضحايا، الذين تجاوز عددهم 36 قتيلًا و132 جريحًا.
تخادم ضد الثورة اليمنية
إلى ذلك، اعتبرت جهات سياسية وإعلامية يمنية الغارات الإسرائيلية التي استدعتها عصابة الحوثي على صنعاء أنها تأتي في إطار التخادم والتنسيق بين العدو الصهيوني ونظام الخميني في إيران.
وأوضحت أن الغارات تصب جميعها في خدمة مشروع إيران بالمنطقة، الذي تنفذه عبر وكلائها الحوثيين من خلال سعيها لطمس معالم وتاريخ الثورة اليمنية المباركة وعلى رأسها ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي قامت ضد الإمامة الأولى.
وأشارت إلى أن الغارات استهدفت أرشيف وتاريخ ثورة سبتمبر في التوجيه المعنوي، أو ما تبقى منه بعد أن عبثت به العصابة منذ احتلالها صنعاء في سبتمبر 2014، كما تضرر من تلك الغارات المتحف الوطني القريب من التوجيه، وهو يضم تاريخ حقبة الإمامة البائدة ويعد شاهدًا حيًا على تاريخها الظالم والمستبد والمتخلف القائم على الخرافة والبدع.
ووصفت المصادر الأضرار التي لحقت بالمتحف "دار السعادة" بأنها جسيمة، مؤكدة أنه في حال واصلت عصابة الحوثي استدعاء العدوان لاستهداف مباني صنعاء التاريخية، سيؤدي ذلك إلى خروجها من قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news