أكد عدنان العديني - الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح، نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب-، أن مأرب ليست مجرد جغرافيا، بل طريقة للتعامل السياسي.
وأوضح العديني في منشور له على منصة (إكس) تابعه محرر -الصحوة نت-، أن مأرب ليست بلا أخطاء، غير أن هذه الأخطاء تعيش دوماً تحت مجهر النقد بشكل دائم، إذ يراقبها الإعلام المحلي والخارجي باستمرار، فيما يتعرض المسؤولون فيها لنقد قاسٍ أحياناً، لكن هذا النقد - مهما كانت الجهة الصادر عنها - يمثل في النهاية علامة صحة، لأنه يعني أن هناك مساحة للكلام والاعتراض، وأن السلطة لم تغلق أبوابها ولم تصرف أموالها لتلميع صورتها أو شراء الأصوات.
وأشار العديني إلى أن هذا الوضع خلق بيئة تجعل الخطأ مجرد خطأ يمكن تصحيحه، لا سياسة ثابتة يصعب التراجع عنها، فالنقد هنا لا يُعتبر تهديداً، بل أداة لتصحيح المسار ومنع الانزلاق نحو الجمود أو الاستبداد.
وقال إن النموذج الذي تعيشه مأرب يمكن أن يكون درساً لبقية اليمن، فهناك سلطة تستمع للنقد، وتتحمل الضغط، وتسمح بوجود أصوات معارضة داخلها، ما يجعلها قادرة على التطور، مؤكداً أن المعارضة الذاتية والرقابة المجتمعية في هذا السياق ليست خطراً على استقرار الدولة، بل ضمانة ضد استبدادها.
وأضاف العديني أن السياسة الحقيقية لا تصنعها القرارات المفروضة من أعلى، بل تبدأ من الناس أنفسهم، من المشاركة والقدرة على القول والمحاسبة، مشيراً إلى أن منح الناس مساحة للتعبير، هو الذي سيجعل من مأرب نموذجاً مختلفاً يمكن أن يكون أساساً لدولة وطنية عادلة ومتعددة الأصوات.
وشدد على أن التحدي الأكبر أمام مأرب هو الحفاظ على هذه الميزة، ومنع أي محاولات لفرض الصوت الواحد، لافتاً إلى أن هذه البيئة الحرة ليست رفاهية، بل هي الضمان الوحيد لنشوء تجربة سياسية صحية تعكس صوت الناس، وتفتح الباب لبناء وطن يتسع للجميع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news