على وقع جريمة اختطاف الأحول بصنعاء .. دعوات لتشكيل جبهة وطنية لمقاومة المشروع الإيراني الطائفي في اليمن
دعت مصادر سياسية يمنية إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة المشروع الإيراني الطائفي في اليمن، المتمثل بعصابة الحوثي التي تمارس جرائم ممنهجة ضد الأحزاب السياسية والتعددية الديمقراطية، بهدف إعادة مشروع الإمامة إلى الواجهة
.
وجاءت الدعوة عقب ارتكاب الحوثيين جريمة اختطاف أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، غازي أحمد علي الأحول، ومرافقيه من وسط العاصمة المختطفة صنعاء ،الأربعاء، والتي لاقت إدانات محلية واسعة، خاصة وأن الجريمة جاءت بعد يوم واحد من إعلان المؤتمر الشعبي إلغاء احتفاله السنوي بذكرى تأسيسه نزولًا عند ضغوطات محلية.
وأدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا الحادثة، التي جاءت وسط سخط شعبي وحزبي كبير، إذ تسعى العصابة الإرهابية المدعومة من إيران إلى قمع ما تبقّى من الأصوات الحزبية والمدنية في مناطق سيطرتها، تحت مزاعم وجود "مؤامرة" ضد حكمها الانقلابي.
ونقلت وسائل إعلام محلية وعربية عن مصادر سياسية في صنعاء أن عناصر مسلحة حوثية على أطقم عسكرية اعترضت طريق الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي"، غازي الأحول، واختطفته مع مرافقيه واقتادتهم إلى مكان غير معروف، وسط تكهنات بأن يكون الأحول من بين المعارضين للضغوط التي مورست لإلغاء الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب.
وعلق وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على الحادثة، وأدانها بشدة، واصفًا إياها بأنها "جريمة جديدة تندرج في إطار حملة ممنهجة لتصفية الحزب وقياداته، رغم محاولاته المتكررة تفادي الصدام عبر إلغاء الفعاليات السياسية والإعلامية الخاصة بذكرى تأسيسه".
وأضاف الإرياني أن ما يجري يؤكد أن الحوثيين لا يسعون فقط إلى تحجيم "المؤتمر الشعبي" أو تقييد نشاطه، بل يستهدفون شطبه تمامًا من المشهد السياسي، كما فعلوا منذ اغتيال مؤسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وما تلاه من تصفيات جسدية لقيادات الحزب.
وأشار الوزير إلى أن الحزب، منذ تأسيسه عام 1982، مثّل حجر الزاوية في الحياة السياسية اليمنية، وحمل مشروع الجمهورية والدولة المدنية، وظل الأكثر حضورًا وجماهيرية في الشارع.
وأكد الإرياني أن هذه التطورات تبرهن على استحالة الشراكة أو التعايش مع الحوثيين، إذ لا تعترف الجماعة بأي شريك سياسي، ولا بأي صيغة للتعددية، وقال إن هذا الصنيع يقدّم رسالة واضحة لجميع القوى السياسية والاجتماعية في مناطق سيطرتها: "إما الذوبان الكلي في مشروعها الطائفي، وإما مواجهة التصفية والبطش".
ورأى الوزير أن إلغاء إعلام الحزب لفعالياته السياسية والإعلامية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه يكشف عن حجم الضغوط التي مارستها الجماعة، والتي وصلت إلى التخوين والتهديد العلني بالاعتقال والتصفية.
وتساءل الإرياني عن سبب خوف الحوثيين من حزب "المؤتمر"، قائلاً إن الجماعة تُدرك الحجم الجماهيري الواسع للحزب، وتخشى أن يظهر للرأي العام حجم شعبيته مقارنة بضعف شعبيتها، ولهذا تلجأ إلى القمع والتهديد والمنع.
ودعا وزير الإعلام جميع القوى الوطنية إلى الاصطفاف خلف "المؤتمر الشعبي العام" بوصفه الحزب الأوسع جماهيرية، وإلى توحيد الصفوف في جبهة وطنية لمقاومة المشروع الحوثي الطائفي. كما دعا المجتمع الدولي إلى إدراك أن الحوثيين، الذين لا يسمحون حتى لحلفائهم بالبقاء في المشهد، لا يمكن أن يكونوا شركاء في أي تسوية سياسية، وأن الوقت قد حان للتعامل معهم بوصفهم خطرًا إرهابيًا مدعومًا من إيران يُهدد اليمن والمنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news