يمن إيكو|تقرير:
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إطلاق قوات صنعاء صاروخاً يحمل رأساً حربياً متشظياً يشكل تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع وتأثيراته، ويفرض الحاجة إلى تحسين أنظمة وأساليب الدفاع الجوي لحماية البنية التحتية الاسرائيلية التي أصبحت الآن أكثر عرضة للخطر، مشيرة إلى أن قيام الجيش الإسرائيلي بقصف المنشآت المدنية في اليمن لن يؤثر على عمليات قوات صنعاء.
ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم الإثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “استخدام الحوثيين للذخائر العنقودية في هجوم صاروخي باليستي استهدف وسط إسرائيل، يوم الجمعة، يمثل تطوراً كبيراً ومثيراً للقلق العميق بشأن الصراع الإقليمي والقدرات العملياتية للجماعة”.
وأضافت: “هذا ليس مجرد تحول تكتيكي؛ بل هو إشارة استراتيجية لها آثار على الردع الإقليمي، وهندسة الدفاع الجوي”.
واعتبرت الصحيفة أن استخدام رأس حربي قابل للانشطار في صاروخ بالستي يمثل انتقالاً إلى مرحلة جديدة، بالنظر إلى مسار العمليات اليمنية السابقة التي اعتمدت على الرؤوس الحربية الأحادية وأسراب المسيّرات.
ووفقاً للصحيفة فقد “صُممت الذخائر المتشظية لتعظيم نطاق التغطية وإلحاق الضرر بالأهداف السهلة المتفرقة، بما في ذلك البنية التحتية المدنية والأفراد، واستخدامها في أنظمة الإطلاق الباليستية يزيد من نطاق التهديد بشكل كبير، ويُعقّد اعتراضها، ويُصعّب معالجة آثارها بعد الاصطدام”.
وأوضحت أنه “بخلاف الرؤوس الحربية التقليدية، تنقسم هذه الذخائر أثناء طيرانها، مطلقةً عشرات إلى مئات من الذخائر الصغيرة، ويمكن أن يحدث هذا التشظي على ارتفاعات تُضعف فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية، مثل نظامي (حيتس) و(مقلاع داود) الإسرائيليين، إذ صُممت هذه الأنظمة لاعتراض المقذوفات الجوية المفردة بدلاً من القنابل الصغيرة المتفرقة”.
واعتبرت الصحيفة أن “سقوط إحدى هذه القنابل الفرعية في منطقة (غينتون) وتسببها بأضرار، يؤكد صعوبة اعتراض الطيف الكامل واحتمال وقوع أحداث تؤدي إلى إصابات جماعية في البيئات الحضرية”.
وأضافت أن “إعلان الحوثيين أن الصاروخ استهدف مطار (بن غوريون)، هو جزء من حملة نفسية أوسع نطاقاً تشنها الجماعة، ليس فقط لإظهار نفوذها وعزمها، بل أيضاً لمواصلة فرض حصارها على إسرائيل من خلال منع شركات الطيران الدولية عن السفر إليها”.
وبحسب الصحيفة فإن “قدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى مزودة بقنابل متشظية ذات غرض استراتيجي، تضعهم في فئة جديدة من التهديد، وهو ما يتطلب من إسرائيل إعادة صياغة بروتوكولات الردع والاستجابة”.
واعتبرت أن قيام إسرائيل بقصف “البنية التحتية المدنية” في صنعاء، ليس رداً كافياً.
وقالت الصحيفة إن “الفشل في اعتراض الصاروخ قبل انقسامه يثير تساؤلات جوهرية حول محدودية شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة المستويات، فبرغم تفوقها الهائل، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي المختلفة ليست مُحسّنة لمواجهة تشظي الرؤوس الحربية في الجو، ويجب معالجة هذه الفجوة من خلال التطويرات التكنولوجية والتحولات العقائدية”.
وأوضحت أن “استخدام الذخائر المتشظية يشكل خطراً مستمراً، إذ تُشكل القنابل الصغيرة غير المنفجرة مخاطر طويلة الأمد على السكان، وتُعقّد الاستجابة للطوارئ، وتتطلب عمليات بحث واسعة النطاق، ومن منظور التخطيط الاستراتيجي، فإن هذا يستلزم إعادة تقييم لبروتوكولات الدفاع المدني، واستراتيجيات صمود المناطق الحضرية”.
وأضافت: “يتعين على إسرائيل أن تفهم أن التحدي لا يتمثل في اعتراض الصاروخ التالي فحسب؛ بل يتعلق أيضاً بتوقع التطور التالي في قدرات الخصم وضمان بقاء وضعها الدفاعي متكيفاً ومتعدد الطبقات وقادراً على الصمود”.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أمس تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “اليمنيين كانوا يبحثون عن وسيلة للوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، ولذلك استخدموا صاروخاً برأس حربي عنقودي مُصمم لنشر الذخائر، ومن المفترض أن يخترق هذا النوع من الصواريخ، الغلاف الجوي، ثم يُطلق القنابل”.
وقالت الصحيفة أنه “يُفترض أن تكون أنظمة الدفاع الجوي قادرة على اعتراض حتى الصواريخ العنقودية قبل دخولها الغلاف الجوي، قبل أن ينقسم الرأس الحربي ويُطلق الذخائر الفرعية، والسؤال هو: لماذا لم يحدث ذلك؟”.
واعتبرت الصحيفة أن “إطلاق صاروخ عنقودي على إسرائيل يشكل تصعيداً من جانب الحوثيين نظراً لتزايد خطر هذه الصواريخ على السكان، ولذلك، كانت إسرائيل مضطرة للرد”.
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه “ليس من المؤكد إطلاقًا أن هذا الرد سيكون كافياً لوقف الحوثيين عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news