قدّم رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، سالم ثابت العولقي، اليوم الثلاثاء، استقالته، معللاً الأمر بالتدخلات وعرقلة مسار الإصلاحات.
وقال العولقي، في نص الاستقالة الموجهّة لرئيس الوزراء سالم بن بريك: "لقد عملت بكل أمانة ومسؤولية وإخلاص لبلادنا الغالية منذ تكليفي برئاسة الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، بهدف وقف النزيف في أراضي ومساحات وأملاك الدولة، وشرعت في عملية إصلاحات مؤسسية وقانونية وفنية ومالية للهيئة وفروعها في المحافظات".
وأشار إلى "البدء بمراجعة ملف الاستثمارات المتعثرة وحصر التعديات على أراضي وأملاك الدولة، لمتابعتها مع الجهات ذات العلاقة والالتزام بتنفيذ توصيات الأجهزة الرقابية، لتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد وغيرها من الإجراءات الهادفة لإعادة الاعتبار لأراضي الدولة وتسخيرها لعملية التنمية".
وتابع: "ونظراً للتدخلات في عمل الهيئة، وفي صلاحياتي القانونية، وعرقلة مسار الإصلاحات الجارية، والتزاماً مني بالنظام والقانون، ووفاءً للمبادئ والقيم التي أحملها، وصوناً لهذه الأمانة أقدم استقالتي من منصبي رئيساً للهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني..".
وتعليقًا على الاستقالة كتب البرلماني علي عشال: "ليست الاستقالة في معناها العميق مجرّد ورقة توضع على طاولة المسؤول الأعلى، بل هي شهادة دامغة، بيان صامت يعلو على كل الضجيج، وصرخة تتردّد في فضاء يخيّم عليه غبار الفساد".
واعتبر عشال الاستقالة تكشف أن "معركة أراضي الدولة ليست معركة تخطيط وتنظيم وحسب، بل معركة تقودها قيادات كبيرة ومصالح وأذرع كثيرة للفساد تمتد حيث لا تصل يد القانون".
وأضاف: "خسارة فادحة أن تنطفئ نقطة ضوء في هذا الليل المظلم الذي نعيشه، خسارة أن يُدفع رجلٌ إلى الاستقالة لا لعجزه، بل لكونه لم يجد عوناً من قيادة الدولة ، ولم يقبل أن يشارك في جريمة قُسّمت فيها أراضي الدولة كما تُقسم الغنائم".
وتابع: الأنكى أن هذه الاستقالة لم تأتِ لتغلق ملفاً فحسب، بل لتفتح أعيننا على حجم المأساة التي تحدثنا عنها في منشورات وأحاديث سابقة، والتي تكشف عن عمق الجرح الذي تنزف منه البلاد في قطاعات ومؤسسات كثيرة أبرمت فيها صفقات وعقود أهدرت موارد الدولة وضيعت مقدرات البلد.
وقال: قد يظن البعض أن استقالة كهذه لن تغيّر شيئاً، لكنها في الحقيقة مرآة، تُرينا بشاعة ما نعيشه وتُحذّرنا من هاوية نقترب منها. وإذا لم نلتقط الإشارة، فسوف نصحو يوماً على وطنٍ بلا أرض، وعلى خيمة بلا أوتاد، وعلى مستقبلٍ يُحدّد ملامحه مسؤولون لا يرون في الوطن إلا صفقة رابحة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news