كشفت تقارير أممية وإنسانية عن تفاقم الوضع الصحي في اليمن مع تسجيل أكثر من 72 ألف إصابة مؤكدة بالكوليرا وقرابة 300 وفاة منذ مطلع 2024 وحتى الآن، في ظل انهيار المنظومة الصحية وغياب التمويل الكافي لمواجهة الأوبئة.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن ما يزيد على 19.6 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان اليمن – يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، فيما تتفاقم حالة الطوارئ الصحية مع انتشار أمراض منقولة بالمياه مثل الإسهال الحاد، الحصبة، الدفتيريا، حمى الضنك، الملاريا، وشلل الأطفال المشتق من اللقاح.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمطار الموسمية والفيضانات الأخيرة سرعت من تفشي الأمراض، بعدما دمرت ما تبقى من بنية تحتية صحية هشة، محذرة في الوقت ذاته من إغلاق مئات المرافق الطبية إذا لم يتوفر تمويل عاجل.
ورغم ضعف التمويل، واصلت بعض المنظمات جهودها الإنسانية؛ إذ أعلنت منظمة «دوركاس» الهولندية، بالتعاون مع وزارتي الصحة والمياه، عن إطلاق برنامج متعدد القطاعات في عدن وتعز لمكافحة الكوليرا ودعم خدمات المياه والصرف الصحي. وبحسب بيانات المنظمة، سيستفيد أكثر من 145 ألف شخص من مياه شرب آمنة لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى دعم المختبرات بمعدات تعقيم وفحوص، وتدريب 160 عاملًا صحيًا مجتمعيًا، إلى جانب توفير فرق طبية متنقلة لخدمة القرى النائية ومخيمات النزوح.
وفي السياق ذاته، ساهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الحد من تداعيات الأزمة من خلال تمويل مشروع استمر عامًا كاملًا لتحسين البنية التحتية للصرف الصحي وإدارة النفايات في محافظة مأرب، التي تضم أكبر تجمع للنازحين داخليًا. وذكرت منظمة الهجرة الدولية أن المشروع استفاد منه أكثر من 185 ألف شخص، بينهم نحو 44 ألف نازح، عبر معالجة فجوات الصرف الصحي وتزويد السلطات المحلية بالمعدات والخبرات اللازمة.
وأكدت المنظمة أن هذه الجهود أسهمت بشكل ملموس في احتواء تفشي الكوليرا، وتعزيز الصحة العامة خصوصًا في المخيمات المكتظة التي كانت بؤرًا رئيسية لانتشار الوباء في الأعوام الماضية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news