يمن ديلي نيوز:
غالبا ما ترتبط حالات خسوف القمر بأساطير ومعتقدات تختلف من بلد الى آخر أو من حضارة الى أخرى، تحاول تقديم تفسيرا حول حدوث ظاهرة الخسوف، وخاصة مثل خسوف الليلة “القمر الدموي”.
ونحن اليوم في القرن الـ 21 وعلى الرغم من التقدم العلمي في كثير من الجوانب منها الرصد الفلكي والتنبؤ بمثل هذه الظواهر وتقديم التفسيرات العلمية لها، الا أنه لا يزال الموروث القديم من الاساطير يهيمن على بعض المجتمعات وبالأخص المتدنية في مستوى التعليم.
ففي معتقدات الأمم القديمة لم يكن القمر الأحمر مجرد ظاهرة سماوية بل كان بوابة لأساطير تمزج بين الخوف والقداسة.
مصر
ففي مصر القديمة ظن كهنة معابد إله الشمس “آمون” أن القمر حين يخفت ضوؤه ويتحول إلى الأحمر الدموي تكون هناك أفعى سماوية تحاول ابتلاعه، وكان على الإله “رع” أو حراسه من الآلهة أن يتدخلوا لإنقاذه فيعاد النور إلى وجهه.
هكذا صار هذا النوع من الكسوف جزءاً من معتقدات صراع النور والظلام لدى المصريين القدماء.
العراق
وعند البابليين والآشوريين، ارتبط القمر بإله القمر “سين”، فإذا غطاه الظل وصار وجهه أحمر فذلك يكون دليلاً على أن الآلهة غاضبة أو أن الخطايا المرتكبة على الأرض صارت كثيرة وثقيلة، لذلك كان الكهنة يقيمون الطقوس ويقدمون القرابين، وكان الناس يدخلون في استنفار جماعي إيماني لدرء الكارثة المحيطة بالقمر وأمه الأرض والمخلوقات التي تعيش فوقها.
أميركا القديمة
لدى حضارات “الأزتيك” و”المايا” الخاصة بشعوب أمريكا القديمة كان للقمر الدموي تفسير أشد قسوة، إذ إن احمراره دل عندهم على طلب الآلهة للدماء والقرابين البشرية لدرء الحروب والأمراض ونزف الدماء عنهم وليحافظ الكون على توازنه، وكانوا يرون في هذه الظاهرة إنذاراً بضرورة إرضاء الآلهة بالدماء حتى لا ينقلب النظام الكوني.
ولهذا عرفت هذه الشعوب بأنواع من الطقوس الدموية في معابدهم، وصور الممثل والمخرج العالمي ميل غيبسون بعض هذه التقديمات للقرابين البشرية في حال الكسوف القمري في فيلمه “أبوكاليبتو”.
الهند
وفي المعتقدات الهندية الغنية والكثيفة احتلت أسطورة القمر الدموي والمترافق مع الكسوف مكانتها الخاصة، إذ صورت على أن الشيطان “راهـو” خدع حين حاول شرب مياه الخلود فقطعت رأسه.
ولهذا راح يطارد الشمس والقمر انتقاماً، وكان كلما ابتلع القمر حدث الكسوف الكلي فيحمر وجهه، لكنه لا يلبث أن يلفظه مجدداً لأنه مجرد رأس بلا جسد.
أوروبا
أما في اوربا فالقمر الدموي كان علامة على نهاية الزمن، وفي العهد الجديد وردت آية تتناول هذه التحولات مفادها أن “الشمس تتحول إلى ظلام والقمر إلى دم”، فصار الكسوف الأحمر يُقرأ كإشارة إلى يوم الحساب.
ولذا فإن شعوب القرون الوسطى كانت ترى في “القمر الدموي” دليلاً على أن الله يذكر البشر بقرب النهاية، فيخرجون إلى الساحات بخوف ويهرعون إلى الكنائس للصلاة.
وفي الدين الاسلامي، نفى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ربط الظاهرة بأي حدث بشري وذلك ردا على القول أن الشمس كسفت لموت ابنه ابراهيم الذي توفي في نفس اليوم، مذكرا اصحابه أنهما آيتان من آية الله، وأمرهم أن يفزعوا الى الصلاة والاستغفار والصدقة.
مرتبط
الوسوم
القمر الدموي - خسوف القمر - معتقدات الأمم القديمة -
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news