قصف إسرائيلي للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين
بران برس - ترجمة خاصة:
قالت مجلة فورين بولسي الأمريكية، إن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات في جماعة الحوثي بصنعاء، لم تسفر عن سقوط الجماعة أو تغيير جذري في ميزان الحرب، لكنها كشفت مدى هشاشتها ونسفت صورتها الأسطورية التي روّجتها كـ“قوّة لا تقهر”.
وأكدت المجلة، في مقال تحليلي للباحثة فاطمة أبو الأسرار، “الضربات لم تقطع رأس الحركة. فزعيم الحوثي لا يزال على رأس القيادة. ورئيس الأركان العامة، محمد الغماري، لا يزال على قيد الحياة. كما تستمر أجهزة الأمن والاستخبارات الحوثية في العمل، وكذلك هيكلها القيادي العسكري”.
وأوضحت الكاتبة أبو الأسرار، وهي محللة أولى في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، أن الحوثيين بنوا نظامًا قائمًا على “قابلة للاستبدال”. فرؤساء الوزراء، والوزراء، والمتحدثون الرسميون، وُجِدوا ليكونوا مرئيين... وقابلين للاستبدال. وحتى الوزراء الذين عيّنوهم كانوا تحت رقابة المخبرين الموالين للجوهر الزيدي الطائفي للحوثيين”.
وذكرت أن ثقافة الاستبدال هذه تسمح للجماعة “بخسارة أفرادها دون خسارة السلطة، وباستعراض الحكم دون ممارسته، وبتضحية أدوات متزايدة الكلفة مع حماية مراكز القيادة الحقيقية”.
وقالت إن رئيس الوزراء أحمد الرهوي، المعين من الحوثيين كان بلا سلطة، واقتصر وجوده العلني مع وزرائه على “مصافحة المؤيدين والتفاوض مع الجهات الدولية”. وجميعهم كانوا يمثلون الوجه “الناعم” لجماعة شديدة الارتياب من الغرباء ومُهوسة بالسيطرة. مضيفة أن دور الرهوي، اقتصر على إضفاء مظهر “الوحدة الوطنية” في حكومة احتكرتها نخب طائفية من الشمال، بينما ظلت السلطة الحقيقية حبيسة دائرة ضيقة من العائلة والمقربين.
والخسارة الأعمق، وفق الكاتبة، كانت “نفسية”. فلقد اعتمد الحوثيون لسنوات على فكرة أنهم لا يُقهرون، بينما نسف مشهد عبد الملك الحوثي وهو يلقي خطابًا متلفزًا في نفس اللحظة التي يُقتل فيها وزراؤه، أسطورة “المنعة”. فيما أثار توقيت الضربات أسئلة محرجة للحوثيين حول مدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لمنظومتهم الأمنية.
ولاحظت الكاتبة “مفارقة حادة”، فقبل ثلاثة أيام فقط من وفاته، كان الرهوي يتباهى بتطهير النظام من “الخونة”.
وأشارت إلى أن هذه الضربات تمثل تحولًا بالنسبة لإسرائيل من تركيزها سابقًا على البنية التحتية والممتلكات الاقتصادية للحوثيين إلى استهداف قيادتهم السياسية مباشرة. مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يرسل رسالة واضحة بأن التكاليف الشخصية لصناع القرار الحوثيين أصبحت مباشرة بشكل متزايد.
وفي الداخل اليمني، قالت إن الإرتياح الشديد لليمنيين لسقوط سجانيهم الذين كانوا يعتبرونهم ذات يوم لا يمسون، “يكشف الفجوة بين دعاية الحوثيين التي تركز على فلسطين وحقيقة عدم شعبيتهم المحلية”. وبالنسبة لليمنيين تحت سيطرة الحوثي، فقد أظهرت الضربات أن سيطرة الجماعة لا تعتمد على القوة بقدر اعتمادها على غياب التحدي.
وإجمالًا، قالت إن من هذا الاختراق يظهر حسابات متغيرة، فبينما شاهد الحوثيون قدرات الاستخبارات الإسرائيلية مع هجمات أجهزة النداء على حزب الله، فإن تجربة الاختراق المباشر لدوائر قيادتهم الخاصة تفرض حسابًا مختلفًا. مشيرة إلى أن هذا الأمر يجعل قيادة الحوثيين “أكثر جنونًا وارتيابًا، وأكثر انعزالية، وأكثر قمعًا تجاه سكانهم والمنظمات الدولية”.
وبالنسبة لإيران، فإن مشاهدة أقوى وكلائها يفقد هالة “المنعة”، يشير إلى أن نموذج شبكة الوكلاء يواجه نقاط ضعف نظامية، وليس مجرد انتكاسات تكتيكية، وفق المقال.
واختتم المقال التحليلي بالتأكيد على أن “النظام الحوثي لا يزال سليمًا، ولا يوجد فراغ في القيادة، أو أزمة خلافة”. لكن الخبر الجيد هو أن الضربات قد شقّت قشرة السيطرة والثقة التي كانت تحيط بالحوثيين، والتي أوحت بأنه لا أحد يستطيع المساس بهم. مشيرًا إلى “المرحلة التالية في حرب اليمن: ليست سقوط الحوثيين، بل تآكل أساطيرهم”.
قصف اسرائيلي
الحوثيون
صنعاء
اسرائيل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news