مأرب/ احمد حوذان
كشفت ندوة حقوقية نُظمت اليوم السبت في مدينة مأرب عن إقدام ميليشيا الحوثي الإرهابية على إخفاء قسري لـ190 مواطناً من أبناء محافظة الحديدة، بينهم معلمون وناشطون وصحفيون، إضافة إلى امرأتين، في واحدة من أكثر الانتهاكات الإنسانية فظاعة وصمتاً.
الفعالية، التي نظمها اتحاد نساء تهامة بالتزامن مع اليوم العالمي للإخفاء القسري، حملت عنوان “الإخفاء القسري في اليمن… انتهاك مستمر”، وهدفت إلى فضح هذه الجريمة المسكوت عنها وتسليط الضوء على آثارها الكارثية، في ظل تعتيم ممنهج تمارسه مليشيا الحوثي الإرهابية.
وشهدت الندوة حضوراً نوعياً ضم شخصيات حقوقية وإعلامية ونسوية، إلى جانب ممثلين عن السلطة المحلية، من أبرزهم مديرة تنمية المرأة بمحافظة مأرب فندة العماري، ومدير وكالة الأنباء اليمنية سبأ، عبد الحميد الشرعبي.
وخلال الافتتاح، شددت المتحدثة باسم الاتحاد، تقية يغنم، على أن الإخفاء القسري جريمة ممنهجة تمس كرامة الإنسان وحقوقه، وتتناقض مع القوانين الدولية، مؤكدة ضرورة تحرك جماعي محلي ودولي لمواجهة هذه الانتهاكات وكشف مصير الضحايا ومساندة أسرهم.
وتضمنت الندوة ثلاث أوراق عمل متخصصة، استعرضت الجوانب القانونية والحقوقية والإعلامية المرتبطة بملف الإخفاء القسري.
الورقة الأولى، التي قدمها المحامي أمير الحطامي، تناولت الإطار القانوني للجريمة، ووصفتها بجريمة ضد الإنسانية لما تخلّفه من آثار اجتماعية ونفسية مدمرة.
أما الورقة الثانية، التي قدمتها مايسة الأهدل، نائبة رئيس اتحاد نساء تهامة، فقدمت إحصائيات دقيقة حول أعداد المخفيين قسراً في اليمن خلال الفترة من 2014 حتى 2025، مشيرة إلى أن الانتهاكات تطال الضحايا وأسرهم، وتخلف معاناة مستمرة على أكثر من مستوى.
وركزت الورقة الثالثة، التي قدمتها مسؤولة الحقوق والحريات في الاتحاد دعاء النور، على دور الإعلام في فضح هذه الجرائم، مؤكدة أهمية التنسيق بين الصحافة والمنظمات الحقوقية لضمان التوثيق الفعال وإيصال صوت الضحايا إلى المجتمع الدولي.
الندوة خصصت جزءاً من النقاش لتسليط الضوء على وضع المخفيين قسرياً في محافظة الحديدة، من خلال استعراض حالات موثقة وشهادات تسلط الضوء على حجم المأساة.
واختُتمت الفعالية بجملة من التوصيات، منها ضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية توثق حالات الإخفاء، وتعزيز التنسيق بين الإعلام والمنظمات الحقوقية، ومطالبة الحكومة الشرعية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف، إلى جانب توفير الدعم النفسي والقانوني لأسر الضحايا، وتنظيم حملات مناصرة محلية ودولية.
كما دعت التوصيات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى الضغط على ميليشيا الحوثي للكشف الفوري عن المخفيين قسراً والإفراج عنهم دون شروط.
وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود متواصلة يقودها اتحاد نساء تهامة برئاسة عواضة حاكم، لتعزيز الوعي بحقوق الإنسان، والتأكيد على أهمية تحقيق العدالة والمساءلة في ظل تصاعد الانتهاكات التي تهدد النسيج الاجتماعي في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news