الراتب في المنفى والواجب في الوطن

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 الراتب في المنفى والواجب في الوطن

الراتب في المنفى والواجب في الوطن

قبل 9 دقيقة

يعيش الشعب اليمني أسوأ مراحله من الجوع والانقطاع والحرمان، ولا تزال تتكدس فنادق الخارج بأولئك الذين يسمون أنفسهم ممثلي الشرعية يتنقلون بين المؤتمرات ويكتبون بياناتهم بماء الذهب المدفوع بالدولار، متناسين أن من يدّعون تمثيلهم ينامون على بطون خاوية

.

من فنادق الرياض إلى مكاتب القاهرة، لا حديث لهؤلاء إلا عن الوعي الوطني وضرورة الصبر ومواجهة الانقلاب الحوثي، وكأنهم وحدهم يحتكرون تعريف الوطنية، بينما يقف المعلم في طابور طويل من الانتظار دون راتب، ويبيع الجندي سلاحه ليشتري به حليباً لطفله، ويغرق الموظف البسيط في دوامة ديون لا تنتهي.

نعم، الخيانة ليست فقط في التمرد على الدولة، بل في خذلان المواطن.

لم يكن الحوثي وحده من صادر حياة الناس، بل شاركه أولئك الذين يتقاضون الملايين ويمنحون صكوك الوطنية لأنفسهم ويبررون فشلهم بترديد عبارة: لا تهاجموا الشرعية، العدو هو الحوثي. كلا، العدو ليس فقط من قصف بيوت اليمنيين، بل من سرق قوتهم، وتاجر بآلامهم، وباع تضحياتهم في مزادات السياسة.

أي شرعية هذه؟

شرعية لا تملك مشروعاً وطنياً، ولا تقدم نموذجاً أخلاقياً، ولا تقف في صف المعلم والجندي والمواطن الكادح، هي شرعية بلا قيمة، بل هي سلطة فاقدة للثقة.

لا نطلب المعجزات من المسؤولين ولا نحملهم ما لا يطيقون، بل نطلب شيئاً بسيطاً: أن يكونوا بيننا. أن يعودوا من فنادق الخارج إلى شوارع الداخل، أن يروا كيف يقف الجندي في طابور العشاء، وكيف يبيع الموظف حاجياته ليوفر دفتراً لابنه.

نحن لسنا ضد أن يتقاضى المسؤول راتبه أو أن تُصرف له إعاشته، فالعدل أن ينال كل ذي حق حقه. ولكن المؤلم أن تُصرف تلك الإعاشة في المنافي الباردة بينما الوطن يحترق، وأن تُكتب بيانات الوعي والمسؤولية من مكاتب خارجية مكيفة، بينما الناس في الداخل لا يملكون حتى مروحة تُبعد عنهم لهب الصيف.

نحن نريد أن نشعر أن هناك من يشاركنا الواقع، لا من يراقبه من خلف الشاشات. نريد مسؤولاً يعرف طوابير الخبز، لا طوابير صالات الاستقبال في الفنادق. نريد قيادات تذوق ما نذوق، وتتحمل ما نتحمله، لا أن تتحول الغربة إلى وسيلة للهروب من واجب وطني مقدس.

نعم، أخيراً لا نريد مسؤولاً يقيم لنا المحاضرات عن الوطنية بينما هو أبعد ما يكون عنها. الوطنية لا تُقاس بعدد البيانات أو خطابات القنوات، بل تُقاس بكم مرة رفضت فيها الإغراء لتبقى مع شعبك، وكم قراراً اتخذته لصالح الناس ولو على حساب راحتك.

عودوا إلينا لتعرفوا حجم الألم الذي لا يُحكى.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 708 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 655 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 621 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 511 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 503 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 481 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 471 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 394 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 359 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 302 قراءة