بشرى العامري:
فتح نقاش كشوفات الإعاشة في اليمن فقامت الدنيا ولم تقعد.
تفاعل الناس مع هذا الملف وكأنه القضية الأولى والأخيرة لإنقاذ البلاد وإنهاء التمرد، في وقتٍ تلقفت فيه خلايا الحوثي الأمر بفرح، وسعت إلى تأجيج النار التي لم تكن بحاجة إلى مزيد من التأجيج.
نعم، هذا ملف مهم وخطير، لكن من غير المقبول أن يطغى على قضايا أكثر إيلامًا يتناساها الجميع.
فماذا عن ملف الجرحى والمصابين الذين تُركوا بلا رعاية ويضطرون للتسول من أجل ثمن دواء؟
وماذا عن الانهيار المتواصل في الخدمات الصحية والتعليمية، وأين الاعلام والصحافة والناشطون من متابعة ذلك؟ واقامة الحملات والهاشتاقات وتصعيدها كبقية الترندات، بل أين الأحزاب التي لا نراها إلا على موائد المغانم من أجل التقاسم، بينما تختفي تمامًا عند ظهور مطالب الشارع؟
ثم ماذا عن أزمة المياه والعطش في تعز، المدينة المنكوبة بسوء الخدمات وتنامي خطاب التطرف والغلو، دون أن يلتفت إليها أحد من قيادات الدولة؟
ذلك غيض من فيض، ومجرد أمثلة على وجع الناس الحقيقي. ومن هنا وجب التذكير: قضايا المواطنين ليست مادة للمتاجرة أو للمزايدات، بل مسؤولية وأمانة. وهذه الرسالة أوجهها لمناضلي “فيسبوك” و”تويتر” ومتصدري الترندات واصحاب الحملات والهاشتاقات، الذين يكتبون من عواصم العالم ويقبضون اعاشات دون عمل، بينما المأساة الحقيقية لا تزال مستمرة داخل البلاد، أقول لهم على الأقل حللوا ماتستلمزنه بمثل هذه القضايا التي تخدم المواطن أولا وأخيرا.فخدمة الناس أسمى من أي صراعات جانبية أو معارك وهمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news