رجح محللون أن اغتيال إسرائيل لمسؤولين بارزين في حكومة الحوثيين قد يزيد من تشدد الجماعة وتصعيدها، مع توقع حملات قمع داخلية، في ظل وضع معقد تواجهه الجماعة بعد اختراق استخباراتي استهدف قياداتها.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الهجوم لم يمس القيادة العسكرية العليا للحوثيين بشكل مباشر، مشيرة إلى أن ضعف إيران والميليشيات التي تدعمها في المنطقة يترك الحوثيين "وحيدين تقريبًا" في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
وأكد أحمد ناجي، المحلل السياسي في مجموعة الأزمات الدولية، أن "الأثر الرمزي كبير"، محذرًا من أن الحوثيين يخشون امتداد الضربات المستقبلية لتشمل القادة العسكريين الذين يمتلكون سلطة اتخاذ القرار داخل الجماعة.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي ركز في الأشهر الأخيرة على الحوثيين بعد تراجع تأثير الميليشيات الإيرانية الأخرى، حيث نفذ ضربات على الموانئ والبنية التحتية اليمنية.
وبحسب الباحثين، لم يُصب زعيم الحوثيين أو القادة العسكريون البارزون في الهجوم، فيما تواصل الجماعة هجماتها على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر عبر جهاز لامركزي لم يتأثر بالضربة، ما يرجح زيادة التصعيد.
وقال محمد الباشا، محلل مقيم في الولايات المتحدة: "عبد الملك الحوثي ونتنياهو كلاهما عنيد ويتمتعان بحماسة دينية وأيديولوجية قوية… والمدنيون سيكونون في منتصف الصراع".
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد، صرح رئيس الوزراء نتنياهو بأن الضربة الإسرائيلية "قضت على معظم أعضاء حكومة الحوثيين وشخصيات عسكرية بارزة أخرى"، وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن إسرائيل تخطط لمهاجمة المزيد من كبار القادة الحوثيين في المستقبل.
وأشار فارغ المسلمي، الباحث اليمني في معهد تشاتام هاوس، إلى أن تجمع عدد كبير من المسؤولين الحوثيين في مكان واحد رغم حالة الحرب يعكس اعتقاد الجماعة بأنها ليست مهددة، وأن مقتل المسؤولين المرتبطين بالقيادة اليمنية السابقة قد يؤدي إلى مزيد من التشدد والتطرف مستقبلاً.
وحذر المحللون من أن الأشخاص المرتبطين بالمنظمات الدولية معرضون للخطر، خاصة بعد اقتحام الحوثيين مقر الأمم المتحدة واعتقال 11 موظفًا، وفقًا للمبعوث الأممي هانز غروندبرج، ما يعقد جهود تقديم المساعدات وتعزيز السلام.
وأكد المحللون أن ضعف إيران والميليشيات المدعومة منها في الشرق الأوسط يجعل الحوثيين بلا حليف فعلي، مضيفين أن الجماعة تدرك أن تكلفة الانسحاب من مواجهة إسرائيل ستكون أعلى بكثير من تكلفة الاستمرار في المواجهة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news