أولاً: لا أرى أن ما حدث يعكس اختراقاً أمنياً كبيراً ل #إسرائيل داخل منظومة الأمن الحوثية. طبيعة الهجوم توضح أن الاستهداف كان لاجتماع أو “ورشة” كما وصفها الحوثيون، وهو اجتماع لم يكن سرياً بما يكفي؛ إذ ضم عدداً كبيراً من الأشخاص الذين تلقوا دعوات ورسائل مسبقة. وحسب مصدر خاص، فإن تلك الدعوات كانت مقررة قبل أكثر من أسبوعين، وهذا يفسر غياب القيادات الحوثية ذات الوزن الفعلي، فالملاحظ أنه لم يكن حاضراً وزير الدفاع ولا وزير الداخلية، والشخصيات الحاضرة يمكن التضحية بها بسهولة.
كما أن الضربة في ذات اليوم طالت مواقع أخرى تُصنف عادة ضمن بنك الأهداف التقليدي مثل “النهدين” و”قصر الرئاسة”، وهو ما يعكس محدودية المعلومات لدى إسرائيل، إذ لم يكن هناك استهداف مباشر لشخصيات قيادية حقيقية أو لمواقع حساسة ذات تأثير فعلي.
ثانياً: الشخصيات التي استُهدفت لا تملك أي وزن حقيقي أو مواقع مؤثرة في منظومة الحكم الحوثي؛ إنهم مجرد واجهة شكلية فارغة يمكن استبدالها بسهولة بواجهات أخرى من ذات المستوى، ومن غير المستبعد – وإن كان احتمالاً ضعيفاً – أن جهاز الأمن الحوثي نفسه قد سرّب الإحداثيات في إطار امتصاص الغضب الإسرائيلي بعد الصاروخ المتشظي الأخير الذي ضرب #تل_أبيب فذلك التسريب المحتمل يمنح #نتنياهو “إنجازاً” داخلياً أمام جمهوره، ويُخفف من الضغط الذي يطالبه باستهداف قيادات حوثية وازنة فعلاً.
ثالثاً: على المستوى السياسي والإعلامي، تُعتبر الضربة إنجازاً مهماً لنتنياهو وحكومته أمام الشارع الإسرائيلي.
فالجمهور هناك يحكم على حجم الإنجاز بصفته الرسمية للمستهدفين، وقد يعتقد أن من قُتلوا قيادات فاعلة وحقيقية داخل المنظومة الحوثية، بينما الواقع مغاير تماماً.
لكن عملياً، لا تأثير ملموس لهذه الضربة داخل الجماعة #الحوثية نفسها أو على شخصياتها المحورية المؤثرة.
فالجماعة لم تخسر شيئاً مهماً؛ بل خرجت وكأنها قدّمت “كبش فداء” مقابل مكاسب سياسية وإعلامية للطرفين. الحوثيون تمكنوا من توجيه ضربات قوية ومربكة للداخل الإسرائيلي، وفي المقابل حصل نتنياهو وحكومته المتطرفة على إنجاز داخلي يتمثل في قتل أسماء ذات مناصب رنانة لكنها في الحقيقة بلا قيمة أو تأثير.
#صلاح_بن_لغبر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news