الانتقالي يواصل تمرده: الشراكة لم تعد مجدية ولن ننتظر تحرير بقية المحافظات من الحوثي

قال رئيس وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي، اليوم الخميس، إن القرارات غير الدستورية التي أصدرها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي أمس الأربعاء، "جاءت في لحظة تاريخية فاصلة".

وقال الخبجي في منشور على حسابه بمنصة إكس، رصده "المشهد اليمني" إن "هذه القرارات تمثل دافعًا لمواصلة مسيرة النضال وتحقيق تطلعات الجنوبيين"، على حد وصفه.

واعتبرها "تعيد ترتيب الأولويات وتستنهض الطاقات الكامنة". وأضاف أن الأزمات، مهما بلغت قسوتها، تكون دائمًا محفزًا على التمسك ما وصفها بالثوابت الوطنية.

وأوضح أن مرحلة التردد أو التخاذل لم يعد لها مكان، لافتًا إلى أن "الشراكة المفتوحة دون سقف زمني" تحولت إلى ما وصفه بـ"العبث والنفاق"، ولم تعد مجدية، ما يجعل تجاوزها خيارًا ضروريًا لحماية "القضية الجنوبية وضمان مستقبل الشعب".

ودعا الخبجي من اعتبرهم "شركاء المجلس الإقليميين والدوليين إلى مراجعة مواقفهم تجاه القضية الجنوبية"، معتبرًا أن ربط حلها بتحرير الشمال أو بسيطرة الحوثيين الكاملة عليه سيكون خطأ استراتيجيًا خطيرًا. وشدد على أن المجلس الانتقالي لن يقبل بمثل هذا الطرح ولن يسمح بتمريره، لأنه لا يخدم الاستقرار ولا يحقق السلام العادل، على حد تعبيره.

في تجاوز لصلاحيات رئيس الجمهورية، أصدر عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، أمس الأربعاء، سلسلة قرارات مفاجئة شملت تعيين نواب وزراء ووكلاء محافظات في عدد من المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة المجلس الرئاسي المعترف به دوليًا، وذلك في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ تشكيل المجلس.

ونشر الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي تفاصيل القرارات الصادرة، والتي بلغ عددها 11 قرارًا، وجاءت على النحو التالي:

القرار رقم (1) لسنة 2025: تعيين المهندس محمد ناصر عبادي عبدالقوي رئيسًا للهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني.

القرار رقم (2): تعيين صلاح عبد الله أحمد العاقل نائبًا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة.

القرار رقم (3): تعيين خالد بن خالد سالم صالح وكيلًا لقطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة.

القرار رقم (4): تعيين علي أحمد ناصر الحجري الحارثي وكيلًا لمحافظة شبوة.

القرار رقم (5): تعيين علي سالم علي قراهاف وكيلًا لمحافظة المهرة لشؤون التربية والتعليم.

القرار رقم (6): تعيين عواد أحمد محسن عبدالله وكيلًا لمحافظة لحج لشؤون الأمن والدفاع.

القرار رقم (7): تعيين سمير محمد سعيد الحيد وكيلًا لمحافظة أبين لشؤون الأمن والدفاع.

القرار رقم (8): تعيين جمال ناصر محمد مانع وكيلًا لمحافظة الضالع لشؤون المديريات.

القرار رقم (9): تعيين يحيى صالح عيسى بن عفرار وكيلًا لمحافظة أرخبيل سقطرى لشؤون الثقافة والسياحة.

القرار رقم (10): تعيين عيدروس عوض حسين باعوضة وكيلًا مساعدًا لمحافظة شبوة.

القرار رقم (11): تعيين علي محسن رويس السليماني وكيلًا مساعدًا لمحافظة شبوة.

وتُعد هذه القرارات أول تعيينات رسمية يصدرها الزبيدي "شخصيًا" في إطار الحكومة والسلطات المحلية التابعة للشرعية، في وقت لم تنشر فيه وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أي تفاصيل بشأن هذه القرارات حتى لحظة إعداد هذا الخبر.

هذه "القرارات" بالتزامن مع بيان أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي عبّر فيه عن استيائه مما وصفه بـ"التجاهل المستمر لحقوق شعب الجنوب"، محذرًا من أن الممارسات التي تستهدف جوهر الشراكة السياسية المتفق عليها تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار والعدالة.

وأوضح البيان الذي طالعه "المشهد اليمني"، أن المجلس يرفض ما وصفه بمحاولات الانتقاص من الحقوق المترتبة على الشراكة السياسية، مشيرًا إلى تمكين قوى أخرى على حساب ما وصفه بـ"الجنوب"، وعرقلة صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين، إضافة إلى "تعطيل قرارات تمكين الكوادر الجنوبية، وعدم تنفيذ اتفاق الرياض لعام 2019، وكذلك الالتزامات الواردة في مشاورات الرياض 2022".

وأكد المجلس الذي يشارك بنصف مقاعد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ومعظم مناصب مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، أن "الشراكة الحقيقية لا يمكن أن تقوم على التجاهل أو الإقصاء"، بل يجب أن تُبنى على العدالة والالتزام الكامل بالحقوق، التي وصفها بأنها "غير قابلة للتجزئة أو التأخير".

وشدد البيان على أن شعب الجنوب قدّم تضحيات جسيمة دفاعًا عن أرضه وهويته، ولن يقبل أن تتحول الشراكة إلى وسيلة لحرمانه من حقوقه الأساسية، مجددًا التأكيد على أن "الأرض أرض شعب الجنوب، والقرار قراره"، وأن أي محاولات لتجويع الشعب أو كسر إرادته لن تنجح.

ويرأس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، الذي يتولى منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويراس أيضا اللجنة العليا للموارد السيادية.

وفي ختام البيان، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي عزمه على "مواصلة حماية حقوق شعب الجنوب وصيانة منجزاته وتحقيق أهدافه المشروعة"، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور الأخوي للتحالف العربي، وجهود الدول الراعية لعملية السلام، وحرصها على الاستماع لـ "الصوت الجنوبي" والتعامل الجاد مع قضيته باعتبارها عنصرًا أساسيًا في معادلة الأمن والاستقرار في المنطقة.