يا شرعية .. قبل نفاذ السند الوطني..!
قبل 5 دقيقة
حتى يومنا هذا يكون الجنود المرابطين خلف متارس المواجهات مع المليشيات الحوثية في محافظة تعز قد دخلوا الشهر الرابع دونما يستلموا راتبهم الشهري الزهيد.
ثلاثة أشهر انتهت والآن هم في شهرهم الرابع دون مرتبات.
أسئلة كثيرة تفرض نفسها في هذا الصدد..
من أين لهم هذا الصبر على التحمل اربعة اشهر دون رواتب...؟... وكم تبقى من صبرهم ؟
من أين، وكيف ينفقون على أسرهم..؟
لماذا تصر الحكومة على تأجيل رواتبهم كل هذه الشهور؟
هل لمحور تعز علاقة بهذا التأخير.. ؟
هل لأن تعز لا تورد للبنك المركزي اليمني الإيرادات الضريبية المختلفة... يحرم جنودها من رواتبهم..؟
وهل إذا وردت محافظة تعز الإيرادات الضريبية سوف تسلم كل الرواتب للمحافظة سواء رواتب الأفراد في الجيش أو موظفي وحدات الجهاز الإداري...؟
ماذا لو تناقص الأفراد في الجبهات وذهبوا يبحثون عن أعمال أخرى كي يعيلوا اسرهم...؟
ومن المسؤول إذا ما استفاد الحوثييون من تناقص عدد الأفراد في الجبهات وقام بمداهمتها في تعز واسقط مواقعا كانت قد تحررت تحت سيطرته...؟
أسئلة كثيرة أخرى هنا تطرح نفسها ورغم أن إجاباتها معروفة غير أن النتائج المترتبة على المتغيرات التي ستقع جراء عدم القيام بحلول لتلك الأسئلة ستكون بلا شك نتائج كارثية.
تفشت مؤخراً وذاعت بين الناس صورا متعددة للفساد المالي الذي تغرق داخله مؤسسات الشرعية وابرز صورها الرواتب الضخمة والاعاشات التي تصرف لآلاف المسؤولين في الرياض والقاهرة وعمان واسطنبول وللعثات اليمنية في الخارج.
وصور الفساد داخل مؤسسات الشرعية في المناطق المحررة.
وصور الفيد والنهب والجبايات والتهريب وووووو إلخ.
اليمن يدمر، ويتخرب فيه كل شئ في كل لحظة وساعة ويوم.
الحوثيون هم المستفيدون الأول من كل مظاهر الفشل الذي تغرق داخله الشرعية.
والأمور تزداد سوءا، وتعقيداً، ولا مؤشرات تلوح في الأفق باقتراب حالات الانفراج.
الناس تبيت وتمسي يائسة عاجزة غير قادرة على اجتراح أي فعل بمقدوره احداث حركة إيجابية إن لم أقل حركة ثورية جديدة.
البلاد تغرق... تغرق... تغرق .
ما يبقينا على قيد الحياه هو وجود بعض المواقف الإنسانية من أصدقاء وزملاء وأقارب يسندون بعضهم البعض، وان انتهت تلك المواقف لانتهى هذا البلد تماماً ولتمكن الحوثييون من فرض الأمر الواقع على الجميع، وحتى الشرعية لن يتبقى أي قيمة أو سند شعبي وجماهيري لها.
إذا لم تبادر الشرعية وتسلم للجنود والمعلمين والموظفين في تعز تحديداً... فسوف يبدأ السقوط التدريجي... وهنا كما أسلفت لن يتبقى للشرعية اي سند مدني أو شعبي وجماهيري...؟
لأن السلطة الشرعية ستكون هي من أجبرت الجميع على الاستسلام والسقوط وعلينا أن نتخيل ما سينجم عن ذلك من نتائج وخيمة.
لا يجب التعويل على وطنية الأفراد والناس فالوطنية لها حدود، والنضال له معايير، والصبر له شروط.
فإذا انتهت شروط الصبر، ومعايير النضال، وتجاوزت الوطنية حدود طاقاتها، سيكون في مقابل ذلك أن تموت ببطء قيم الثبات والصمود والإرادة.
لهذا نذكر الشرعية قبل نفاذ وطنية جنودنا أن يسارعوا في تسليمهم مستحقات الأشهر الثلاثة المتأخرة بأثر رجعي قبل فوات الاوان.
عطفاً على كل ما سبق وغيره كثير يبقى السؤال الأبرز:
إلى متى ستبقى الشرعية تهدر الفرص تلو الفرص، وتمنح الحوثيين فرصا للبقاء فوق ما لديهم من فرص...؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news