من صعدة إلى صنعاء: وهم السيطرة الذي مزق اليمن

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 118 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من صعدة إلى صنعاء: وهم السيطرة الذي مزق اليمن

بشرى العامري

لأول مرة أشعر بهذه الصدمة من النقاش حول الصراع الطائفي في اليمن.

وعقب منشور سابق ومقال سريع كتبتهما حول اختطاف ميليشيات الحوثي لتمثيل الجانب الزيدي في البلاد ضمن هذا الصراع البغيض، هالني ظهور تعصب مذهبي ومناطقي من أشخاص كنت أظنهم صفوة تجاوزت هذا التخندق المذهبي والمناطقي.

وظهر معظمهم حوثيّا في أعماقه أكثر مما كان عليه محمد عبدالملك المتوكل وعبدالكريم الخيواني أو أحمد شرف الدين وحتى حسن زيد. وكل هؤلاء من وجوه الإعلام المعروفة التي وقفت مع الحوثي بكل قوة، ونظّرت للمدّ الحوثي بإخلاص، حتى قُتلوا بأيدٍ حوثية، ولم يجرؤ أحد من أهاليهم أن يتهم قاتلهم الواضح القابع في صعدة، ضمن صراع مراكز القوى الزيدية الهاشمية وصراع هاشمية صعدة مع هاشمية صنعاء كما يقال.

والصمت تم تحت مسمى الحفاظ على وحدة الصف الزيدي ضد العدو الكبير، أي بقية اليمن باختصار.

وهذا ما تكرر الآن من صمت الحاضنة الأساسية للحوثيين ومخزنهم البشري الواسع من مناطق الشمال، طبعًا مع متحوثين حتما من مناطق مختلفة. لكن القوة الأساسية التي يرتكز عليها الحوثي ما تزال هي القبائل الشمالية.

وغضب الزملاء من هذا التوصيف عجيب. بل رأيت من يقول لي:

إن من يقاتل مع الحوثي ليسوا قبائل حاشد وبكيل في الأساس.

فهل هي كائنات فضائية؟

دعوني اوضح نقطة هامة أولا أني ولدت وتربيت في اسرة لم تفرق أبدأ بين الزيدية او الشافعية، ولم اعرف أبدا هذه المسميات إلا مع هذه الحرب والص راع السياسي الذي عصف بالبلاد.

والكتابة عن هذا الأمر ليست لخلق فتنة، فالصراع قائم ولا يحتاج لصناعة فتنة، ولكن للتشخيص الصريح حتى نتخلص من كارثة اليمن.

وباختصار لن نتخلص من الحوثي إذا لم تنتهِ حاضنته الشعبية في مناطق سيطرته من مدّه بوقود الحرب من شباب القبائل وتعصبهم لرؤيته المذهبية.

ولن ننجح بعودة السلام ما لم تنتهِ نظرة أن مركز الحكم والسيطرة يجب أن يبقى ببعده المناطقي فيما يسمى إعلاميا “الهضبة الزيدية”، ومهما كان من على رأسها، سواء عفاش أو الحوثي، المهم “منا وفينا”.

وحسب قول عبدالله بن حسين الأحمر يوم دعمه لعفاش:

“جني منّا نعرفه ولا إنسي ما نعرفه”، في رفضه لبقية ممثلي اليمن.

ونقطة أخيرة أنا لا أحب إطلاقاً اللغة الطائفية باسم ما يسمى “أهل تعز” أو الانفصالية باسم ما يسمى “أهل الجنوب”، لكني أتفهم أن تلك ردود انفعالية لوضع ظل لسنوات محكوما بسيطرة منطقة محددة في البلاد على مراكز القرار الأمني والعسكري والسياسي.

وحتى نخرج من هذه الدائرة الممزقة للوطن، نحتاج لصراحة شديدة ومشرطا يخرج كل الوسخ من هذا الجرح العفن.

أما الحوثي فقد جعل فقط صورة السيطرة المتسترة واضحة بل ووقحة، وهي مضرة لكل اليمن، حتى لمن يعتقد أنها ستخدم مناطق المنتمين له مذهبيا والمؤمنين به كإمام للزيدية.

فسوف يدركون لاحقا، وقريبا، أن ثورتهم عليه تأخرت، وأن ما كان ممكنا في السيطرة المركزية على اليمن سابقا لم يعد ممكنا اليوم.

فاليمن لا بد أن يُحكم بالتوزيع العادل للثروة والسلطة، واحترام التنوع، فذلك وحده هو الضمان الحقيقي لبقاء الوطن موحدا، ولخروجنا من دوامة الصراع والاحتراب إلى فضاء السلام والعدالة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بالصور .. مزارع من خولان الطيال يصارع بشجاعة ضبعًا مفترسًا وهكذا كان مصيره

المشهد اليمني | 612 قراءة 

سياسي كويتي: لولا السعودية لكان جنوب اليمن دولة مستقلة

صوت العاصمة | 557 قراءة 

رئيس حزب الإصلاح في مارب يرد على تصريحات الزبيدي بضم مارب وتعز لـ‘‘دولة الجنوب’’ ويكشف عن اتفاق خطير بمباركة دولة مساندة

المشهد اليمني | 527 قراءة 

السلطات تعتقل حفيدة الرئيس وزوجها خلال عملية أمنية في العاصمة صنعاء

نيوز لاين | 338 قراءة 

ما بعد غزة : هل يتجه الحوثيون نحو حرب جديدة داخلية ؟ تحليل

المشهد اليمني | 308 قراءة 

يهودية يمنية تكشف سر شعار ثورة 14 أكتوبر: والدي الصائغ صنعه في صنعاء

نيوز لاين | 302 قراءة 

صورة موجعة لطفل يفترش اشهر شارع بعدن ويقوم بهذا الامر بوقت متاخر من الليل

كريتر سكاي | 289 قراءة 

وثائق مسربة تكشف ملكية فيلا فاخرة في جزيرة العمال وسط جدل برلماني

نيوز لاين | 256 قراءة 

الفريق القانوني يُقرّ ببطلان قرارات الزبيدي ويؤكد: صلاحيات إصدار القرارات الجمهورية حصرية لرئيس المجلس

اليمن الاتحادي | 253 قراءة 

شاهد صورة للقائد الكبير الذي لا يفارق الميدان في جبهات الضالع

يمن فويس | 223 قراءة