استقالة مسؤول حكومي تكشف فساد الانتقالي وهيمنته على مؤسسات الدولة بعدن

قدّم رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، سالم ثابت العولقي، استقالته رسميًا، الثلاثاء، إلى رئيس مجلس الوزراء، سالم بن بريك، في خطوة تكشف حجم الفساد والتدخلات التي يمارسها المجلس الانتقالي الجنوبي داخل مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن.

العولقي أوضح في نص ا

ستقالته، التي نشرها الموقع بوست، أنه عمل منذ تكليفه على حماية أراضي الدولة وأملاكها العامة والخاصة، لكنه واجه ضغوطًا وتدخلات مباشرة عطلت مهام الهيئة القانونية والفنية، وأدت إلى عرقلة مسار الإصلاحات الإدارية والتنظيمية التي أطلقها.

وبحسب مراقبين، فإن الاستقالة تمثل دليلًا جديدًا على تغول الانتقالي، الذي حوّل ملف الأراضي إلى واحدة من أكبر بؤر الفساد والنهب في عدن، عبر شبكات نافذة مرتبطة بالقيادات العسكرية والأمنية التابعة له.

العولقي أشار في استقالته إلى أن التدخلات بلغت حدًا يهدد صلاحيات الهيئة ويجعل من المستحيل المضي في الإصلاحات وفق الأنظمة والقوانين النافذة، ما دفعه إلى التنحي حفاظًا على المصلحة العامة.

وكان العولقي قد أصدر في 24 أغسطس الماضي قرارات لإعادة هيكلة فرع الهيئة في عدن وتكليف قيادات جديدة، وهو ما اعتُبر محاولة جادة لوقف العبث بملف الأراضي، غير أن ضغوط قوى النفوذ داخل المجلس الانتقالي أفشلت تلك الجهود وأفضت إلى استقالته.

ويرى متابعون أن الاستقالة لا تكشف فقط أزمة فساد عميقة، بل تفضح أيضًا حالة الفوضى التي كرّسها الانتقالي في العاصمة عدن، حيث تحولت المؤسسات الرسمية إلى رهائن بيد قوى الأمر الواقع، على حساب المصلحة العامة وحقوق المواطنين.