هل سألت نفسك يومًا: كيف تولد النجوم في هذا الكون الفسيح؟ تلك الأجرام التي تزين سماء الليل ليست مجرد نقاط مضيئة عابرة، بل هي مصانع كونية هائلة تُشكِّل لبنات الحياة والطاقة. ميلاد النجم ليس حدثًا عابرًا، بل رحلة طويلة تبدأ في أعماق السحب الغازية المظلمة، حيث يجتمع الغبار الكوني والغاز الهيدروجيني بفعل الجاذبية، ليبدأ تشكُّل ما يُعرف بـ"السديم"، وهو المهد الأول للنجوم.
ومع ازدياد ضغط الغازات وارتفاع الحرارة في قلب هذا السديم، تبدأ التفاعلات النووية الجبارة، فتندمج ذرات الهيدروجين مكوِّنة الهيليوم، لتُطلق طاقة هائلة تجعل النجم يضيء ويعلن ميلاده في الكون. ويقدّر العلماء أن في الكون المرصود أكثر من 200 مليار تريليون نجم (200 سكستليون تقريبًا)، تختلف أحجامها بشكل مذهل؛ فمنها ما هو أصغر من شمسنا بعشرات المرات، ومنها ما هو أعظم منها حجمًا وسطوعًا بمئات بل آلاف المرات. ومع ذلك، فإن هذا العدد الهائل ليس إلا ما رصده البشر حتى الآن، أما العدد الحقيقي فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
وهنا يقف الإنسان عاجزًا أمام عظمة الخالق جل جلاله، الذي أبدع هذا الكون الفسيح بنظام محكم لا يختل. فالنجوم ليست مجرد مشاعل في السماء، بل هي دلائل على القدرة الإلهية التي حولت غبارًا كونيًا مظلمًا إلى أنوار ساطعة، تُكوِّن المجرات وتُمهِّد لظهور الكواكب والحياة. إن التأمل في ولادة النجوم وعددها الذي لا يُحصى إلا بعلم الله، يكشف للإنسان مقدار عظمة قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news