في تصعيد خطير يستهدف هوية التعليم اليمني، تواصل مليشيا الحوثي فرض دورات طائفية إجبارية على المعلمين والتربويين في محافظة إب، وسط البلاد، في محاولة ممنهجة لغسل العقول وتحويل المدارس إلى أدوات لنشر الفكر السلالي المتطرف.
مصادر تربوية كشفت أن المليشيا ألزمت المعلمين في المدارس الحكومية والأهلية بالحضور إلى دورات فكرية عقائدية، تهدف إلى ترسيخ معتقداتها الطائفية داخل البيئة التعليمية، تحت تهديد العقوبات لمن يرفض أو يتغيب.
وتُعقد هذه الدورات منذ أيام لمسؤولي الأنشطة المدرسية في مديريتي الظهار والمشنة بمدينة إب، إلى جانب دورات مماثلة في بقية المديريات، وسط حالة من الاستياء والرفض الصامت في أوساط المعلمين.
المصادر أوضحت أن الاستهداف يتركز على مدرّسي مواد القرآن الكريم، التربية الإسلامية، الاجتماعيات، واللغة العربية، وهي المواد التي خضعت لتعديلات واسعة من قبل الجماعة بما يتماشى مع أيديولوجيتها الطائفية.
وتقف ما تُسمى بـ"الهيئة النسائية الثقافية العامة" التابعة للمليشيا خلف تنظيم هذه الدورات، التي تتضمن دروسًا مكثفة تهاجم المعتقدات والرموز الدينية السنية، وتروّج لرموز الجماعة الشيعية، في محاولة لتغيير البنية الفكرية للمجتمع من بوابة التعليم.
وبحسب المصادر، فإن المعلمين والمعلمات يُجبرون على حضور دورة إضافية لمدة ثلاثة أيام شهريًا، تُعقد أيام الأربعاء والخميس والجمعة، ويُطلب منهم خلالها استقطاب عشرة طلاب على الأقل وإقناعهم بالأفكار التي تلقوها.
تحذيرات تربوية صدرت من داخل المحافظة، تؤكد أن هذه الدورات لا تمت بصلة للعملية التعليمية، بل تهدف إلى تفتيت النسيج المجتمعي، وزرع بذور الطائفية في بيئة شافعية معتدلة، ما ينذر بكارثة تربوية واجتماعية قادمة.
يُذكر أن مليشيا الحوثي تفرض منذ سنوات على موظفي الدولة ومعلمي المدارس في مناطق سيطرتها، الاستماع لمحاضرات مؤسس الجماعة كل يوم أربعاء، ضمن ما يسمى بـ"اليوم الثقافي"، في إطار مشروعها العقائدي الذي يتغلغل في مؤسسات الدولة.
آ
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news