تفشٍ خطير للإسهال المائي يهدد اليمن وأطباء بلا حدود تحذر من انهيار صحي

أطلقت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، تحذيراً شديد اللهجة من تفاقم تفشي الإسهال المائي الحاد في محافظتي إب والحديدة، مؤكدة أن تصاعد الإصابات يعكس حجم الانهيار الذي يعيشه النظام الصحي في اليمن، وسط تراجع الدعم الإنساني وتزايد الاحتياجات.

المنظمة قالت إن قصص المرضى تكشف المأساة بأبشع صورها، مثل حالة أم تدعى روضة من تعز، فقدت ثلاثة من أطفالها بسبب المرض، واضطرت لعبور المحافظات لإنقاذ طفلتها الرابعة "ملاك" التي تلقت العلاج العاجل في مركز القاعدة بمحافظة إب ونجت من الموت.

وأوضحت أن مركز القاعدة وحده استقبل منذ أبريل وحتى أغسطس أكثر من 4700 حالة، معظمها تعاني من جفاف متوسط إلى شديد، ما أجبرها على مضاعفة عدد الأسرّة من 50 إلى 100 سرير، مع معدل إشغال يومي يلامس الطاقة القصوى. وفي الحديدة، دعمت المنظمة مستشفى الزيدية الذي عالج نحو ألف مريض خلال الفترة نفسها.

المنظمة أشارت إلى أن ضعف شبكات المياه والصرف الصحي والفيضانات الموسمية والمياه الراكدة، كلها عوامل غذّت انتشار العدوى بشكل متسارع، في وقت يواجه فيه المواطنون أعباء اقتصادية تعيق وصولهم المبكر للعلاج.

رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا، عبّرت عن "قلق شديد" من الضغط المتصاعد على النظام الصحي المنهك، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية لليمن تتراجع بشكل خطير رغم تزايد الفجوة بين الاحتياجات والخدمات.

ودعت إلى توسيع خدمات المياه والصرف الصحي بشكل عاجل، وزيادة التمويل والاستثمار في حلول مستدامة قبل فوات الأوان.