صبيح : المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل الحق التاريخي لشعب الجنوب ويؤسس لسلطة وطنية مستقلة

أكد أمجد يسلم صبيح، مدير إدارة الإعلام والثقافة بالهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا ينظر إلى نفسه كطرف ثالث يزاحم الشرعية أو جماعة الحوثي، بل كصاحب حق تاريخي وشرعي في تمثيل قضية الجنوب وشعبه، باعتباره الامتداد الطبيعي لدولة كانت قائمة بكامل سيادتها حتى العام 1990.

وقال صبيح، في تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك”، إن الجنوب “لم يكن يومًا ملحقًا بالشمال، بل كان دولة ذات سيادة كاملة الأركان، لها مقعدها في الأمم المتحدة وعلاقاتها مع العالم، غير أن الوحدة الاندماجية التي أُعلنت مع الشمال عام 1990 على أساس شراكة عادلة لم تدم طويلًا، إذ تحولت سريعًا إلى أداة للهيمنة، وانتهت بالاجتياح العسكري للجنوب في صيف 1994، وما تبعه من مصادرة للقرار السياسي ونهب الثروات وإقصاء الكوادر وتدمير المؤسسات”.

وأضاف أن “وجود المجلس الانتقالي اليوم ليس مغامرة سياسية، بل استعادة لحق تاريخي تم التلاعب به، ومحاولة لإعادة بناء مؤسسات قادرة على إدارة الأرض وحماية الإنسان، وتجسيد الإرادة الشعبية الجنوبية التي عبّرت عن نفسها في كل الساحات والميادين”.

القيادة التنفيذية العليا

وحول تأسيس القيادة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي، أوضح صبيح أن “القرار لم يكن عابرًا أو موجهًا ضد طرف معين، بل جاء كنتيجة طبيعية لمسار طويل من التضحيات والمعاناة، واستجابة لعدة عوامل أبرزها حالة الفراغ والتشتت في الجنوب، حيث غابت مؤسسات الدولة القادرة على رعاية مصالح الناس وتقديم الخدمات، ما جعل من الضروري أن يتولى المجلس هذه المهمة الوطنية”.

وأشار إلى أن “استغلال الشرعية الهشة للجنوب كورقة تفاوض وأرض نفوذ دون أن تقدم شيئًا ملموسًا لشعبه، إضافة إلى إصرار الحوثيين على فرض مشروعهم بالقوة المسلحة، في تجاهل كامل لقضية الجنوب، شكّل دافعًا رئيسيًا لهذا التوجه، إلى جانب الإرادة الشعبية الجنوبية التي لم تتوقف يومًا عن المطالبة بقيادة واضحة ومرجعية موحدة تضع النقاط على الحروف وتبني سلطة أمر واقع تحمي مكتسبات الناس وتلبي تطلعاتهم”.

موقع الجنوب في المعادلة الوطنية

ولفت صبيح إلى أن “المجلس الانتقالي يحدد موقعه بوضوح من المعادلة الوطنية، فالشرعية التي يُفترض أنها معترف بها دوليًا تحولت إلى عنوان شكلي بلا مضمون، رهينة للخلافات الداخلية والتجاذبات الإقليمية، ولم تعد تمثل الجنوب لأنها تخلت عن واجباتها تجاه أبنائه، بينما الحوثيون مشروعهم لا يعنينا إلا بقدر محاولتهم فرضه على أرضنا، وقد واجهناهم في 2015 وقدمنا التضحيات لدحرهم، وسنواجههم مجددًا إذا حاولوا التمدد جنوبًا”.

وأكد أن “الحوثي سلطة أمر واقع في الشمال، لكنه لا يمتلك أي وصاية على الجنوب، وفي المقابل فإن المجلس الانتقالي يمثل الجنوب بقضيته ومؤسساته وتضحياته، وإذا كان الحوثي يعبر عن شمال اليمن بسلطته وسلاحه، فإن الانتقالي يعبر عن الجنوب بإرادة شعبه، وهذه معادلة جديدة لا بد أن يفهمها الداخل والخارج”.

إطار سيادي وبنية مؤسسية

وبيّن صبيح أن “القيادة التنفيذية العليا ليست مجرد جهاز تنظيمي، بل إطار سيادي يعلن أن الجنوب حاضر بقراره، وأن المجلس الانتقالي لم يعد مجرد حركة سياسية، بل سلطة قائمة بذاتها تمهد لعودة الدولة الجنوبية كاملة السيادة”.

وأضاف: “المجلس لا يؤسس لسلطة ثالثة بجوار الشرعية والحوثيين، بل يضع الأساس لسلطة جنوبية وطنية مستقلة، سلطة تعبر عن الإرادة الشعبية وتتمتع بشرعية ميدانية قائمة على الأرض، وترفض أي شراكة تنتقص من حق الجنوب في إدارة أرضه وصياغة مستقبله”.

وشدد على أن “المجلس يعمل بخطوات مدروسة وتراكمية، تشمل بناء مؤسسات قوية وفاعلة، وتعزيز الحضور الخارجي عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، وتنظيم الصف الداخلي بما يضمن توحيد الموقف الجنوبي، وصولًا إلى اللحظة التاريخية التي يصبح فيها إعلان الدولة الجنوبية المستقلة قرارًا طبيعيًا ومشروعًا وليس خيارًا استثنائيًا”.

وختم صبيح بالقول إن “المجلس الانتقالي الجنوبي هو الضمانة الوحيدة لوحدة الصف الجنوبي وحماية مكتسباته ومواجهة أي قوى تحاول العبث بمصيره، وهو الممر الإجباري لأي مشروع سلام حقيقي في اليمن والمنطقة، لأن الجنوب لا يمكن أن يكون رهينة فراغ سياسي أو إملاءات خارجية بعد اليوم”.