أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط لتنفيذ العملية، في خضم انتظار ردّ إسرائيلي رسمي على مقترح الهدنة المطروحة لإنهاء الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنّ الوزير يسرائيل كاتس أقرّ خطة الهجوم على مدينة غزة، كما وافق على التحضيرات لإجلاء السكان من المدينة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحفية:
«سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حالياً المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس».
ونزح آلاف الفلسطينيين من سكان المناطق الشرقية في مدينة غزة تحسباً للهجوم الذي قد يكون وشيكاً.
وذكر رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة مصطفى قزعاط أن «أعداداً كبيرة» نزحت إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع. ووصف الوضع في مدينة غزة بـ«الكارثي جداً»، مشيراً إلى أن غالبية الذين نزحوا «يتواجدون في الطرق والشوارع بلا مأوى».
وقال أنيس دلول (64 عاماً)، وهو من سكان حي الزيتون إن الجيش الإسرائيلي «دمّر معظم مباني حي الزيتون، وهجّر آلاف الناس»، مشيراً إلى أنه نزح مع عائلته إلى حي النصر في شمال غرب المدينة.
وأضاف: «نحن خائفون من احتلال مدينة غزة وتهجيرنا». ولقي 31 فلسطينياً حتفهم وأصيب آخرون بجروح في غارات إسرائيلية متواصلة على القطاع منذ فجر أمس.
هجوم غير مسبوق
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، أنه قتل نحو عشرة مقاتلين من حماس في جنوب القطاع أثناء تصديه لهجوم كبير نفذته «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة التي أكدت بدورها أنها قتلت وأصابت عدداً من الجنود الإسرائيليين.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الهجوم يُعدّ غير مسبوق من حيث حجمه ضد الجيش الإسرائيلي داخل غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. وجاء في بيان الجيش أن المهاجمين «نفذوا هجوماً مركباً بإطلاق النار وصواريخ مضادة للدبابات باتجاه الموقع.
وقد تم القضاء على عدد منهم خلال محاولتهم التسلل إلى الموقع في اشتباكات مباشرة وضربات جوية مساندة». وأوضح البيان أن «جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح خطيرة، فيما أصيب اثنان آخران بجروح طفيفة».
وقال دورون كدوش، الصحفي المتخصص في الشؤون الدفاعية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم يُعدّ «استثنائياً» منذ بدء الحرب. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم استهدف خطف جنود، في وقت يُناقش مقترح اتفاق بين إسرائيل وحماس بشأن الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار.
ضحايا التجويع
وتطالب شريحة واسعة من الإسرائيليين بالموافقة على وقف لإطلاق النار لعدم تعريض الأسرى المتبقين للخطر. وتضغط دول والأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المهدّد بالمجاعة، وفق المنظمة الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل ثلاث حالات وفاة جديدة من البالغين بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 269، من بينهم 112 طفلاً.
وكانت الوزارة أكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news