في تطور لافت يُعد من أقوى مؤشرات التصدع الداخلي داخل الجماعة الحوثية، خرج نائب في البرلمان الخاضع لسيطرة صنعاء بانتقادات صريحة وساخرة موجّهة مباشرة إلى رئيس ما يُعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، مهدي المشاط، على خلفية تعليقه على الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة عدد من كبار المسؤولين.
التصريح، الذي انتشر بسرعة عبر منصات التواصل، لم يقتصر على الرفض السياسي، بل تحوّل إلى مرآة تعكس عمق الأزمة الإنسانية والسياسية التي يعيشها اليمن، وسط صمت رسمي يُنظر إليه كاستهتار بدماء ودموع الملايين.
حيث وجّه النائب عبده بشر، عضو البرلمان في صنعاء، انتقادات حادة للرئيس المُعلن من قبل الجماعة الحوثية، مهدي المشاط، بعد وصفه الهجوم الإسرائيلي الأخير — الذي أسفر عن مقتل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء — بـ"ضربة حظ". واعتبر بشر أن هذا التوصيف يعكس "انفصالًا خطيرًا عن الواقع، وازدراءً غير مسبوق بدماء اليمنيين".
وفي تغريدة نشرها على صفحته بـ منصة "إكس" (تويتر)، قال بشر:
"المشاط يقول إن العدوان الذي راح ضحيته رئيس الوزراء وكل أو معظم الوزراء وآخرون رحمهم الله... إنها ضربة حظ! نتمنى ألا نرى استمرار ضربات الحظ."
وأضاف بلهجة ساخرة وحادة:
"الحماقة والظلم والاستهتار الذي تمارسه سلطة صنعاء، فضلاً عن عدم رفع معاناة الناس، جعل المواطنين يتمنون زوالها."
هذه التصريحات لا تُقرأ فقط كرد فعل فردي، بل تُعد مؤشرًا على تصدعات عميقة داخل ما يُعرف بـ"السلطة الحوثية"، خصوصًا في ظل تصاعد الأزمات المعيشية، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع معدلات الفقر التي تجاوزت 80% بحسب تقارير الأمم المتحدة، بينما تواصل الجماعة التركيز على الخطابات الدعائية وتكديس الموارد بعيدًا عن أيدي الشعب.
يُعد المشاط أحد أبرز الوجوه القيادية في الجماعة منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014، ويُنظر إليه على أنه الرجل الثاني بعد عبد الملك الحوثي.
لكن وصفه للهجوم الإسرائيلي — الذي أودى بحياة كيان حكومي كامل — بـ"ضربة حظ"، أثار موجة غضب واسعة، ليس فقط بين المعارضين، بل داخل دوائر موالية سابقًا للجماعة.
محللون سياسيون يرون أن تصريح بشر يُعد "انفجارًا داخليًا" نادر الحدوث، نظرًا لطبيعة النظام الأمني المشدد في صنعاء، حيث يُحظر عادةً أي انتقاد علني للقيادة.
ويشير ذلك إلى أن السخط الشعبي بدأ يتسرب إلى صفوف النخبة، ما يهدد بتمزق أكثر عمقًا في بنية الجماعة من الداخل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news