يمن إيكو|تقرير:
كشفت وكالة “رويترز” عن سلسلة إخفاقات ومشاكل كبيرة تواجهها جهود البنتاغون والبحرية الأمريكية لإنشاء أسطول من المركبات البحرية المسيّرة من أجل مواكبة التهديدات والتعلم من دورس المعارك الحديثة التي كشفت فجوة في القدرات الأمريكية، ومنها معركة البحر الأحمر.
ووفقاً لتقرير نشرته الوكالة، مساء أمس الأربعاء ورصده “يمن إيكو”، فإنه “خلال اختبار للبحرية الأمريكية قبالة ساحل كاليفورنيا الشهر الماضي، والذي كان يهدف إلى عرض أفضل القوارب المسيرة التي تنتجها وزارة الدفاع الأمريكية، توقف أحد القوارب بشكل غير متوقع، وبينما كان المسؤولون يبذلون قصارى جهدهم لإصلاح خلل في برنامج حاسوبي، اصطدم قارب مسيّر آخر بالجانب الأيمن للمركبة المتوقفة، وقفز فوقها، ثم سقط عائداً إلى الماء”.
ونشرت رويترز مقطع فيديو يوثق الحادثة.
وأشارت إلى أن المركبتين تم إنتاجهما من قبل شركتي (سارونيك) و(بلاك سي تكنولوجيز)، مؤكدة أن هذه الحادثة “واحدة من سلسلة نكسات شهدتها جهود البنتاغون مؤخراً لبناء أسطول من الزوارق المسيرة، وفقاً لما أكده عشرة أشخاص مطلعين على البرنامج”.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر أنه “قبل أسابيع، وخلال اختبار بحري منفصل، سقط قبطان قارب دعم في الماء بعد أن تسارعت فجأة مركبة بحرية ذاتية القيادة تابعة لـ(بلاك سي) كانت تسحب القارب، مما أدى إلى انقلابه”.
وقال أحد المصادر إن الحادثتين “وقعتا بسبب مزيج من أعطال البرمجيات والأخطاء البشرية، بما في ذلك أعطال في الاتصالات بين الأنظمة الموجودة على متن المركبة والبرامج المستقلة الخارجية”.
وأوضحت الوكالة أن “التأثير الهائل للمركبات البحرية المسيرة” دفع بالقادة العسكريين الأمريكيين إلى محاولة إنشاء أسراب من الطائرات والزوارق المسيرة “لعرقلة أي تقدم محتمل للصين عبر مضيق تايوان”.
وذكر التقرير أن “الولايات المتحدة تهدف إلى بناء أسطول بحري ذاتي القيادة قادر على التحرك في أسراب ومن دون قيادة بشرية، بتكلفة تصل إلى بضعة ملايين من الدولارات لكل قارب سريع”.
ونقلت الوكالة عن برايان كلارك، الخبير في معهد هدسون، قوله “إن إخفاقات الاختبارات الأخيرة تُبرز التحديات التي تواجه جهود البحرية لنشر هذه التقنيات الناشئة”، مضيفاً أن “البحرية ستحتاج إلى تكييف تكتيكاتها مع فهمها بشكل أفضل لما يمكن أن تفعله هذه الأنظمة وما لا يمكنها فعله”.
ولكن وفقاً للوكالة فإن المشاكل التي تواجهها البحرية الأمريكية في هذا السياق لا تتعلق بتشغيل الزوارق فحسب، حيث “تعرضت وحدة اقتناء القوارب البحرية المسيرة التابعة للبحرية لضربة، بسبب إقالة أعلى أميرال لها، كما أعرب مسؤول كبير في البنتاغون عن مخاوفه بشأن البرنامج في اجتماع صريح مع كبار قادة البحرية الشهر الماضي”.
وقالت مصادر الوكالة إنه “تم وضح الوحدة قيد المراجعة بسبب سلسلة من النكسات، ويمكن إعادة هيكلتها أو إغلاقها”، وذلك بعد شهرين من إقالة قائدها الأميرال كيفن سميث، بسبب فقدان الثقة في قيادته.
وأوضحت الوكالة أنه “منذ عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، جعل نشر أسراب المركبات المسيرة أولوية عسكرية قصوى، وقد تضمن مشروع قانون الضرائب الذي أقره الشهر الماضي ما يقرب من 5 مليارات دولار لأنظمة التحكم البحري”.
وذكرت المصادر أنه “تم استجواب مسؤولي البحرية الأمريكية الشهر الماضي بشأن قدرات سفنهم المسيرة، بما في ذلك تلك التي يستخدمها مركز أبحاث العمليات البحرية، ولكن نائب وزير الدفاع لم يعجب ببعض القدرات التي حصلت عليها البحرية الأمريكية، وتساءل عما إذا كانت فعّالة من حيث التكلفة”.
ونقل التقرير عن مصدرين أنه “منذ الحادث الأخير، أوقفت وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاغون، والتي حصلت على التكنولوجيا اللازمة للاختبارات، عقداً بقيمة تقترب من 20 مليون دولار مع شركة (إل3 هاريس)، إلى أجل غير مسمى، وهي إحدى الشركات التي تقدم برامج مستقلة تستخدم للتحكم في بعض السفن”.
وأشارت الوكالة إلى أنه من أجل تسريع الجهود في مجال المركبات المسيرة، أطلق البنتاغون عام ٢٠٢٣ برنامج “ريبليكاتور” بقيمة مليار دولار، والذي من خلاله تعتزم جهات مثل البحرية الأمريكية ووحدة الاستخبارات الدفاعية اقتناء آلاف المركبات المسيرة الجوية والبحرية، بالإضافة إلى برامج التحكم فيها، ومن المقرر الإعلان عن أول أنظمة هذا البرنامج هذا الشهر.
ووفقاً للوكالة فقد “خصصت البحرية ما لا يقل عن 160 مليون دولار لشركة (بلاك سي)، التي تنتج العشرات من قوارب الاستطلاع المسيرة العالمية شهرياً”.
وأما شركة (سارونيك) فتشير إلى أن قيمتها تقدر بأربعة مليارات دولار، وتظهر وقد حققت ما لا يقل عن 20 مليون دولار من اتفاقيات النماذج الأولية لمركبات بحرية مسيرة.
ونقلت رويترز عن تي إكس هاميس، الخبير في الأسلحة قوله إن “البحرية في مياه مجهولة، وتحاول إصلاح عقود من التقاليد بسرعة عالية”.
وأضاف: “لديك نظام معتاد على بناء أشياء كبيرة، ويستغرق سنوات لاتخاذ القرار، والآن فجأة تطلب منهم التحرك بسرعة”.
يشار إلى أن نتائج معركة البحر الأحمر ساهمت بشكل كبير في توجيه تركيز قادة الجيش الأمريكي نحو الأسلحة المسيرة، وفي يوليو الماضي قال الأدميرال داريل كودل، أثناء جلسة ترشيحه لرئاسة عمليات البحرية الأمريكية، إن “الأحداث الأخيرة في أوكرانيا والبحر الأحمر أثبتت التأثير الذي يمكن أن تُحدثه أنظمة القتال الجوي بدون طيار في ساحة المعركة الحديثة”.
وأضاف: “يجب الاستفادة من التطوير والابتكار التجاري بشكل متكرر لتسريع التعلم والاستجابة لاحتياجات القتال” متعهداً بـ”إنشاء تشكيلات هجينة من الأنظمة المأهولة وغير مأهولة لتكون شديدة الفتك، لردع ومواجهة أي عدوان محتمل”، حسب تعبيره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news