”صخرة قاتلة تنهي حياة مغترب يمني في مكة… ماذا كان يفعل قبل لحظات من المأساة؟”

في واقعة مأساوية أثارت مشاعر الحزن والأسى في أوساط الجالية اليمنية بالمملكة العربية السعودية، توفي المغترب اليمني

محمد منصور

إثر حادث عمل مؤسف وقع صباح اليوم في أحد مواقع البناء بمنطقة مكة المكرمة.

ووفقًا لمصادر إعلامية مطلعة، فإن الحادث وقع أثناء قيادة المغترب لآلة "بوكلين" (حفار) في موقع شديد التضاريس، حيث سقطت صخرة ضخمة من أعلى الجبل المجاور بشكل مفاجئ، لتصيب الآلية بشكل مباشر وتحاصره داخلها دون أن يتمكن من الفرار.

وأكد شهود عيان أن الحادث وقع بسرعة قصوى، وأن فرق الدفاع المدني والإسعاف وصلت إلى الموقع على الفور، لكن الجهود باءت بالفشل في إنقاذ حياته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مكان الحادث نتيجة الإصابات البليغة التي تعرّض لها.

ونعى أفراد الجالية اليمنية في مكة المكرمة والمنطقة فقيد المجتمع اليمني، معبرين عن خالص تعازيهم ومواساتهم لأسرته الكريمة، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

وأثارت الواقعة موجة من الحزن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء يمنيون صورًا وذكريات عن الفقيد، مشيدين بجهوده في العمل وسعيه الدؤوب لتحسين وضع أسرته، فيما دعا العديد من المغتربين إلى تكثيف إجراءات السلامة في مواقع العمل، خاصة في المناطق الجبلية أو التي تتطلب عمليات حفر وتحريج.

ويُذكر أن محمد منصور كان من أبناء محافظة تعز، وقد غادر اليمن منذ سنوات للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث اشتُهر بالجدية والانضباط في عمله، وكان يُعَدّ دعامة أساسية لأسرته التي يعيلها من وراء الحدود.

في المقابل، باشرت الجهات المختصة في المملكة إجراءات التحقيق في ملابسات الحادث، بهدف تحديد الأسباب الدقيقة لانهيار الصخرة، ومعرفة ما إذا كانت هناك إجراءات وقائية قد تم تجاوزها خلال العمل.

ومن المتوقع أن يتم تشييع جثمان الفقيد إلى اليمن خلال الساعات القليلة القادمة، تمهيدًا لدفنه في مسقط رأسه، وسط ترقب شعبي ورسمي لتقديم الدعم اللازم لعائلته في هذه الظروف العصيبة.

"رحمة الله على الشهداء من المغتربين الذين يبنون حياة أهلهم بعرق الجبين، ويدفعون ثمنها بأغلى ما يملكون."