الحوثيون .. حداد لإيران وازدراء لليمن
قبل 1 دقيقة
يا للمهزلة! الحوثيون الذين يتباكون على مقتل حسن نصر الله في بيروت فيعلنون الحداد ثلاثة أيام، ويقيمون سبعة أيام كاملة على رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ويُلغون احتفالات عيد الوحدة اليمنية "تضامناً مع الشعب والقيادة في إيران"، لم يجدوا في مقتل وزرائهم – أو بالأصح منتحلي صفة وزراء – ما يستحق ساعة واحدة من الحداد! أي رسالة أوضح من هذه لليمنيين؟ الرسالة أن حياة قيادات إيران و"حزب الله" أثمن عند الحوثي من دماء أتباعه، وأن ولاء هذه المليشيا ليس لليمن ولا لشعبه، بل لطهران ومشاريعها. فوزراؤهم في نظرهم مجرد أدوات تنتهي صلاحيتها، بينما نصر الله ورئيسي "مقدسات" في الذهنية المليشاوية المستوردة
.
اليمن في ذهنية الحوثي: ورقة لا وطن
هذه الحادثة ليست مجرد صدفة أو خطأ بروتوكولي، بل هي مرآة صافية تكشف عقلية الجماعة التي اختطفت الدولة. بالنسبة للحوثي، اليمن مجرد ورقة في يد الولي الفقيه، وحدة اليمن عيد لا يستحق الاحتفاء، بينما موت رئيس إيران يستحق سبعة أيام بكاملها. هل سمعتم عن مليشيا تتجاهل شهداءها وتبكي على غرباء خلف الحدود؟ نعم، هذه هي المليشيا التي تزعم تمثيل الشعب اليمني.
مشروع فوق وطني
الحوثيون يثبتون كل يوم أن مشروعهم ليس يمنياً ولا حتى عربياً. هو مشروع فوق وطني، مستورد من قم والضاحية الجنوبية. لذلك تراهم يلهثون خلف طقوس الحداد في طهران وبيروت، بينما يتجاهلون جراح صنعاء وتعز والحديدة. في قاموسهم، أولوية الانتماء ليست لليمن ولا لوحدته ولا لدماء شعبه، بل لمشروع عقائدي خارجي يتغذى على الفوضى والدمار.
ازدراء الأتباع
المفارقة المرة أن الحوثيين لم يكتفوا بتهميش اليمنيين عموماً، بل أهانوا حتى أتباعهم المخلصين. وزراءهم، أو منتحلو صفة الوزراء في حكومتهم غير المعترف بها، سقطوا قتلى تحت الغارات، لكن لم يحظوا حتى ببيان حداد رسمي. لماذا؟ لأنهم ببساطة أدوات رخيصة، وقطع شطرنج تُحرَّك ثم تُرمى. أما نصر الله ورئيسي فهم في المخيلة الحوثية “رموز مقدسة” تستحق أن يتوقف الزمن حداداً عليهم.
خطيئة إلغاء عيد الوحدة
ولعل الجريمة الأوضح هي إلغاء احتفالات عيد الوحدة اليمنية تضامناً مع إيران. أي استخفاف أكبر من هذا؟ عيد الوحدة رمز وطني لكل اليمنيين، هو اليوم الذي تجاوزت فيه البلاد الانقسامات وأعلنت هويتها الواحدة. الحوثيون ألغوه بلا تردد، وكأنهم يقولون للشعب اليمني: لا وحدة لكم، ولا عيد لكم، ما دمنا عبيداً لمشروع طهران.
الخلاصة: وطن للبيع
الحوثيون لا يؤمنون باليمن، ولا يرونه وطناً يستحق الولاء. يرونه مجرد مزرعة تموّل حرب إيران بالوكالة. يعلنون الحداد على رئيس إيران، ويتجاهلون دماء اليمنيين. يلغون عيد الوحدة، ويتزينون بأعلام “حزب الله”. هذه ليست مجرد تصرفات عبثية، بل هي عقيدة راسخة: الولاء أولاً وآخراً للولي الفقيه، واليمن مجرد غنيمة.
إن الصمت أمام هذه الإهانات جريمة بحق الوطن. فكل يمني اليوم عليه أن يسأل نفسه: أي شرعية يملك الحوثي لقيادة بلد وهو لا يذرف دمعة على أبنائه، بينما ينوح سبعة أيام على رئيس أجنبي؟ وأي مشروع وطني يمكن أن يخرج من أحضان مليشيا تعتبر حسن نصر الله ورئيسي أهم من وحدة اليمن وسيادته؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news