في تطور دراماتيكي يعيد رسم مشهد المواجهة بين الحوثيين وتل أبيب، شنت إسرائيل في 28 أغسطس 2025 هجوماً جوياً مركّزاً استهدف رئيس الحكومة التابعة للحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدداً من وزرائه، في عملية وُصفت بأنها الأخطر والأكثر دقة منذ بداية التصعيد.
الضربة التي أُطلق عليها اسم "عملية قطرة الحظ" لم تكن مجرد تصفية جسدية، بل بدت إيذاناً بمرحلة جديدة عنوانها "خطة الاغتيالات"، وسط تساؤلات متصاعدة حول قدرة إسرائيل على اختراق البنية الأمنية والاستخباراتية للحوثيين، وربما استنساخ سيناريو مشابه لتجربتها مع حزب الله في لبنان.
تحليلات مراكز بحثية أشارت إلى أن طبيعة العملية وتوقيتها يحملان إشارات مقلقة: تنفيذها تزامن مع الخطاب الأسبوعي لعبد الملك الحوثي، في خطوة رمزية تهدف إلى كسر هيبة التنظيم وإرسال رسالة مفادها أن بنك الأهداف في اليمن لم يعد بعيد المنال.
لكن الأخطر من العملية ذاتها هو ما تكشفه من معطيات: هل نجحت إسرائيل فعلاً في التغلغل داخل أوساط الحوثيين عبر تعاون محلي أو إقليمي؟
وهل ما تسرّب من معلومات عن جلسة "قات" نسائية تحولت إلى فخ استخباراتي للموسادإلا رأس جبل الجليد؟
التداعيات لا تقل خطورة عن الحدث نفسه، فالتقديرات تشير إلى ثلاثة مسارات محتملة:
تصعيد شامل يفتح جبهة البحر الأحمر على اتساعها، أو تهدئة مؤقتة مرتبطة بملفات غزة وإيران، أو سيناريو ثالث يتمثل في تحييد الحوثيين بصفقة منفصلة.
ومع كل الاحتمالات، تبقى الحقيقة أن الضربة الأخيرة لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل إشارة إلى أن حرب الظل بين الحوثيين وإسرائيل قد انتقلت إلى مستوى غير مسبوق، حيث يصبح السؤال الأبرز: من يخترق من؟
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news