ما بعد اطلاق صاروخ الحوثيين ''العنقودي''.. نقطة تحول خطيرة و إسرائيل تُصعد في اليمن

     
مأرب برس             عدد المشاهدات : 174 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ما بعد اطلاق صاروخ الحوثيين ''العنقودي''.. نقطة تحول خطيرة و إسرائيل تُصعد في اليمن

دخلت خارطة المواجهة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن منعطفاً جديداً بعد أن أطلق الحوثيون صاروخاً عنقودياً باتجاه الأراضي المحتلة، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن سلسلة غارات استهدفت مواقع حساسة في صنعاء، من بينها محيط المجمع الرئاسي ومحطة لتوليد الكهرباء جنوبي المدينة، إضافة إلى مواقع عسكرية قرب مطار صنعاء وجبل نقم.

هذا التصعيد الذي حمل رسائل رمزية وعسكرية في آن واحد، يثير تساؤلات حول مستقبل قواعد الاشتباك في المنطقة، وإمكانية توسع دائرة المواجهة بين تل أبيب والجماعة المدعومة من إيران، في ظل بيئة إقليمية متوترة تشهد تداخل الملفات من غزة إلى العراق مروراً بلبنان واليمن.

ضربة إسرائيلية ورسائل متعددة

الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، وجاءت رداً على الهجمات الحوثية المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة، حملت في طياتها رسائل واضحة.

فبحسب مصادر عسكرية، استهداف محيط القصر الجمهوري في صنعاء كان بمثابة رسالة رمزية بأن مواقع السلطة تقع في مرمى النيران الإسرائيلية، حتى وإن لم يكن الحوثيون يتخذون من القصور مقرات فعلية لهم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، تابعوا الضربات من غرفة قيادة سلاح الجو في تل أبيب، في مشهد يوحي بأن تل أبيب أرادت إظهار الجدية في التعامل مع الحوثيين، بعد أن أثبتت الجماعة قدرتها على تطوير ترسانة صاروخية تمثل تهديداً متنامياً.

الصاروخ العنقودي.. نقطة تحول خطيرة

الجيش الإسرائيلي كشف أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون كان من نوع عنقودي، محملا بـ 22 قنبلة صغيرة.

ورغم تأكيد الجيش أن منظومات الدفاع قادرة على التعامل مع هذا النوع من التهديد، فإن فشل عملية الاعتراض الأولية أظهر ثغرات في قدرات الدفاع الجوي، ما قد يشكل تحدياً إضافياً أمام "القبة الحديدية" ومنظومات إسرائيلية أخرى.

وصف الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني ثابت حسين، صالح خلال حديثه إلى "التاسعة "على سكاي نيوز عربية هذا الصاروخ بأنه يدخل ضمن فئة "الصواريخ الفرط صوتية" المعتمدة على الوقود الصلب، ما يمنحه سرعة فائقة وقدرة على التخفي والمناورة.

وأوضح أن خطورة هذا النوع من السلاح تكمن في انشطاره إلى أجزاء متعددة في المرحلة النهائية، ما يجعل إصابته شبه مؤكدة إن لم يُعترض في بداياته.

الحوثيون بين الدعم الإيراني والقدرات الذاتية

منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2015، انتقلوا من الاعتماد على ترسانة الجيش اليمني القديم – التي اقتصرت على صواريخ سكود بمدى 360 كيلومتراً وصواريخ "لونا" قصيرة المدى – إلى امتلاك ترسانة أكثر تطوراً، بفضل الدعم الإيراني المباشر عبر الموانئ اليمنية.

ووفق ما أشار إليه الخبير ثابت حسين، لعب خبراء إيرانيون ولبنانيون دورا أساسياً في تطوير الصواريخ وتجميعها وإصلاحها، ما مكن الحوثيين خلال عقد واحد من الزمن من تكريس جهودهم للمجهود الحربي بشكل كامل.

ومع ذلك، يرى ثابت أن الحوثيين رغم قدراتهم المتنامية "لا يشكلون تهديداً جدياً لإسرائيل"، في ظل ميزان القوى المختل الذي يميل بشكل ساحق لصالح تل أبيب.

البعد الإيراني في المواجهة

المعادلة لا يمكن فصلها عن الدور الإيراني. فبحسب ثابت حسين، "الترمومتر" بيد طهران والحرس الثوري، الذي يدير المشهد الإقليمي ويستثمر الحوثيين كذراع في معركة النفوذ الممتدة من لبنان إلى غزة واليمن.

الحوثيون، مهما ادعوا الاستقلالية، يظلون جزءاً من المشروع الإيراني، يستخدمون أحياناً المعارك الخارجية لتغطية أزماتهم الداخلية وجذب الأنظار بعيداً عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة في الداخل اليمني.

إسرائيل بدورها تدرك هذه الحقيقة، إذ تعتبر أن الحوثيين ورقة إيرانية تُستخدم بعد إضعاف حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ما يضيف تحديا استخباراتياً وعسكرياً جديداً لتل أبيب.

جغرافيا اليمن وتعقيدات الحرب

إحدى أبرز المعضلات التي تواجه أي خطة عسكرية إسرائيلية ضد الحوثيين تكمن في الجغرافيا اليمنية المعقدة. الجماعة تسيطر على أكثر من 12 محافظة في شمال اليمن، وتستند إلى تضاريس جبلية وعرة تمنحها حصانة طبيعية، تتيح لها الاستمرار في الحرب لفترات طويلة.

ويحذر الخبراء من أن أي مواجهة شاملة مع الحوثيين لن تشبه معركة إسرائيل مع حزب الله في لبنان أو مع حماس في غزة، نظراً لاتساع رقعة اليمن وصعوبة السيطرة الميدانية.

الولايات المتحدة وموقفها الغامض

الولايات المتحدة من جهتها تبدو أقل حماسة للانخراط المباشر في مواجهة الحوثيين. فبحسب ما جاء في الحوار، اعتبرت واشنطن أن مصلحتها تقتصر على حماية الملاحة البحرية، وأن التفكير في مواجهة الحوثيين بشكل واسع سيكون بمثابة "تفكير أعمى"، خاصة مع تعهد الحوثيين بعدم استهداف المصالح الأميركية بشكل مباشر.

واشنطن قد تنظر إلى الحوثيين كورقة يمكن استخدامها في معادلات التفاوض أو كأداة للمشاغبة في الساحة الإقليمية. لكن النتيجة غير المباشرة للتصعيد الأخير هي أن إسرائيل وجدت مبرراً لتوسيع وجودها العسكري والاستخباراتي في البحر الأحمر واليمن، وهو ما لم يكن وارداً في أجندتها سابقاً.

هل نحن أمام مرحلة أكثر سخونة؟

استهداف المجمع الرئاسي في صنعاء، حتى وإن كان رمزياً، قد يفتح الباب لمرحلة أكثر سخونة في الصراع الإقليمي. فإسرائيل سبق وأن لوّحت باغتيال قادة حوثيين، ووزير الدفاع كاتس أصدر أوامر بإعداد خطة عسكرية شاملة ضد الجماعة.

لكن في المقابل، طبيعة الحرب مع الحوثيين مختلفة، واحتمالات انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة في اليمن ليست مستبعدة، خصوصاً إذا ما قررت طهران تفعيل الورقة الحوثية بشكل كامل، في إطار صراعها الأوسع مع تل أبيب.

المشهد الحالي يعكس تداخل خطوط النار من غزة إلى صنعاء، ومن بيروت إلى طهران. الحوثيون، رغم محدودية قدراتهم مقارنة بإسرائيل، أثبتوا أنهم قادرون على فرض معادلات جديدة عبر إدخال صواريخ نوعية مثل العنقودي والفرط صوتي إلى ساحة الصراع.

في المقابل، إسرائيل تبدو مصممة على التعامل مع اليمن كما تعاملت مع إيران، بضربات استباقية ورسائل ردع واضحة.

وأتس أب

طباعة

تويتر

فيس بوك

جوجل بلاس


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قوات الحوثي تعتقل مدير أمن العاصمة المؤقتة عدن

وطن نيوز | 565 قراءة 

السعودية.. من “المجلس الجمهوري” إلى “المجلس الرئاسي الانتقالي” (2_2)

بيس هورايزونس | 526 قراءة 

توجيهات حوثية غير مسبوقة بخصوص علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر بصنعاء ومناطق سيطرة الجماعة

المشهد اليمني | 521 قراءة 

تحرك جديد لقوات درع الوطن في عدن

العين الثالثة | 405 قراءة 

حشد عسكري عقب اكتشاف مواقع أثرية

كريتر سكاي | 314 قراءة 

الحوثيون ينبشون قبر أحد قتلاهم بعد اكتشافهم لأمر خطير

المشهد اليمني | 308 قراءة 

تحذير جديد من أمطار رعدية وسيول جارفة تضرب هذه المحافظات اليمنية

عدن نيوز | 276 قراءة 

مصدر حكومي مسؤول يؤكد بأن الدولة بن تصرف أي مرتبات بالدولار للمسؤولين بالخارج ويستثني فئة واحدة فقط

مراقبون برس | 246 قراءة 

خبير اقتصادي يفجّرها: الريال اليمني يتجه نحو 350 مقابل السعودي

نيوز لاين | 215 قراءة 

قيادي في الانتقالي يعلن انسحابه من المشهد السياسي بسبب هذا الأمر

نيوز لاين | 202 قراءة