رصد الكاتب والصحفي سمير رشاد اليوسفي، في مقال تحليلي بعنوان “الإمامة الذكية؟!”، ملامح المأساة اليمنية الممتدة بين زمنين من الإمامة، قديمها وحديثها، موضحاً أن ما يعيشه اليمن اليوم ليس مجرد تكرار للماضي، بل نسخة هجينة جمعت بين إرث السلالة القديمة والأدوات الإيرانية الحديثة.
وأشار اليوسفي إلى أن جذور الأزمة تعود إلى قرون مضت مع الإمام عبد الله بن حمزة الذي شرعن إقصاء الآخرين بالدم والسيف، ليؤسس لعقيدة الاصطفاء، بينما جرى في العصر الحديث تغليف هذه العقيدة بوسائل جديدة، بدءاً من الحرس الثوري الإيراني وصولاً إلى الدورات الثقافية التي حلت محل حلقات العلم.
واعتبر أن ما حدث في 21 سبتمبر 2014 لم يكن انقلاباً مفاجئاً، بل تتويجاً لمسار طويل بدأ منذ تسوية 1970 التي أعادت الملكيين إلى الحياة السياسية، مروراً بتأسيس حركة “الشباب المؤمن” وحروب صعدة، وصولاً إلى استغلال أحداث 2011.
ولفت إلى أن الحوثيين أعادوا برمجة القبيلة، فحوّلوا شيوخها تدريجياً إلى أدوات تابعة لـ”المشرفين”، ليتمكنوا من فرض سيطرتهم. مؤكداً أن جوهر الصراع اليوم يتجاوز ثنائية “حكومة ومتمردين”، ليصبح صداماً بين قرنين: التاسع والحادي والعشرين، وبين مفهومي المواطنة والاصطفاء.
وختم اليوسفي بالقول إن الإمامة القديمة سقطت عام 1962 لأنها كانت معزولة عن العالم، أما “الإمامة الذكية” فتراهن على البقاء عبر ارتباطها بمشاريع إقليمية ودولية، ليظل اليمني عالقاً بين لعنتي العزلة التي أسقطت الماضي، والارتباط الخارجي الذي يكرّس الحاضر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news